موقع متخصص بالشؤون الصينية

الرئيس الصيني شي جين بينغ يغادر روما بنتائج مثمرة من بينها مذكرة تفاهم للتعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق

0

غادر الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم السبت العاصمة الإيطالية روما، بعد إجرائه محادثات مع الزعماء الإيطاليين وحضور توقيع العديد من وثائق التعاون الثنائي، من بينها مذكرة تفاهم للدفع المشترك لبناء الحزام والطريق.
وقال الرئيس شي مشيرا إلى زيارة الدولة التي قام بها لإيطاليا ودامت 4 أيام “لقد أجريت محادثات معمقة وودية مع المسؤولين الإيطاليين، ومنهم الرئيس”. وقبيل مغادرته، حضر مراسم توديع كبرى أقامها نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.
قال الرئيس شي “إن الثقة المتبادلة والتعاون العملي بين بلدينا بمختلف المجالات، تتعمق”، داعيا كلا من الصين وإيطاليا إلى تكثيف التبادلات الرفيعة المستوى لرفع شراكتهما الاستراتيجية الشاملة لمستوى جديد.
توقيع مذكرة تفاهم حول الحزام والطريق
لقد تكللت زيارة الرئيس شي لروما بنتيجة مثمرة يوم السبت من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين الصين وإيطاليا للعمل المشترك من أجل دفع بناء الحزام والطريق.
إن الصين وإيطاليا، وإدراكا منهما للإمكانية الهائلة لمبادرة الحزام والطريق في تعزيز الترابط، وفقا لإعلان مشترك أصدره البلدان.
ووفقا لما جاء في وثيقة الإعلان، فإن البلدين يقفان على أتم الاستعداد لتحقيق التلاؤم بين مبادرة الحزام والطريق وشبكات النقل العابرة لأوروبا، وتعميق التعاون في الموانئ واللوجستيات والنقل البحري ومجالات أخرى.
وتشير مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحها الرئيس شي للمرة الأولى، في عام 2013، إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، وتهدف إلى بناء شبكة للتجارة والبنى التحتية، تربط آسيا بأوروبا بإفريقيا، وما حولها.
قال الرئيس شي عند لقائه رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي يوم السبت، إن الصين وإيطاليا تقعان في طرفي طريق الحرير القديم، ولهذا، فلديهما كافة الأسباب لتنفيذ التعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق.
وأضاف الرئيس شي “نحن نتمسك بمبادئ التشاور الموسع والإسهام المشترك والمنافع المتشاطرة، ونتبع مبدأ الشفافية والانفتاح، ونهدف إلى تعاون يحقق نتائج المنفعة المزدوجة”.
وحث البلدين على انتهاز فرصة توقيع مذكرة التفاهم بين الحكومتين للبناء المشترك للحزام والطريق من أجل تقوية التلاؤم بين مبادرة الحزام والطريق وبين خطة إيطاليا لتطوير موانئها الشمالية وبرنامج الاستثمار في إيطاليا (انفست ايطاليا)، ودفع التعاون الثنائي المنفعة في كافة المجالات.
من جانبه، قال كونتي إنه سعيد لانتهاز الفرصة التاريخية للمشاركة في بناء الحزام والطريق، مضيفا أنه يعتقد بقوة إن ذلك سيساعد في الاستكشاف التام لإمكانيات التعاون بين إيطاليا والصين.
وأضاف رئيس الوزراء الإيطالي أنه يتطلع قدما لحضور منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الثاني، والذي سيعقد في بكين الشهر المقبل.
تطور أكبر للعلاقات
هذه السنة هي الذكرى الـ15 لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيطاليا، وسيحتفل البلدان بالذكرى الـ50 لعلاقاتها الدبلوماسية العام المقبل.
واتفق الرئيس الصيني ونظيره الإيطالي خلال محادثاتهما يوم الجمعة، على الدفع المشترك نحو تطور أكبر للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في العصر الجديد.
وقال الرئيس شي إن البلدين، باعتبار كل منهما حضارة عريقة، يتمتعان بعلاقات تاريخية متينة.
واستذكر قائلا إنه خلال نصف قرن تقريبا، ظلت الصين وإيطاليا تحترمان وتثقان وتساعدان بعضهما البعض وتعززان التبادلات الرفيعة المستوى والثقة الاستراتيجية المتبادلة وتسهلان التواصل والتعاون والتلاقي بين مصالحهما، وتعميق التفاهم المتبادل والصداقة التقليدية.
وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم تغيرات كبيرة قلت رؤيتها في قرن، ترغب الصين في المضي قدما بروح التعاون مع الجانب الإيطالي، وتعزيز التواصل الاستراتيجي وتشجيع المجتمع الدولي على السعي لأرضية مشتركة، وترك الاختلافات جانبا، ودفع التنمية عبر التعاون، من أجل الإسهام بحكمة وقوة جديدتين، لبناء عالم أفضل، وفقا للرئيس شي.
ويوم الجمعة أيضا، التقى الرئيس شي بكل من روبرتو فيكو رئيس مجلس النواب الإيطالي، وماريا إليزابيتا البرتي كاسيلاتي رئيسة مجلس الشيوخ، وبحث معهما، كلا على حدة، التبادلات والتعاون بين الهيئات التشريعية في البلدين.
ولدى إشارته إلى أن التبادلات والتعاون بين الهيئات التشريعية، تعتبر قناة هامة للشعبين لتعزيز التفاهم المتبادل وتعميق الصداقة، قال الرئيس شي إن الصين تدعم الهيئات التشريعية لكلا البلدين في تعميق تبادل الخبرات في مجال التشريعات والحوكمة، وخاصة في فعل المزيد من أجل التعاون الاقتصادي والمالي إضافة للتبادلات الثقافية والشعبية بين البلدين.
التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي بشكل عام
بعد إيطاليا، سيقوم الرئيس الصيني بزيارة دولة لكل من موناكو وفرنسا. وتعتبر جولة الرئيس شي لثلاث دول أوروبية هي أول جولة خارجية له خلال عام 2019، وثاني رحلة لأوروبا خلال نحو أربعة أشهر، بما يجعلها دليلا على الأهمية التي توليها الصين لعلاقاتها مع الدول الأوروبية.
لقد بحث الرئيس شي العلاقات الصينية-الأوروبية، مع المسئولين الإيطاليين الذين التقى بهم.
وخلال لقائه مع كونتي، وصف الرئيس الصيني، الصين والاتحاد الأوروبي بأنهما بانيان للسلام بالعالم، ومساهمان للتنمية بالعالم وحاميان للنظام العالمي، قائلا إنه يتعين على الجانبين التماشي مع تيار العصر المتمثل بعالم متعدد الأقطاب والعولمة الاقتصادية، والدفع نحو بناء اقتصاد عالمي منفتح.
وحث الجانبين أيضا على تسريع المفاوضات حول اتفاقية الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي، وتعزيز التوافق بين مبادرة الحزام والطريق والاستراتيجيات الإنمائية في الاتحاد الأوروبي، ودفع التواصل والتنسيق حول القضايا العالمية والإقليمية الرئيسية.
وعند لقائه ماتاريلا، قال الرئيس شي إن الصين تدعم دائما التكامل الأوروبي وتحترم جهود الاتحاد الأوروبي في تسوية مشاكله.
وأضاف أنه يأمل بأن تواصل إيطاليا لعب دور إيجابي في دفع الشراكة من أجل السلام والنمو والإصلاح والحضارة، بين الاتحاد الأوروبي والصين.
وبعد اختتام نشاطاته في روما، توجه الرئيس شي جوا إلى باليرمو، الحاضرة الإقليمية لصقلية، حيث التقى نيلو موسوميتشي، رئيس منطقة صقلية الإيطالية.
وشجع الرئيس الصيني صقلية على زيادة صادراتها من المنتجات الزراعية عالية النوعية إلى الصين، وقال إن الصين مستعدة لزيادة التعاون مع المنطقة في مجالات الاستثمار والسياحة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.