موقع متخصص بالشؤون الصينية

النجاح الصيني المتعدد الأبعاد…الذكرى الـ70 لجمهورية الصين الشعبية

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
محمد بن الحبيب*:

تأتي الذكرى الـسبعين لقيام جمهورية الصين الشعبية في معطيات خاصة متعلقة أساسا بالتموقع العالمي الصيني الباهر، والذي يدفع إلى الفخر والاعتزاز لدى الجميع سواء الشعب الصيني العظيم أو القيادة الحكيمة التي يتقدمها القائد الملهم “شي جين بينغ” الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني رئيس الدولة ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، ومن خلاله يكون الفخر أيضاً لكل الحزب الشيوعي الصيني، فكما هو تموقع ونجاح اقتصادي على الصعيد العالمي والذي لم يكن تكرار ولا تقليداً لأي تموقع سابق لأي قوة أو دولة في الماضي، وخاصة بما يصاحبه من الثبات الثقافي والاستقرار السياسي والطموح الاقتصادي، وهي ملامح لم تجتمع للدول العظمى المعاصرة، تلك الدول دفع بها هدف حماية تموقعها إلى الانحراف عن السياق الإنساني والأخلاقي، ولهذا فإن النموذج الصيني يتقدم إلى كل العالم برصيده الحضاري الكبير والعميق منذ آلاف السنين، وبأخلاق عالية تتسم بالتواضع والتعايش والتسامح المتوارثة من الفكر “الكونفوشيوسي”، فكان لا بد أن ينبثق عن ذلك تلك الرؤية الاقتصادية المتكاملة والجذابة بمبادئها كالاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والربح للجميع.

صحيح أن البداية كانت 1 أكتوبر 1949 بإعلان دولة جمهورية الصين الشعبية حيث تم استجماع الجهود بقيادة الرئيس “ماو تسي تونع” نحو إصلاح الأوضاع المعيشية التي كانت بحكم الطبيعة والتحديات المستعجلة تدفع الصينيين بدايةً إلى التوجه نحو إصلاح القطاع الزراعي. كما أن الدور العظيم للحزب الشيوعي الصيني البارز في كل الآمال والطموحات وفي كل المراحل، خاصة إثر الثورة الثقافية التي تعتبر جهداً صينياً مبكراً مقارنة بما يراه بعض المراقبين كون أن القرن المقبل ستكون القوة لصاحب الرصيد والتماسك الثقافي الأقوى، ولعل ذلك كان سر نجاح إصلاحات 1978 بقيادة “دنغ شياو بينغ” الذي ضمنها سياسة الانفتاح، والإصلاح الاقتصادي، والانفتاح على العالم. فمنذ ذلك الحين شهدت التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية منجزات عظيمة جذبت الانتباه العالمي وأبهرته.

ونحن نقف اليوم على أحد مؤشرات النجاح المتكامل بعد إعلان 2013 القائد الملهم الرئيس “شي جين بينغ” لمبادرة الحزام والطريق التي يراها بعض الخبراء أنها ستكون مكون إستراتيجي للجهود العالمية للقرن الواحد والعشرين نحو المستقبل الأفضل للصين وللعالم.

إن استعراض مسيرة 70 سنة والتركيز على محطاتها الحافلة بالانجازات يأتي للوقوف على مدى التكامل والتعدد لمجالات النجاح للصين، ومدى أهلية جمهورية الصين الشعبية للمركز والمكانة الأولى التي تحققها عالمياً، فهي نتاج جهد شعب لم يهتم بسرعة النتائج أو بطئها بقدر ما آمن بالمثابرة وعدم التوقف عن السير قُدُماً نحو الأفضل. وهو أيضاً حصيلة قيادات قوية آمنت بوطنها وشعبها فحققت له القدوة، كما جعلت من الإصلاح مصدر فخر واعتزاز، كون أن العاقل هو من يتمكن من اكتشاف وإصلاح عيوبه، كما تؤكده قواعد الفكر”الكونفوشيوسي”القديم أحد مرتكزات الأخلاق الصينية الجميلة.

يحق لجمهورية الصين الشعبية في الذكرى الـ 70 (1949-2019) الاستعداد لمكانتها اللائقة عالمياً، خاصة في تراجع كل القيم الفاشلة في محاولة إدارة العالم والهيمنة عليه من طرف قوى النظام العالمي القائم لنحتفل سوياً في الذكرى المئوية بإذن الله في المستقبل معاً في ظل قيم التعايش والسلام العالميين.

حمد بن الحبيب: كاتب في الجزائر في مجال السياحة والصناعة التقليدية، وعضو ناشط في الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء (وحُلفَاء) الصين، وعضو في الجمعية الجزائرية للتوعية والتنمية الاجتماعية، وجمعيات أخرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.