موقع متخصص بالشؤون الصينية

شي وترامب يتفقان على استئناف المشاورات التجارية وتحديد مسار العلاقات الصينية-الأمريكية

0

 

اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد يومين مطيرين في مدينة أوساكا اليابانية في ظهر دافئ  (السبت) لإجراء محادثات بشأن مستقبل العلاقات الصينية-الأمريكية والاحتكاكات التجارية بينهما.

وبعد مصافحة بعضهما بحرارة، تحدث الزعيمان لأكثر من ساعة واتفقا على الدفع المشترك نحو علاقات صينية-أمريكية تتسم بالتنسيق والتعاون والاستقرار.

وتوصلا أيضا إلى اتفاق لاستئناف المشاورات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين على أساس المساواة والاحترام المتبادل وضخ الثقة الضرورية في الاقتصاد العالمي والأسواق العالمية.

وذكر الجانب الأمريكي أنه لن يضيف تعريفات جديدة على الواردات الصينية. وسيعمل الفريق الاقتصادي والتجاري في كل من البلدين على قضايا محددة.

وعقد الاجتماع رفيع المستوى، الذي هدف إلى رسم مسار واحدة من أهم العلاقات الثنائية في العالم في المرحلة المقبلة، وسط تركيز عالمي على هامش قمة مجموعة الـ20 للاقتصادات الرئيسية في أوساكا.

وفي بداية الاجتماع، تذكر شي بداية “دبلوماسية كرة الطاولة” في عام 1971 في ناجويا في اليابان، حيث حدثت تفاعلات ودية بين اللاعبين الصينيين والأمريكيين في بطولة كرة الطاولة العالمية في نسختها الـ31.

وبعدها بثمانية أعوام، أقامت الدولتان العلاقات الدبلوماسية في 1979.

وعلى الرغم من التغيرات العظيمة في المجتمع الدولي والعلاقات الصينية-الأمريكية خلال الـ40 عاما الماضية، “ظلت حقيقة واحدة دون تغيير: الصين والولايات المتحدة تستفيدان من التعاون وتخسران في المواجهة”، بحسب شي. “التعاون والحوار أفضل من الاحتكاكات والمواجهة.”

وأوضح شي أن لدى الصين والولايات المتحدة مصالح مشتركة كبيرة ومجالات تعاون كثيفة، يتعين على البلدين عدم الوقوع فيما يسمى بفخ الصراع والمواجهة.

وذكر أن الصين صادقة في مواصلة المفاوضات التجارية وإدارة الخلافات مع الولايات المتحدة، ولكن يتعين إجراء المفاوضات على أساس المساواة والثقة المتبادلة ومعالجة كل جانب الشواغل المشروعة للجانب الأخر.

كما بدأ ترامب المحادثات بالإشارة إلى زيارته إلى الصين عام 2017، قائلا إن رحلته “أحد أهم الزيارات الرائعة في حياته.”

وأوضح الرئيس الأمريكي لشي أنه لا يخفي أي عداء تجاه الصين ويأمل في علاقات أفضل بين البلدين.

وقال ترامب إن الجانب الأمريكي سيعمل مع الصين للدفع نحو علاقات صينية-أمريكية تتسم بالتنسيق والتعاون والاستقرار، معربا عن الثقة في أن اجتماعه مع شي سيعطي دفعة قوية لتنمية العلاقات الأمريكية-الصينية.

وأوضح أن الولايات المتحدة تأمل في الدخول في مشاورات من أجل التسوية المناسبة لعدم التوازن التجاري بين الدولتين وتوفير معاملة عادلة للشركات من الجانبين، حسبما ذكر ترامب، مضيفا أنه يأمل من الصين زيادة الواردات من الولايات المتحدة.

وأخبر ترامب الصحفيين بعد الاجتماع أن المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة تعود الآن إلى المسار الصحيح، ما يعدها نتيجة “ممتازة” وأفضل من المتوقع.

وقال مدير مجلس إسلام اباد للشئون الدولية سعيد تشودري إنه يرى نتيجة اجتماع شي-ترامب في أوساكا “مؤشر ارتياح للعالم”.

وأخبر وكالة أنباء (شينخوا) “يجب على الإدارة الأمريكية فهم

أنها ستخسر والصين ستخسر وبالتالي سيخسر العالم أجمع إذا تواصل مسار المواجهة والمقاومة، ولكن إذا تحدثا وتعاونا سيتحقق وضعا مربحا للجميع.”

وذكر تشو جيان رونغ، الأستاذ بجامعة طويو جاكوين في اليابان، أن نتائج الاجتماع أظهرت العلاقات غير القابلة للانفصام بين الولايات المتحدة والصين، وبذلك ستستفيدان من التعاون وستخسران من المواجهة.

يضع الزعيمان في الاعتبار مسؤولياتهما كرئيسين لدولتين رئيسيتين وكذلك منفعة الشعبين، وتوصلا إلى قرار لوقف تصعيد الحرب التجارية وحل الخلافات عن طريق المشاورات، حسبما ذكر جين جيان مين، باحث بارز في معهد فوجيتسو للأبحاث في طوكيو.

وهذا أول اجتماع مباشر بين شي وترامب، بعد السابق في ديسمبر في العاصمة الارجنتينية، بوينس آيرس، وكان أيضا على هامش قمة مجموعة الـ20.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.