موقع متخصص بالشؤون الصينية

“النشرة” ومَعنى التَّحالف

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
يَلينَا نِيدوغِينَا*

صدور العدد المئوي لنشرة “الصين بعيون عربية” يَعني لي الكثير وتحديداً في مجال التحالف الدولي، فهي منبر ليس للصداقة فحسب بل وللتحالف أيضاً، ولتعزيز الوعي في هذا الإتّجاه، لا سيّما أن الوضع الراهن في العالم يتطلّب التحالف الوثيق والعميق بين روسيا والصين في كل خطوة آسيوية ودولية للدولتين، حتى يتم “تكتيك” الخطوات ضمن المَسار المطلوب دون انحراف أو خطأ مُكلف، وفي هذا تقوم “النشرة” بعملها على وجه صحيح “نحو الوعي التحالفي”.

وأنا ومن روسيا حيث أمكث اليوم أنظر لِ”النشرة” من زاوية خاصة يتطلّبها الوضع الدقيق ودكتاتورية الجيوبوليتيكا وجِيرة روسيا والصّين، فالنشرة وريقات الكترونية لكنها في حقيقتها “حالة وعي” لاتحاد عالمي من أجل مصالح ومبادئ مشتركة، فيمكن للكلمة بحد ذاتها أن تدل على سياسة داخلية متشابكة دولياً في مَعبرٍ لتشكيل تحالف شعبي يَسند التحالف الرسمي في كفاحه الأدبي والإعلامي والفكري من أجل الحفاظ على سياسات إيجابية وتصليبها وجعلها متاحة للعموم.

هناك مقولة قديمة حكيمة تقول، إذا كان هناك شخص واحد بالعالم عُرف السلام، وعندما يكونوا شخصان عُرف الصراع، وعندما يكونوا ثلاثة عُرف التحالف، فمن هنا نجد أن التحالف الحقيقي هو ظاهرة قديمة قِدم البشرية والزمن والتاريخ، وهو ظاهرة حتمية تقتضيها الظروف، فالحلف والتحالف هو سياسة، وهو دوافع، وهو مستقبل للجميع ليعيش هذا الجميع بكرامة وخير وسلام وأمن، وهو ما نسعى لتعريفه وتبيانه من خلال نشرتنا التي يتحكّم بها ويُديرها عقلٌ سوي ووعيٌ عَميق وبَصيرة لأشخاص أذكياء.

و”النشرة” تدعو لتحالف بين طرفين رئيسيين، ولاتفاقهما ولتبيان مِثالهما، بخاصة لجهة الطرف الأساسي للنشرة وهو الصين العظيمة، فالتحالف بين المتحالفين يَقتضي عليهم كحد أدنى الاتفاق على المبادىء والأساليب والأهداف والمصالح المشتركة، حيث نجد أن كل هذه العوامل قد اجتمعت في بوتقة عضوية الأعضاء ومساراتهم اليومية الإبداعية المتشابكة بصورة جادة ومتصادقة الى أعمق ما يكون.

وفي شقٍ موازٍ، لا تسعى “النشرة” الى استعداء أحد على أحد، بل معالجة الأُمور والظواهر بصيغ إنسانية وعقلانية، ضمن خطاب لشخصيات خبيرة وضليعة بأمر الصين والتحالف الصيني الروسي والصيني العربي، وبذلك يتوسّع التحالف من طرفين الى إتفاق بين عدة أطراف، لحماية المجتمعات من بطش قوة معينة، وتبدو هذه القوة مُهَدِدة لأمن كل أعضاء التحالف، فخطابنا بالنشرة هو كلمات جاهدة لتسهيل تشكيل الوعي الجَمعي، ونحن بحاجة لاقتحام مشهد مانع لأية انفجارات في خضم ما نشهده في منطقتنا وآسيا من تصنيع لعبوات ناسفة في الاقتصادات والعسكرية والجماعات الإنسانية، فلا يَسعنا أن “نبلش” في صراعات ثانوية تبعدنا عن استراتيجيات المرحلة القادمة العريضة والطويلة بالمنطقة، لذا يأتي خطابنا متناغماً مع قِيم التحالف وأخلاقياته، وهو ما يتسم به خطاب القائمين على “النشرة” وكتّابها الرئيسيين، الذين لا يريدون أن يدفع أحد ثمناً لِما يَكمن في دهاليز المكاتب السرية من شرارات قد تحيل الأخضر إلى يابس!

تسعى “النشرة” إلى تعميق التحالف بين أعضائها والتحالف الرسمي للصين وروسيا التي وردنا منها تهانٍ خاصة وحارة تتوافر في أبعادها معانٍ عميقة، ونسعى إلى تعميق وعي الأعضاء لإدامة “النشرة” و”الاتحاد الدولي” كهيئة دولية فاعلة، وللاتفاق بين كل هذه الجهات فيما بينها على إلتزام معين لتحقيق أهداف محدّدة ملتفّين من حولها وليدوم عبر الأزمان، ولأن لا يكون ظرفياً بسبب إشتراك في المصالح ذاتها أو الخصم نفسه لمدة زمنية معينة، فنحن نريده طويلاً وخلاّقاً كما هي “النشرة”، لتطول مدتة نتيجة لاستمرار الأسباب الموضوعية التي أنتجته ووفق إتفاق مُسبق بين الأطراف المتحالفة .

“النشرة” هي تحالف للأمان والسلام والفكر المُبدع والآراء الخارقة والخلاّقة وإنسانية الناس.. إنها صرح جماهيري شعبي بدعواته ودعواتكم الصادقة.. و “النشرة” هي زاد هذا التحالف بكلماته ومفرداته القابلة للحياة بتبنّي الآخرين لقضيتنا للخروج بسفينة كل العالم إلى بر الآمان.. ودمتم أيها الزملاء كل واحد فيكم، ودامت نضالاتكم في هيئة تحرير “النشرة” بولادتها المئوية، ودامت ودمتم بخير ونضال دائم قيادات “الاتحاد الدولي” ودام كل مَن يقف الى جانبكم ويَشد من أزركم ويَكون وإيَّاكم عُروة وُثقى.

*#يلينا_نيدوغينا، رئيسة تحرير الملحق #الروسي، وعضو مؤسس  وقيادي في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.