موقع متخصص بالشؤون الصينية

الرحلة.. إلى العدد المئة

0

 

إنه العدد المئة

رحلة طويلة جداً أوصلت الأمور إلى هنا.

ربما إلهام، أو استشراف، أو توفيق، قاد إلى الالتفات إلى أهمية الانتباه إلى ما يحصل في أقصى شرق العالم.

لقد سارت الأمور بطريقة سلسة: قرار بعد حيرة، قراءة مكثفة، اطلاع على الماضي والحاضر، نظرة إلى المستقبل، مدوّنة على “بلوغر”، ثم نشرة إلكترونية توزع على آلاف الإيميلات في أنحاء العالم العربي والعالم، ثم موقع إلكتروني، ثم انخراط واعٍ ولا واعٍ ـ في الوقت نفسه ـ في هذه القضية العالمية الكبرى التي اسمها الصين.

هذه الرحلة، ككل رحلة أخرى، لم تكن طريقها مزروعة بالورود في كل الأوقات، بل كان هناك الكثير من المراحل التي ساد فيها عدم اليقين والشك، لا بل الإدانة الذاتية لهذا “الوقت الذي يضيع سدىً”، والألم الذي لا حدّ له من عدم الاعتراف بحجم الجهد المبذول، والاستنكار للإنكار ولعدم الاهتمام وربما للاستهزاء من قبل الكثيرين. وفي الكثير من الأحيان أيضاً كان التساؤل لا يغيب من الذهن: إلى أين؟ ما هو المطلوب؟ وما هي النتيجة؟

اليوم، بعد رحلة دامت ثلاث عشرة سنة، لم تغب كل التساؤلات، ولم تتضح صورة النهايات بشكل كامل، ولكن يمكن القول إن ما شهده العالم من تطورات خلال هذه الفترة أثبت صوابية الخيار أولاً، وجدوائية الجهد المبذول ثانياً، وحتمية ظهور نتائج مشجعة لهذا الجهد على مستوى لبنان والمنطقة فيما يتعلق بالصين وعلاقتها بالعالم العربي.

اليوم، أصبحت الصين أقرب لكل العرب، وهي تتجه لأن تكون في كل بيت عربي، وإذا كان لهذا الجهد المبذول جزءاً بسيطاً من الدور في عملية التقريب هذه، فهذا يكفي لأن يكون تعويضاً نفسياً كبيراً، لأنه يؤكد أن ما بُذل من جهد لم يذهب هباءً منثوراً، وإنما شكل أساساً لخدمة أمتنا العربية، ولخدمة الأمة الصينية، وسهّل عملية الترابط المطلوبة بين هاتين الأمتين.

بعد ست زيارات للصين (والسابعة قادمة قريباً جداً إن شاء الله) باتت هذه الدولة العملاقة حقيقة واقعة، يمكن تلمّسها ومعرفة أخبارها والتحقق من الآثار التي تتركها في العالم، وصار من الممكن القول إن مشروع “الصين بعيون عربية” هو للجميع وفي خدمة الجميع، على قاعدة “رابح ـ رابح” التي يسعى القادة الصينيون لتسييدها في كل أنحاء العالم، والتي بدأت تجد صداها في الكثير من البلدان.

العهد أن يبقى هذا المشروع مستمراً، وفي حالة تطور دائمة، لكي لا تبقى الصين بعيدة، مسافةً وفهماً.. وتواصلاً.

ودمتم بخير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.