موقع متخصص بالشؤون الصينية

مكافحة الإرهاب من جذوره وضمان حقوق الإنسان الأساسية للشعب

0

 

صحيفة النهار اللبنانية ـ
وانغ كيجيان (سفير جمهورية الصين الشعبية في لبنان):

 

في تموز الماضي، وقَّع سفراء من 50 دولة لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف رسالة مشتركة موجهة إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمفوضة السامية للأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان للإعراب عن دعمهم لموقف الصين في شأن القضايا المتعلقة بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم. بالإضافة إلى ذلك، أعرب بعض الشخصيات من الدول الأخرى من خلال توجيه الرسائل على انفراد أو نشر الأخبار أو غيرها من الوسائل، عن التأييد لموقف الصين والتقدير للإنجازات التي حققتها في مجال تطور حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب وازالة التطرف. وفي السنة الجارية، أصدر مكتب الإعلام في مجلس الدولة الصيني ثلاثة كتب بيضاء يعرض فيها الأوضاع الواقعية حول شينجيانغ بصورة شاملة ودقيقة لدحض الإشاعات والتشويهات المغرضة.

 

نشأ التطرف الديني وانتشر في شينجيانغ في السنوات الأخيرة متأثراً بانتشار التطرف الديني في العالم، الأمر الذي أدى إلى وقوع حوادث إرهابية وعنيفة بشكل متكرر. وتولّى المتطرفون ترويج أفكار الثيوقراطية والتفوق الديني والتكفير والجهاد تحت ستار الدين والتحريض على أعمال العنف والإرهاب وإثارة المواجهة بين المجموعات العرقية. وخلال الفترة بين عام 1990 ونهاية عام 2016، شنت قوى الإرهاب والانفصال والتطرف الديني (“قوى الشر الثلاث”) آلافاً من الحوادث الإرهابية والعنيفة في شينجيانغ والمناطق الأخرى وأسفرت عن مقتل عدد كبير من الأبرياء ومئات من ضباط الشرطة وألحقت أضراراً بالغة باستقرار شينجيانغ وبحياة المواطنين وممتلكاتهم. وتولّى بعض الانفصاليين تخطيط وتنظيم عمليات الانفصال والتخريب بدعم من الجهات الدولية المعادية للصين، في محاولة لإقامة المسمى “دولة تركستان الشرقية” من خلال شن “حرب جهادية”. من الملاحظ أن شينجيانغ هي منطقة ذاتية الحكم تابعة للصين وتنتمي إلى الأراضي الصينية منذ القدم ولم تكن شينجيانغ دولة مستقلة في أي لحظة من التاريخ ولا وجود لـ”دولة تركستان الشرقية” المزعومة.

 

اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من الإجراءات لمواجهة تحديات الإرهاب والتطرف الخطيرة في شينجيانغ وفقا للقوانين. وتتفق هذه الإجراءات مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وتم تطبيقها في إطار القوانين الداخلية لمكافحة الإرهاب. تعمل الصين على التوفيق بين الحفاظ على الاستقرار وتحسين معيشة الشعب والعمل المتوازي بين الوقاية والضرب. وتسعى إلى عدم تعرّض حقوق الإنسان الأساسية لأضرار الإرهاب والتطرف من خلال تحسين معيشة الشعب وتعزيز التوعية القانونية وتأسيس مراكز التعليم والتدريب المهني وغيرها من الإجراءات.

 

لقد وضع حد لأحداث الارهاب والعنف في شينجيانغ إذ لم تشهد المنطقة أي حادث إرهابي مدى قرابة السنوات الثلاث الأخيرة بفضل الإجراءات المتخذة لمكافحة الإرهاب وازالة التطرف. تنعم شينجيانغ الآن بالاستقرار الاجتماعي والوحدة القومية والرفاهية المعيشية، ويشعر الشعب من مختلف القوميات بمزيد من السعادة والأمان والرضى ويؤيد من صميم القلب السياسات والإجراءات التي تطبقها الحكومة. كان الكتاب الأبيض بعنوان “مكافحة الإرهاب وازالة التطرف وضمان حقوق الإنسان في شينجيانغ” يعرّف المعلومات المعنية والتجارب الناجحة التي اكتسبتها الصين. إن الإنجازات العظيمة التي حققتها الصين في مجال حماية حقوق الإنسان وتطويرها في شينجيانغ معروفة لدى الجميع ونالت تقديراً عالياً. ومنذ فترة قصيرة، توجه وفد من الصحافيين من 24 دولة منها الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا وإيران إلى شينجيانغ والمناطق الأخرى في الصين وقاموا بتغطية إعلامية وتبادلوا آراء وجهاً لوجه مع المتدربين في مراكز التعليم والتدريب والشخصيات الإسلامية ومواطنين من قوميات مختلفة. وأعرب الصحافيون عن تقديرهم لجهود الحكومة الصينية للوقاية من الإرهاب وضربه وفق القوانين وضمان حرية المعتقدات الدينية وحماية الثقافات التقليدية للأقليات القومية والتنمية الاقتصادية لتحسين معيشة الشعب إلخ. كما أعربوا عن تفهمهم للدور المهم الذي تؤديه مراكز التعليم والتدريب في الوقاية من الإرهاب وضربه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.