موقع متخصص بالشؤون الصينية

عصر جديد للعلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية يضيف زخما للحل السياسي لقضية شبه الجزيرة الكورية

0

اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة زيارة دولة لاقت اهتماما واسعا إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، حيث كانت الأولى من نوعها منذ 14 عاما، لترتقي بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد في التاريخ وتؤكد مجددا التزام الصين بتسوية سياسية لقضية شبه الجزيرة الكورية.
وقد بعثت هذه الزيارة التاريخية برسالة واضحة إلى بقية العالم: مفادها أن الصداقة التقليدية بين الصين وكوريا الديمقراطية استهلت عصرا جديدا وأن العلاقات الثنائية الأقوى من أي وقت مضى تعطي زخما جديدا لمعالجة القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية.
وخلال زيارة الدولة، اجتمع شي، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني، مع كيم جونغ أون، رئيس حزب العمال الكوري ورئيس لجنة شؤون الدولة بكوريا الديمقراطية، للمرة الخامسة على مدى الأشهر الـ15 الماضية.
ومن المتوقع أن يفتح هذا الاجتماع فصلا جديدا لدفع العلاقات الثنائية في ظل الظروف الجديدة والمضى قدما بالصداقة الراسخة بين الشعبين.
ولاقت زيارة شي التي استمرت يومين إلى بيونغ يانغ ترحابا مفعما بالود من جانب كوريا الديمقراطية. وخرج أكثر من 250 ألف شخص إلى الشوارع في بيونغ يانغ للترحيب بشي.
وفي ساحة قصر الشمس كومسوسان الذي يعد بمثابة ضريح يكرم زعيمين سابقين لكوريا الديمقراطية، تلقى شي تحية من مسؤولي الحزب والحكومة بكوريا الديمقراطية وكذا حشود من سكان بيونغ يانغ، ليصبح بذلك أول زعيم أجنبي ينال هذا الشرف في هذا المكان ذي القيمة الرمزية العالية.
وهذا الاستقبال رفيع المستوى على نحو خارق للعادة أبرز مرة أخرى العلاقات الوثيقة التي تجمع بين الصين وكوريا الديمقراطية. وكما كتب شي في مقال موقع نُشر قبل زيارته في صحيفة ((رودونغ سينمون))، الصحيفة الرئيسية بكوريا الديمقراطية، فإن الصداقة التي عركتها الأيام بين الشعبين، والأثمن من الذهب، تزداد قوة مع مرور الزمن.
إن زيارة شي، التي تعد أكثر من مجرد فرصة لاستعراض وتدعيم 70 عاما من الصداقة التقليدية بين الصين وكوريا الديمقراطية، تتيح فرصة لضخ مزيد من الحيوية في العلاقات التقليدية والتعاونية والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى، في وقت يمر فيه المشهد العالمي بتغيرات عميقة ومعقدة.
إضافة إلى ذلك، فإن تعزيز التواصل الإستراتيجي وبناء علاقات أوثق بين بكين وبيونغ يانغ لا يتفق فقط مع مصالح البلدين، وإنما سيسهم أيضا، في صورة أكبر، في تحقيق السلام والاستقرار والازدهار على الصعيد الإقليمي.
وكما أكد شي خلال محادثاته مع كيم، فإن الصين على استعداد لتعزيز التنسيق والتعاون مع كوريا الديمقراطية وكذا الأطراف المعنية الأخرى، ولعب دور إيجابي وبناء في تحقيق نزع السلاح النووي لشبه الجزيرة الكورية والاستقرار طويل الأجل في المنطقة.
إن عملية نزع السلاح النووي تواجه على ما يبدو حالة من الجمود منذ أن اختتمت القمة بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هانوي بفيتنام دون التوصل إلى اتفاق قبل أربعة أشهر.
وخلال محادثاتهما، أخبر كيم شي أن كوريا الديمقراطية اتخذت خلال العام الماضي العديد من الإجراءات الفعالة لتجنب التوترات والسيطرة على الوضع في شبه الجزيرة الكورية، لكنها لم تتلق استجابات إيجابية من الطرف المعني، وهو ما لا تريد كوريا الديمقراطية رؤيته.
ولحسن الحظ، أن حل هذه القضية شديدة الحساسية والتعقيد من خلال المفاوضات لم ينحرف عن المسار.
إن الصين، من جانبها، تعد دوما داعما قويا لتسوية سياسية للقضية النووية لشبه الجزيرة الكورية وتدعو إلى استيعاب الشواغل المعقولة لجميع الأطراف المعنية من خلال الحوار والمشاورات.
وإن تحقيق تنسيق أفضل بين الصين وكوريا الديمقراطية من شأنه أن يسهل العملية الجارية ويساعد على توفير المزيد من القوة الإيجابية، وهو ما يسهم بدوره في دفع الحوار بين الأطراف المعنية قدما.
فوجود شبه جزيرة كورية تنعم بالسلام وخالية من الأسلحة النووية هو ما يريده المجتمع الدولي. ويتوقع الجميع أن يعطي أيضا فصل جديد في العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية بمناسبة زيارة شي التاريخية، مزيدا من الزخم للحوار وربما مزيدا من التقدم في قضية شبه الجزيرة الكورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.