موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: اتصال هاتفي بين ترامب وكارتر حول الصين يُخجل بومبيو ومن يرون رؤيته!

0

قناة سي جي تي أن التلفزيونية الصينية:

كشف الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، مؤخرا، أن الرئيس الحالي دونالد ترامب اتصل به للمرة الأولى قبل أيام، حيث أعرب عن قلقه من أن الصين ستتجاوز الولايات المتحدة، وكان جواب كارتر أنه ليس قلقا بشأن هذه اللحظة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تعد “البلد الأكثر حبا للحرب في تاريخ العالم”، مضيفا أن الصين لم تضيع وقتها وأموالها في الحروب، ولهذا السبب تسبق الولايات المتحدة.

جاء هذا في كلمة ألقاها كارتر في ظل الانتقادات المسيئة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ضد الصين، ويدل كلامه على رؤيته الإستراتيجية ومسؤوليته الكبيرة عن مصالح الولايات المتحدة بصفته دبلوماسيا متميزا الآن، ما يجعل الساسة الأمريكيين الذين يتسمون بالأنانية ويتجاهلون المصالح الوطنية يشعرون بالخجل، ويوضح أيضا أن الساسة السابقين يمثلون قوة مهمة في دفع العلاقات الصينية الأمريكية إلى الأمام.

لقد اتصل الرئيس ترامب بالسيد كارتر لأول مرة بعد توليه السلطة لأكثر من عامين، وكشف بصراحة عن قلقه الداخلي وناقش معه السياسة الصحيحة تجاه الصين، وهذا القلق بالفعل أمر منطقي، إذ كانت الولايات المتحدة الرائدة على مستوى العالم لفترة طويلة، وهي ليست معتادة على إلحاح المنافسة من الآخرين.

وفي الوقت الحالي، تجاوز إجمالي الناتج المحلي الصيني 90 تريليون يوان صيني، محتلا المرتبة الثانية في العالم، وهذا يزيد من قلق الولايات المتحدة، حيث استغلت القوى المتشددة ضد الصين هناك هذا القلق، لكسب المزيد من الفضاء السياسي، فحسب “سيناريوهاتهم” إن الولايات المتحدة انحرفت عن نيتها الأصيلة عند إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين قبل أربعة عقود من الزمن، ولم تتخلص من المسؤولية على مستوى العالم كدولة كبرى فحسب، بل تتخذ أيضا من الصين منافسا إستراتيجيا، وتشن حربا تجارية ضدها، علاوة على تشويه سمعتها.

لقد دلت تغيرات العلاقات الصينية الأمريكية منذ أكثر من عام على أن ضغط الولايات المتحدة على الصين لم يحقق النتائج المتوقعة، بل بالعكس شهد تحذيرات عديدة للسيد كارتر، حيث قال “إن الصين مهمة جدا للرخاء الأمريكي، وعندما لا تستطيع واشنطن التعامل معها بشكل جيد فسيلحق الضرر بالبلدين”، وقد أصدر صندوق النقد الدولي أحدث تقرير حول توقعات الاقتصاد العالمي في الأسبوع الماضي، وخفض توقعه للنمو الاقتصادي الأمريكي بـ0.2% إلى 2.3%، أما بالنسبة للاقتصاد الصيني فرفع التوقع بـ0.1% إلى 6.3%، لتصبح الصين هي الدولة الوحيدة التي يرفع توقع النمو الاقتصادي فيها بين الاقتصادات العالمية الرئيسية، وقد تجاوزت هذه النتيجة توقع النخب الأمريكية القوية.

إذن كيف تعود الولايات المتحدة لقوتها مرة أخرى؟

قدم السيد كارتر اقتراحا إستراتيجيا، مفاده ألا تكلف الولايات المتحدة نفسها أموالا كثيرة في حروب غير ضرورية، وعليها ألا تحاول فرض قيمها على الآخرين.

من الواضح أن التخلي عن تصدير الهيمنة والانفرادية وسياسة القوة، ووضع رفاهية الناس كأساس، وتعزيز القوة التنافسية بشكل مستمر، هي الطريقة الأساسية للولايات المتحدة لكي “تستعيد عافيتها مرة أخرى”.

أما الصين، فهدفها التنموي هو تلبية سعي الشعب الصيني المستمر لحياة أفضل، وهي لا تريد تحدي أو استبدال الدول الأخرى، بل تريد بذل جهود مشتركة مع الآخرين لبناء “مجتمع المصير البشري المشترك”، وعلى استعداد لتقاسم مسؤولية الدولة الكبيرة مع الولايات المتحدة.

هناك منافسة بين الدولتين، وهذا طبيعي، ولكن يجب أن تكون نوعا من المنافسة الحميدة، أي أن القدرة التنافسية تأتي من تنميتها المستمرة، بدلا من الاعتماد على قمع الآخرين.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس ترامب قال مؤخرا إن 5G مسابقة “يجب أن تفوز بها” الولايات المتحدة، وقبل شهرين دعا الشركات الأمريكية إلى الفوز في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس من خلال المنافسة، بدلا من الاعتماد على حظر التقنيات الأكثر تقدما.

إذا كان هذا هو الحال، فإنه يمثل الموقف الصحيح لمنافسة صحية بين البلدين.

بصفته الرئيس الـ39 للولايات المتحدة، أشار السيد كارتر إلى أن أهم الإنجازات طويلة الأجل التي حققها البيت الأبيض في عهده هي “تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الصين”.

وبصفته الرئيس الـ45، هل لدى ترامب إنجاز مماثل سيفخر به عندما يتذكر سنواته في البيت الأبيض في المستقبل؟…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.