موقع متخصص بالشؤون الصينية

مبعوث صيني: التنمية المستدامة استراتيجية أساسية للمصالحة

0

أكد ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون يوم الثلاثاء على أهمية التنمية المستدامة باعتبارها استراتيجية أساسية للمصالحة، داعيا إلى معالجة الأسباب الجذرية لأي صراع من خلال التنمية.
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، قال تشانغ إن “التنمية هي المفتاح الرئيسي لجميع المشكلات”، وإن التنمية المستدامة والشاملة حل فعال للأسباب الجذرية للصراعات.
ولفت في كلمته أمام مجلس الأمن، الذي ناقش دور المصالحة، إلى أن معظم قضايا البؤر الساخنة على الصعيدين الدولي والإقليمي تجد أسبابها الجذرية في الفقر والتخلف، مشيرا إلى أن المَخْرج يكمن في التنمية المستدامة.
وأكد تشانغ ضرورة إيلاء اهتمام بالتنمية والسلام على نحو متساوٍ، ودفع السلام من خلال التنمية، وتسهيل التنمية من خلال السلام، ومعالجة كل من أعراض النزاع وأسبابه الجذرية، ووضع أساس متين للمصالحة المستدامة والسلام من خلال تعزيز القدرة على التنمية.
وعلاوة على ذلك، أبرز المبعوث الصيني دور “المساعي الحميدة والوساطة” في تحقيق المصالحة.
وفي هذا الصدد، أوضح تشانغ أنه يجب حماية سلطة مجلس الأمن، وإطلاق العنان لدور المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية بشكل كامل.
وحث تشانغ على ضرورة تقديم الدعم للتسوية السلمية للنزاعات من خلال الحوار والتفاوض والوساطة والمساعي الحميدة وغيرها.
وأوضح المبعوث الصيني قائلا “يجب على المجتمع الدولي أن يظل موضوعيا وحياديا، وأن يلعب دورا بناء في تسهيل محادثات السلام من أجل إيجاد حل مناسب للنزاعات الإقليمية وتعزيز المصالحة الوطنية، بهدف تخفيف حدة القضايا الساخنة وحلها في نهاية المطاف.”
وبالإضافة إلى ذلك، أشار تشانغ إلى أن الحوار والتشاور هما السبيل الوحيد لتحقيق المصالحة في الوقت الذي تظهر فيه قضايا البؤر الساخنة الدولية والإقليمية واحدة تلو الأخرى.
وأكد أنه يتعين على الأطراف المعنية أن تظل ملتزمة بالحوار الصريح والمتعمق لتعزيز الثقة المتبادلة وتقليل عدم الثقة، ورفض اللجوء تعسفيا إلى استخدام القوة أو التهديد باستخدامها.
وأشار إلى ضرورة بناء مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك، وحل النزاعات عن طريق الحوار، وتسوية الخلافات من خلال المشاورات، وتعزيز الأمن من خلال التعاون، واحترام الشواغل المشروعة للآخرين ومعالجتها، حتى يتم تحقيق المصالحة والسلام.
وفي الوقت نفسه، أكد تشانغ على احترام السيادة الوطنية كشرط أساسي للمصالحة.
وأوضح أن “الدول تختلف من حيث ظروفها الوطنية وأنظمتها القضائية وثقافاتها”. و”لذلك، يجب أن يستند الدعم والمساعدة المقدمين من المجتمع الدولي إلى احترام السيادة الوطنية والملكية الوطنية”.
وأكد أيضا على ضرورة دعم البلدان المعنية في دفع عملية المصالحة بطريقة تلائم ظروفها الوطنية.
وقبل خطاب تشانغ، سلط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضوء علي دور المصالحة في الحفاظ على السلام والأمن، مشددا على أن عملياتها يجب أن تتطور لمواكبة الطبيعة المتغيرة للصراع.
وأضاف: “لا يمكن أن تقتصر المصالحة على المتورطين مباشرة في شن الحروب”.
وتابع أن أوجه التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تتزايد، وتتفاقم بسبب أزمة المناخ والتكنولوجيات الجديدة، لذلك يجب أن تستجيب عمليات المصالحة لهذه التحديات عبر تحليها بطابع أكثر عمقا وشمولية وأوسع نطاقا من أي وقت مضي.
وقال إن “المصالحة يجب أن يكون لها تأثير على المستوى الفردي والشخصي والمؤسسي والاجتماعي والسياسي. ويمكن للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي أن يؤدي دورا محوريا في المصالحة”.
وأوضح غوتيريش أن الأمم المتحدة تسعى لدمج برامج المصالحة في إطار مبادرات استعادة السلام وبناء السلام في عدد من الدول في جميع أنحاء العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.