موقع متخصص بالشؤون الصينية

الثقافات في الحزام والطريق الصيني

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
محمود عدنان*

دأب سفراء جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الاردنية الهاشمية منذ بداية إرساء صرح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قبل أكثر من أربعة عقود، وفي مختلف المناسبات والفعاليات، للتشديد على أن الأردن بلد آمن ومستقر، وبأن بيئته مناسِبة للاستثمارات الصينية، وليكن مقصداً إستراتيجياً لاستقطاب مختلف أشكال التفعيلات المالية والصناعية والتجارية والخدمية الصينية، التي يتطلبها الوضع الاردني، وبخاصة مشروع طريق الحرير الجديد المُسمّى بالحزام والطريق إختصاراً.

سعادة السفير بان ويفانغ، سفير الصين الحالي لدى الاردن، هو الآخر يُكرّر ويشدّد على ضرورة التعاون الأوسع بين الدولتين، فهو ناشط في عقد المؤتمرات الصحفية، وتنظيم الزيارات الاردنية الرسمية المتعددة الى الصين، واستقبال المستثمرين الصينيين والاردنيين بالإتجاهين، وهي جهود يمكن النظر اليها على أنها أبواب جديدة يشرعها سعادته في مَسعاه لتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أثمرت عن نجاحات ملموسة في المجالات المختلفة، وقد أثمرت جهود سفراء الصين والمباحثات الاردنية الصينية، منذ بداية العلاقات والى اليوم، في تعزيز فضاء الإستثمارات الصينية في قطاع التعليم والمعرفة، حيث تم التوقيع على عدد من الشراكات الاستثمارية بين البلدين، وبضمنها كذلك إنشاء الجامعة “الاردنية – الصينية”، وعلى صعيد آخر بدأت السفارة الصينية بجهود لتشييد مركز ثقافي لها في المملكة، نتظر إنجازه قريباً.

توقيع مشروع الجامعة الأردنية الصينية بين العاصمتين، كان الأول من نوعه على مستوى العالم قاطبة، فهذه الجامعة هي أولى الجامعات الصينية التي تم إقرار وجودها خارج الأراضي الصينية، حيث ستكون هذه الجامعة داخل مبانِ متطورة، في منطقة الجيزة، على طريق المطار الدولي، على أرض مساحتها 1000 دونم، قدمها الأردن، فيما تتحمل الصين تكاليف الإنشاء بالكامل. أما برامج الجامعة فتتركز على التخصصات الهندسية والتقنية، حيث ستساهم بلعب  دور مهم في تلبية احتياجات السوق الأردني، وسوق المشرق العربي على إتّساعه، ونحن إذ نحيي جهود إيجاد هذه الجامعة، نعتبر أنها تندرج ضمن مسعى مرور مبادرة الحزام والطريق عبر الاردن، لتكون الجامعة ناصية ثقافية وعلمية للحزام والطريق، يُنير للاردنيين إمكانات الدراسة العليا والإبداع في الصين، بتقنيات متطورة جداً تنعكس بصورة تطويرية على الأوضاع الاردنية.

مبادرة الطريق والحزام بدأت فعلياً منذ عدة سنوات في المملكة، من خلال توليد المشاريع الصينية المختلفة، وعشرات الاتفاقيات الموقعة بين الصين والأردن، في مجال الطاقات المتجددة، وغيرها من المشاريع التي تتعلق ببناء البُنية التحتية لمصادر المياه والمواصلات، كمشرع خط “المترو” التحت أرضي، إذ تم التوقيع مؤخراً على إتفاقية تفاهم بشأنه، والمصانع الصينية وغيرها الكثير.

اليوم وبعد إعادة افتتاح معبر نصيب الحدودي، تتجه الأنظار الى مشاركة الأردن في عملية إعادة إعمار الجنوب السوري، فالدولة السورية هي الحليف القوي لجمهورية الصين الشعبية، إذ تساهم الأخيرة بفضل مبادرة الحزام والطريق في إرساء قاعدة استثمارية خصبة في سورية وفي الأردن أيضاً، وستكون الصين قريباً منافس دولي متوازن في عملية البناء السوري القادمة.

مبادرة الحزام والطريق تلعب أدواراً جديدة ونافعة جداً لكسر الحدود السياسية، ولوضعها على جانب الطاولة، فالصين ومبادرتها هذه تهدف الى الرفاه الإجتماعي والعلمي والاقتصادي، الذي يُمكّن المجتمعات العربية بخاصة والشرقية بعامة وعلى حد سواء، من التطور الحقيقي، وللسير نحو تمكين وتنمية مهارات وقدرات إنسانية كامنة في الانسان ونوازعه للإبداع المُثمر لخير البشرية.

*#محمود_عدنان: باحث #أردني في شؤون #الإعلام الحديث والفن المعاصر، وعضو ناشط في الهيئة #الاردنية للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلامييي والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.