موقع متخصص بالشؤون الصينية

تقرير خاص: مصر والصين بين الحاضر والمستقبل

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
القاهرة ـ محمود حسين أحمد*:

مصر والصين من أقدم الحضارات العالمية، حيث تلاقت الحضارتان على مر العصور “سياسيا وتجاريًا وثقافيًا”.
ومع قيام جمهورية الصين الشعبية في تشرين الأول/ أكتوبر 1949 ونجاح ثورة يوليو 1952 في مصر، تشابهت توجهات البلدين في الدفاع عن قضايا الشعوب الفقيرة حيث نهضت دولة الصين مع قيام جمهورية الصين الشعبية بعد اعتمادها علي القدرة البشرية في تحسين الحالة المعيشية لدى المواطنين ورفع الكفاءة في المنتجات الصينية بكل أنواعها، حتى أصبحت “رقم واحد” في السوق العالمي، في الوقت الذي سعت فيه الدولة المصرية للنهوض إفريقياً، من خلال الكثير من المشاريع التي ساعدت الدولة على النهوض اقتصادياً وسياسياً بالتزامن مع الصين، ولكن في القارة الإفريقية والشرق الأوسط.
ويرجع تاريخ العلاقات بين البلدين لعام 1931، فهي من العلاقات التاريخية بالفعل بين البلدين، وفي تلك السنين قد تغيرت الأحوال في كلا البلدين ولكن بقيت العلاقات كما هي، وفي السطور القادمة سنعرض لكم تطور العلاقات المصرية الصينية على مر التاريخ .

لقد أصدرت الحكومتان المصرية والصينية في 30 أيار/ مايو 1956 بيانًا مشتركًا حول إقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء بين البلدين، وهو ما مثل انعطافًا هامًا في خريطة العلاقات الدولية، بالنظر إلى مكانة مصر عربيًا وإفريقيًا وإسلاميًا، مما فتح الباب أمام الصين لإقامة علاقات رسمية مع الكثير من الدول العربية والافريقية.
وترتبط مصر والصين بعلاقات قوية تمتد لمئات الأعوام، وقد شهدت تطورًامستمرًا في المجالات كافة على مدى العقود الست الماضية، كما تنتهج الدولتان سياسات متوافقة من حيث السعي والعمل من أجل السلام في أرجاء العالم والدعوة إلى ديمقراطية العلاقات الدولية وإقامة نظام دولي سياسي واقتصادي منصف وعادل قائم على احترام خصوصية كل دولة.

 

الدكتور إسماعيل العوامي نائب رئيس تحرير جريدة الإهرام تحدث عن بداية العلاقات المباشرة الصينية المصرية فقال إنه منذ عام 1931 جاءت أول بعثة تعليمية صينية إلى مصر للدراسة بمشيخة الأزهر الشريف، حيث أصدر الملك فؤاد الأول مرسومًا بإقامة قسم خاص لقبول المبعوثين الصينيين بمشيخة الأزهرالشريف، كما أهدى أربعمائة نسخة من نفائس الكتب الإسلامية إلى مدرسة تشنجدا الإسلامية فى الصين، كما أرسلت مصر اثنين من علماء الأزهر الشريف إلى الصين ليساعدوا هذه المدرسة في رفع المستوى التعليمي بها ونشر فكر الإسلام الوسطي وقتها في الصين، وهذا الذي نجحت فيه القيادة المصرية بقيادة الملك فؤاد الإول لتكون بداية خطوة جيدة في التعاون مع دولة الصين من خلال نشر فكر التسامح الإسلامي.
وأشار العوامي إلى أنه عقب قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصرفي 26 من تموز/ يوليو عام 1956 تأميم شركة قناة السويس وجعلها شركة مساهمة مصرية، بادرت الصين بتأييد هذا القرار في 4 آب/ أغسطس عام 1956، كما أصدرت الحكومة الصينية بيانًا أدانت فيه العدوان الثلاثي على مصر، ووصفته بأنه عدوان وحشي.
وأضاف العوامي لـ “موقع الصين بعيون عربية” أن عام 1978 يشكل مرحلة خاصة في تاريخ كلا البلدين، حيث سحبت الصين في هذه الفترة كل سفرائها في المنطقة للمشاركة في حركة الثورة الثقافية، باستثناء سفيرها لدى مصر، وكان ذلك إشارة بالغة الوضوح للمكانة التي تحتلها مصر في السياسة الخارجية الصينية.
وقد تجسدت هذة المكانة المتميزة لمصر، من خلال الموقف الصيني من حرب أكتوبر سنة 1973، إذ سارعت إلى إعلان تأييدها التام للجهود المصرية الهادفة لاستعادة الأراضي المحتلة من الكيان الصهيوني وإلى رفض التدخل الغربي كالولايات المتحدة وغيرها في الشؤون الداخلية لمصر.

ومن جانبه أكد السفير محمود علام، سفير مصر السابق بدولة الصين، أن مصر كانت من أوائل الدول التي أيدت بحماس حق الصين في استعادة مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، وعبرّت قيادة الثورة المصرية عن دهشتها لموقف الولايات المتحدة المتجاهل لجمهورية الصين الشعبية.
وعلى الجانب الإقتصادي أكد السفير محمود علام أن الصين قامت في كانون الثاني/ يناير عام 1953 بشراء 45 ألف طن من القطن المصري، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 1953 حوالي 11 مليون دولار أمريكي
وأضاف علام لـ “موقع الصين بعيون عربية” أن هناك خطوات مستقبلية قامت بها الصين مع مصر في عام 2014، إذ قام وفد من رجال الأعمال الصينيين بزيارة لمصر، وهي أول زيارة رسمية لوفد من رجال الأعمال عقب ثورة 30 من حزيران/ يونيو، حيث أبدي المستثمرون رغبتهم في ضخ استثمارات جديدة في مصر في العديد من القطاعات والبنية التحتية.
كما قام الرئيس السيسي بزيارة رسمية للصين وتم التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وكذلك العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في الكثير من المجالات التي تشمل التعاون الاقتصادي والنقل وتوريد المعدات الطبية والطيران المدني والتعليم والبيئة.
وقام السيسي بزيارة رسمية للعاصمة الصينية بكين لمدة 4 أيام وفي إطار جولته الاَسيوية واستقبله نظيره الصيني ”شي جين بينج” وعقد الزعيمان مباحثات ثنائية لبحث سبل تعزيز العلاقات بينهما في المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك كافة.
وشهد اللقاء التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والفني منها تنفيذ مشروع القطار الكهربائي للربط بين العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العاشر من رمضان، واتفاقية منحة لتنفيذ عدد من المشروعات من بينها القمر الصناعي المصري، بالإضافة إلى اتفاقية إطارية لدعم المشروعات التنموية في مصر خاصةً في مشروعات قناة السويس.

* محمود حسين رئيس لجنة الإعلام بحزب الشعب الديمقراطي والباحث في الشؤون الإفريقية الصينية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.