موقع متخصص بالشؤون الصينية

مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية تعميق للتبادل المشترك

0

صحيفة الشعب الصينية ـ
أنور عكاشة، صحفي سوداني:

يواجه العالم فيضاً من التحديات الجاسمة وصراعاً مهولاً حول قضية الحضارات وتصبح مسألة البحث عن فرص جديدة تعزز عملية التنمية والتطور والتعاضد والتكاتف للبشرية جمعاء مسألة حتمية لابد منها ، وكان لابد من “مؤتمر حوار الحضارات” الذى يمثل المخرج الرئيسي من الصراعات الصارخة التي أرهقت المجتمعات وهذا ما أكد عليه الرئيس الصيني شي جين بينغ في حديثه حول مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية (CDAC) في 15 مايو 2019 الذى انعقد في مدينة بكين ، وكان هذا المؤتمر يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتوفير منصة للتعلم والتبادل والحوار بين الثقافات للثقافات الآسيوية وخارجها.

حيث شهد حفل الافتتاح عدد من رؤساء دول والحكومات، وممثلون رفيعو المستوى بمن فيهم ممثلو أرمينيا وكمبوديا وجمهورية الصين الشعبية واليونان وسريلانكا وسنغافورة بالإضافة إلى المدير العام لليونسكو. ودعا المتحدثون الرئيسيون الى أهمية الحوار والتبادل بين الحضارات الآسيوية وخارجها فضلاً عن أهمية تاريخهم وتراثهم المشترك بما في ذلك تاريخ طريق الحرير.

وفى تقديري ان مؤتمر الحضارات الآسيوية يخلق منصة جديدة للحضارات في آسيا وخارجها للدخول في حوار وتبادل على قدم المساواة لتسهيل عملية التعلم المتبادل وهذا ما اكده السيد شي جين بينغ في حديثه حيث قال ” إن البشرية تحتاج إلى قوة ثقافية، إلى جانب القوة الاقتصادية والتكنولوجية، لمواجهة التحديات المقبلة المشتركة والتوجه نحو مستقبل مشرق. مؤكدا أن التحديات العالمية المتزايدة التي تواجهها البشرية حاليا تتطلب جهودا متضافرة من كافة بلدان العالم”.

إن للزعيم الصيني شي جين بينغ رؤية وفلسفة لحوار الحضارات وهى ليست حدثاً طارئاً وإنما عقيدة صينية راسخة تؤسس الى عمل مشترك وتضافر جهود لإكمال التسامح ولإفشاء السلام والمحبة بين الاجيال القادمة وما يعضد هذه الرؤية كلمته التي القاها وفي خطاب رئيسي في مقر اليونسكو في باريس، طرح رؤيته عن الحضارة التي تتسم بالتنوع والمساواة والشمول، قائلا: “نحن بحاجة إلى تشجيع مختلف الحضارات على احترام بعضها البعض والعيش معا في وئام مع تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بينها كجسر من الصداقة بين الشعوب، وقوة دافعة وراء المجتمع الإنساني، ورابطة قوية للسلام العالمي.” هذه الرؤية تصبح أكثر قيمة وأهمية للتفاعلات في آسيا، لأن هذه التفاعلات بين الحضارات “أثرت بعضها البعض وكتبت تطورًا ملحميًا” لا شك إن مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية يحمل أهدافا بعيدة المدى تتجاوز حدود قارة آسيا فضلا عما يحمله من دروس مستفادة يمكن تبادلها لربط قارة آسيا بقارتي أفريقيا وأوروبا. ويأتي المؤتمر متناغما مع مبادرات الصين لدفع البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” وإلى بناء رابطة المصير المشترك للبشرية وغيرها.

وأعتبر الرئيس شي ان عملية التعلم المتبادل مارسها الصينيون قديماً وهى متجذرة في الشعب الصيني تمثلت في عملية التبادل التجاري والاقتصادي عن طريق الحرير والطريق البحري حيث قال: “لقد شارك أجدادنا في آسيا منذ فترة طويلة في التبادلات بين الحضارات والتعلم المتبادل. جلبت طرق التجارة القديمة ولا سيما طريق الحرير وطريق الشاي وطريق التوابل الحرير والشاي والخزف والتوابل واللوحات والنحت إلى جميع أنحاء آسيا، وشهدوا حوارًا بين الحضارات في شكل تدفقات تجارية وثقافية “.

ومن جانبها أكدت السيدة أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، التي مثلت الأمم المتحدة في حفل الافتتاح، على أهمية إنتاج ونشر البحوث حول التبادلات الثقافية والعلمية على طول طرق الحرير لتعزيز الحوار. كما أبرزت السيدة أزولاي ضرورة إشراك الشباب في هذا الحوار مع إعطاء أمثلة لمنحة أبحاث الشباب التي تم التوقيع عليها مؤخرًا، والمنتديات الدولية للشباب، والبرامج الفنية للشباب مثل مسابقة “عيون الشباب على طرق الحرير” التي تتيح للشباب تبادل رؤيتهم لطرق الحرير من خلال التصوير الفوتوغرافي.

وخلال هذا المؤتمر، تم تنظيم العديد من الفرق تمثلت في اللجنة الموازية حول “حماية تنوع الحضارات الآسيوية” التي نظمتها وزارة التعليم الصينية، بالتعاون الوثيق مع اليونسكو. حيث حضر نائب وزير التعليم الصيني، وسفراء اليونسكو، بالإضافة إلى خبراء دوليين في هذه الجلسة لمناقشة وجهات النظر التاريخية حول تنوع الحضارات الآسيوية والتفاعلات الثقافية بين الشعوب الآسيوية فضلا عن التراث المشترك لطرق الحرير؛ والتحديات المتمثلة في تنشيط التنوع الثقافي للحضارات الآسيوية مع تعزيز قواسمها المشتركة. حيث تم تسليط الضوء على عناصر التراث الثقافي لطرق الحرير كأساس للحوار بين الحضارات الآسيوية، وكذلك مساهمة طرق الحرير في هذا الحوار.

كانت إحدى النتائج الرئيسية للمؤتمر توقيع اتفاق بين اليونسكو والحكومة الصينية بشأن “تعزيز قدرات ومساهمة الباحثين الشباب في طرق الحرير”. سيقدم هذا المشروع منحًا بحثية للباحثين الشباب الذين يتم دعوتهم إلى معالجة قضايا محددة متعلقة بطرق الحرير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.