موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين تعرض حقيقة الأوضاع في شينجيانغ.. وتدحض الروايات الغربية

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
أوروموتشي ـ محمود ريا:

 

شكل انعقاد “العرض الموضوعي لسياسة الصين الإثنية، والترويج للوحدة والتضامن بين المجموعات العرقية ـ التطبيق والإنجازات في مقاطعة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم”  الذي انعقد في قصر المؤتمرات الكبير في حاضرة المقاطعة أوروموتشي فرصة حقيقية للتعريف بحقيقة الأوضاع في هذه المنطقة من العالم، والتي تعاني من ظلم إعلامي شديد، يتمثل في هجمة شرسة تشنها وسائل الإعلام العاملة في إطار المشروع الغربي العالمي، تساندها فيها وسائل إعلامية أخرى تسير في الخط نفسه، سواء عن علم أو عن جهل، بما يؤدي الغرض نفسه، ويشوّه صورة الأوضاع في المنطقة.
لقد جاء المؤتمر في سياق مسار إعلامي اختطّته الصين في الفترة الأخيرة، يقوم بالردّ على الافتراءات التي ترد من هنا وهناك، وتوضيح الحقائق، وكشف الألاعيب الإعلامية التي تقوم بها الأجهزة الغربية، ما ساهم كثيراً في جلاء بعض الأمور الغامضة، وفي إضعاف الهجمة الإعلامية التي تستهدف الصين من بوابة شينجيانغ.
ومع انعقاد المؤتمر، يبدو أن الصين سجلت نقطة مهمة لمصلحتها، وخلخلت البنية الأساسية للمشروع السياسي ـ الإعلامي الغربي الذي يعمل لبث الإشاعات حول طريقة تعاملها مع الأقليات بشكل عام، ومع الأقليات المسلمة بشكل خاص.
فالمؤتمر جمع في البداية حزبيين وسياسيين وإعلاميين وقادة رأي من أكثر من أربعين دولة، وقدم لهم وجبة معلوماتية مهمة حول مسيرة التنمية في هذا الإقليم الشاسع والفقير في واقعه الحالي، والمالك لإمكانيات هائلة تمكّنه من التطوّر بكل سهولة، وهذا ما بدأت تظهر طلائعه خلال السنوات الماضية.
ولكن التنمية تحتاج إلى استقرار، والاستقرار يحتاج إلى انسجام، والانسجام يحتاج إلى قطع اليد التي تعبث واللسان الذي يفرٓق والعين التي تخون، وهذا لا يكون إلا من خلال إجراءات صارمة ويقظة مستمرة ووعي للمخاطر التي تستهدف الناس العاديين وتهدد وحدتهم ومستقبلهم.
هذا ما قاله المؤتمر الترويجي بالمعلومات وبالأرقام وبالشهادات الميدانية التي تحكي قصص التلاقي والمحبة بين مختلف المكوّنات العرقية التي يتألّف منها  الشعب في مقاطعة شينجيانغ.
لقد عرض ثلاثة من المسؤولين في المقاطعة تجاربهم في هذا المجال، الأول من قومية الويغور، والثاني من قومية الهان، والثالث من شركة عالمية موطنها في المقاطعة وتنتج المعدات اللازمة لتوليد الطاقة الجديدة، ورووا الكثير من القصص الصغيرة في مجال التعايش الحقيقي بين الناس من مختلف القوميات في منطقة أكسو وفي منطقة شوفو وفي شركة الرياح الذهبية. كانت القصص صغيرة وبسيطة، ولكنها كانت أيضا مفعمة بالحرارة والعمق والمعاني النبيلة، ما أعطى صورة مصغرة عن طبيعة الحياة المنسجمة التي يعيشها الناس في هذه البلاد.
كذلك استمع الحاضرون إلى خطابين أساسيين للوزير المسؤول عن القسم الدولي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني سونغ تاو، وأمين لجنة الحزب الشيوعي في مقاطعة شينجيانغ تشن كوانغوا، اللذين تحدثا بكل وضوح عن محددات السياسة الصينية فيما يتعلق بموضوع القوميات، وعلى رأسها السعي لترسيخ روح الأخوة والتعايش المشترك بين القوميات، ورفض أي محاولة لزرع الشقاق والاختلاف بين المواطنين. وبالنسبة لشينجيانغ تحديدا، ركز المسؤولان على محاربة أي محاولة لزعزعة الاستقرار والقيام بأعمال إرهابية تحت ذرائع قومية أو دينية أو أي ذرائع أخرى.
الجزء الثالث من المؤتمر كان بمثابة كلمات للضيوف الأجانب، من مصر وبنغلادش وتركيا وروسيا.
هذا التنوع في جنسيات المتكلمين الأجانب عكس جانباً من الطيف الواسع من الجنسيات المشاركة في المؤتمر، حيث كان هناك ضيوف من أكثر من ثلاثين بلداً من أنحاء العالم: من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا وأوقيانيا، حيث تمازجت اللغات واللهجات وألوان البشرة، واختلط الجميع في اتجاه واحد: فهم الحقيقة إزاء ما يذاع من أخبار ويؤلف من قصص حيال ما يجري في شينجيانغ.
هذا التجاوب الكبير من الوفود عالية المستوى التي شاركت في العرض التوضيحي يحمل الكثير من المعاني التي يمكن إيرادها على الشكل التالي:

ـ الثقة بالإدارة الصينية لملف الأقليات، ولا سيما الأقليات الإسلامية في الصين، وفي شينجيانغ بشكل خاص. وتستبطن هذه الثقة رفضاً مبدئياً لكل الادعاءات الأميركية والغربية عبر الإعلام.

ـ الرغبة في التعرف على المزيد من المعلومات حول كيفية جريان الأمور في هذه المقاطعة، والإطلاع بشكل مباشر على الأجواء السائدة هناك، والمشاركة في نقل صورة حقيقية عن هذه الأجواء إلى أنحاء العالم الذي يعاني من هيمنة الإعلام الغربي. وبالرغم من قصر مدة بقاء الوفود في المقاطعة، فإن اللقاءات التي تم تأمينها من قبل الجهتين المنظمتين ـ لجنة العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي الصيني وحكومة مقاطعة شينجيانغ ـ سمحت بتقديم صورة وافية عن أوضاع المسلمين في المقاطعة والجو المريح الذي يمارسون فيه عباداتهم ويستخدمون فيه لغتهم ويتعاملون فيه مع بعضهم البعض، ومع القوميات المختلفة.

ـ السعي للاطلاع على الأوضاع الاقتصادية والتنموية في المنطقة، وهذا ما نجحت الجولات السريعة التي قامت بها الوفود من جهة، والمعلومات الرقمية الغزيرة التي تم تقديمها في العرض الترويجي، في تحقيقه، وإن يكن بطريقة مختصرة، حيث شاهدت الوفود نهضة اقتصادية حقيقية تستحق الإعجاب.

لقد كان هناك قاسم مشترك في ردود الفعل بين الآتين من البيرو والبرازيل والأرجنتين وغيرها في جنوب اميركا، وأولئك الوافدين من هنغاريا وروسيا وغيرها من دول أوروبا، والقياديين والمسؤولين من فيتنام وبنغلادش ونيبال وغيرها من دول آسيا، وبين الوفود العربية، السياسية والحزبية من مصر والسودان ودول المغرب والمشرق العربيين: لقد نجحت هذه الخطوة المتقدمة والسريعة والفعّالة من الحكومة الصينية في دحض الشائعات وتوضيح الصورة وكشف الحقيقة فيما يتعلق بشينجيانغ، الأمر الذي سيجعل من الصعب جداً على الدعاية الأميركية الغربية وبعض العربية أن تشوّه صورة الصين في هذا المجال من جديد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.