موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصّين والقضية السورية

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد الإله جبر المهنّا
*:

تبنّت جمهورية الصين الشعبية موقفاً يتّفق ومَبدأ التعايش السلمي، القائم على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وخيارات شعوبها، باختيار نوع الأنظمة والقيادات التي ترتضيها لنفسها بنفسها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهي قوانين دولية مُتّفق عليها أُممياً.

منذ تأسيسها، التزمت رئاسة الدولة الشعبية الصينية بموقف ثابت يتلاءم ويَنسجم مع تلك المبادئ، وجسّدت دبلوماسيتها هذه المبادئ، سواءً في علاقتها مع الدول الأُخرى، أو من خلال عمل مُمثِّليها ومندوبِيها في مجلس الأمن الدولي ومختلف المنظمات الدولية. واتساقاً مع هذه المواقف الثابتة، كانت الصين وما تزال تؤيّد وحدة أراضي وسيادة الدولة السورية، على كامل أرض الجمهورية العربية السورية.

القيادة الصينية تتابع عن كثب الأحداث وتطوراتها في سوريا الصمود، وتواصل من خلال تعاونها الوثيق مع القيادة السياسية السورية تقديم الدعم الإنساني متعدد الجوانب، ومنه الغذائي والطبي والمأوى المؤقت للمُشرّدين والنازحين السوريين، الذين أُجبروا على الهرب من وجه الإرهابيين الدوليين، وصولاً إلى الهدف المنشود، إلا وهو توحيد كامل الأراضي السورية، وبسط السيادة السورية على كل متر مربع فيها.

ومنذ بداية الأزمة السورية، لم يتوقّف العالم عن متابعة الدور الصيني النشط في تلك الأزمة خصوصاً، وأزمات المنطقة عموماً، ابتداءً من العراق وحتى ليبيا، ومروراً بالسودان ولبنان وغيرها. وتسعى القيادة الصينية ما وسعها الجهد، إلى إحلال السلام الشامل والتنمية في عموم المنطقة العربية المترامية الأطراف، وتوفير الرخاء والرفاهية لكل شعوبها، وصولاً إلى سلام عالمي يَشمل كل أرجاء الدنيا، فمارست الصين دوراً مهماً وما زالت تمارسه في منطقة “الشرق الأوسط”، من أجل إيقاف الفوضى التي عمّت العالم بعد احتلال العراق وأفغانستان وليبيا، من خلال دعم الصين للشرعية السورية.

وترى القيادة الصينية أنه من الضروري للصين القيام بدور فاعل، من أجل استقرار المنطقة وإحلال السلام، وصولاً إلى تسييد سِلمٍ عالمي. وللصين موقف واضح في مُجمل قضايا المنطقة العربية والصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، وهي تسعى سوياً مع المجتمع الدولي إلى إحلال سلام دائم وشامل في مناطق التوتر، وما بين جميع الأطراف ذات العلاقة، فبرز موقف الصين المبدئي صلباً لا تغيير عليه ولا تبديل فيه في دعم الشرعية في سوريا، ومعارضته لأي تدخل خارجي فيها، مع مساندتها القوية والثابتة لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله على الأراضي السورية، متمثلاً بداعش وبقية الفصائل الإرهابية.

لم تتوقف الصين عن تأكيد موقفها الثابت حِيال أزمات منطقتنا في كل المحافل الدولية، وفي مختلف المناسبات، فهي تؤيد وحدة الأراضي السورية، وتشجع الفصائل المتقاتلة على الحوار للوصول إلى حلول، وصولاً إلى سلام دائم في سوريا، وبالتالي الانتقال إلى طور التنمية الاقتصادية وتنشيط التجارة والاستثمار وإعادة الإعمار.

والموقف الصيني واضح تجاه الأزمات وسُبل حلها في منطقتنا والعالم، وهو يتلخص بضرورة احترام خيارات شعوبها بإختيار قادتها وأشكال النُّظم السياسية والاقتصادية التي تروق لشعوبنا، وهو موقف لمسناه بجلاء من خلال تصريحات مُمثّل جمهورية الصين الشعبية في مجلس الأمن الدولي، وإعلانه اللجوء إلى حق النقض، “الفيتو”، ضد التدخلات الغربية في شؤون الدول، إدراكاً منها أن التدخلات في قضايا تلك الدول سوف يجلب الويلات للمنطقة، بمزيدِ من الحروب وسفك الدماء وتوسيع رقعة  الدمار والخراب، كما حدث في ليبيا وأفغانستان والعراق.

تُدرك الصين أن تدخلات أمريكا والحلف الأمريكي لم يكن حِيادياً وهو كذلك إلى اليوم، بل إنه يصبّ في مصب طرف دون آخر، مما يتسبب بزيادة في منسوب سفك الدماء، واستمرار الحروب. الصين مُمثّلة بقيادتها تسعى إلى إيجاد قواسم مشتركة مع كل حكومات المنطقة، وصولاً إلى إيجاد حلول ناجعة وسريعة لإحلال السلام، وفق مبدأ بناء علاقات مميزة، تضمن المصالح المشتركة، من أجل رفاهية شعوب المنطقة.

وإذ تنتهج الصين نهجاً سلمياً وواقعياً لتجنيب العالم نتائج صراعات لا يُعرف عُقباها، ولا يُمكن لأحد تقدير نتائجها وأبعادها الوخيمة على كل العالم، تنشط الدولة الصينية بالتوازي مع ذلك، على فتح قنوات دبلوماسية واقتصادية مأمونة وذات أركان قوية مع جميع البلدان العربية، وصولاً إلى إرساء قاعدة تعاون مُثمر وشامل، يَصب في مصلحة السلام والتنمية على كامل المُسطّحات العربية. فثبات الصين على مواقفها التقدمية والأخلاقية الراقية في مجمل القضايا العربية والعالمية، بات يُكسبها احتراماً عميقاً في عقول وأفئدة الشعوب، ويُقيمها حَكماً عادلاً على قضاياها الشائكة، ونحن نتطلع إلى ذلك، ونعمل في سبيل أن يتحول إلى واقع مُعاش لنا مع صين شي جين بينغ.

#عبدالإله_جبر_المهناعضو ناشط في المجموعة الرئاسية #العراقية الأُولى – الأول من أُكتوبر2016/ الذكرى الـ67 لتأسيس جمهورية #الصين الشعبية، ومسؤول متابعة الأنشطة في مجموعة #الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء (وحُلفاء) #الصين، وكاتب ومهتم بالتاريخ والنشاط الصحفي، وناشط في التيار #الديمقراطي من أجل الاصلاح.

…………………

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.