رئيس مجلس النواب الامريكي ينتقد توجه الكونغرس (لمعاقبة الصين)

موقع قناة BBC الالكتروني:
انتقد جون بوينر، الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الامريكي، مشروع قانون صدق مجلس الشيوخ على مناقشته من شأنه معاقبة الصين “لتلاعبها” المزعوم بسعر صرف عملتها اليوان.

وكان مجلس الشيوخ قد صدق باغلبية 79 صوتا الى 19 لصالح مناقشة مشروع القانون الذي سيسهل عملية فرض عقوبات على شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

الا ان بوينر قال إنه من “الخطر جدا” ان يعمد الكونغرس الى التدخل في كيفية تصرف الدول الاخرى بسياساتها النقدية.

وكانت بكين قد قالت إنها “تعارض بشدة” الاجراء الامريكي المقترح.

ومن شأن مشروع القانون الجديد تخويل الحكومة الامريكية سلطة فرض ضرائب اضافية على السلع المستوردة من دول يراها الامريكيون انها تتعمد خفض سعر صرف عملاتها من اجل دعم صادراتها.

ورغم ان مشروع القانون الجديد لا يشير الى الصين بالاسم، يتهم العديد من السياسيين الامريكيين بكين بدعم قطاع التصدير الصيني عن طريق خفض سعر صرف اليوان. ويقول هؤلاء إن ذلك يؤدي الى خسارة فرص العمل في الولايات المتحدة.
“ممارسات تجارية غير عادلة”

من جانبهم، اعرب العديد من المحللين عن خشيتهم من ان يؤدي سن القانون الجديد الى الاضرار بعلاقات الولايات المتحدة مع الصين، دائن البلاد الاكبر، في وقت ما زال الاقتصاد الامريكي يمر في حالة من الضعف الشديد.

وقال بوينر “يتجاوز هذا الامر ما ينبغي على الكونغرس عمله في هذه المرحلة. انا ايضا لدي مآخذ على الطريقة التي يتعامل بها الصينيون مع موضوع العملة، ولكني على يقين ان هذه ليست الطريقة المثلى للتعامل مع الموضوع.”

وتعرض بوينر لهجوم من جانب الديمقراطيين لموقفه هذا، إذ قال السيناتور الديمقراطي تشارلز شومر: “لسبب لا يمكن تفسيره، قررت القيادات الجمهورية في مجلس النواب ان تتخذ جانب الحكومة الصينية. ان هذا ليس الوقت المناسب لابداء التساهل مع بكين.”

اما السيناتور هاري ريد، رئيس الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، فقال: “لا يسعنا تجاهل الممارسات التجارية غير العادلة التي تضر بمصالح العمال الامريكيين،” على حد تعبيره.

كما قال بن برنانكي، مدير مصرف الاحتياط الفدرالي الامريكي (البنك المركزي) إن السياسة التي تتبعها الحكومة الصينية بخصوص اليوان “تقوض مسيرة نمو الاقتصاد الامريكي.”
غضب صيني

وفي بكين، التي اعربت عن “اسفها” للتطورات الجديدة في الكونغرس الامريكي، قال ما زاوشو الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية إن الاجراء الامريكي “يضر جديا بالعلاقات التجارية بين البلدين.”

من جانبه، قال بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) إن “سعر صرف اليوان ليس السبب الرئيسي لجنوح الميزان التجاري بين الولايات المتحدة والصين لصالح الصين.”

ويتهم الصينيون الامريكيين بمحاولة تعليق مشاكلهم الاقتصادية على شماعة سعر صرف اليوان بعد ان اخفقوا في حلها بانفسهم.

وثمة محللون يقولون إن سعر صرف اليوان قد يكون اقل بنسبة 20 الى 40 في المئة مقارنة بالدولار الامريكي، مما يؤدي الى خفض اسعار السلع الصينية في الاسواق الامريكية ورفع اسعار السلع الامريكية في اسواق الصين.

وقال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني إن ادارة الرئيس اوباما ما زالت تدرس مشروع القانون الجديد.

ومن المحتمل ان يصوت مجلس الشيوخ على مشروع القانون في وقت لاحق من الاسبوع الجاري.