موقع متخصص بالشؤون الصينية

رجال أعمال ودبلوماسيون سابقون أمريكيون يدافعون عن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وسط “البحار الهائجة”

0

قال رجال أعمال ودبلوماسيون سابقون أمريكيون إن العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين عادت على مدار تاريخها الممتد إلى 40 عاما بالفائدة على الجانبين، داعين البلدين إلى إيجاد طريقة لحل خلافاتهما و”تهدئة المياه المضطربة”.
فقد ذكر رئيس مجلس الأعمال الأمريكي – الصيني كريغ آلن، في كلمة ألقاها في حفل العشاء السنوي لمؤسسة السياسات الأمريكية – الصينية الذي عقد في فندق ماي فلاور بواشنطن العاصمة مساء الخميس، أنه “رغم المعارضين، اتسمت السنوات الأربعون الماضية من العلاقات الثنائية بأنها جيدة حقا”.
وقال آلن، الذي تمثل منظمته أكثر من 200 شركة أمريكية تتعامل مع الصين، “نحتاج إلى مزيد من التجارة الثنائية. ونحتاج إلى مزيد من الاستثمارات الثنائية”.
وأشار آلن، الذي حصل على جائزة الإنجاز المتميز في العلاقات الأمريكية الصينية من مؤسسة السياسات الأمريكية – الصينية خلال الحدث، إلى أن هناك حاليا 2.4 مليون أمريكي يعملون في التجارة بين الولايات المتحدة والصين، وكل وظيفة من هذه الوظائف تمثل سببا وجيها للدفاع عن العلاقات الاقتصادية الثنائية.
وذكر آلن “علاوة على ذلك، من المعقول توقع أن تظل الصين المحرك الأكثر أهمية للنمو الاقتصادي العالمي خلال السنوات العشر القادمة”، مضيفا “لذلك، فإن الشركات الأمريكية تريد أن تكون في الصين وتحتاج إلى ذلك. فهي لن تغادر الصين”.
وأشار جوزيف وايلاند نائب الرئيس التنفيذي والمستشار العام لشركة ((تشب))، وهي شركة تأمين على الممتلكات والحوادث، خلال هذا الحدث إلى أن شركته لها تاريخ طويل في الصين، وتعتبر الصين واحدة من أعظم فرصها على المدى الطويل.
وذكر وايلاند أنه “سعيد للغاية” بأن يعلن عن قيام هيئة تنظيم التأمين الصينية يوم الأربعاء بمنح الشركة إذنا بزيادة ملكيتها في مجموعة هواتاي للتأمين، ما يسمح لها بزيادة نسبة حصتها من الأسهم بواقع 5 في المائة تقريبا.
وقال وايلاند “نحن متلزمون تجاه الصين، وتسعدنا العلاقات التي أقمناها مع الحكومة الصينية والشعب الصيني وشركائنا الصينيين في العمل”، مضيفا أن شركته تتطلع إلى مواصلة هذه العلاقات.
وتذكر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، في رسالة تحية توجه بها إلى هذا الحدث، نقطة التحول التي شهدتها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وكتب فيها يقول “قبل 40 عاما، عملت مع (الزعيم الصيني آنذاك) دنغ شياو بينغ لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، ما كان إيذانا ببدء عصر من النمو الاقتصادي والسلام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”.
وأضاف كارتر أن “العقود التالية أظهرت أنه رغم اختلاف الثقافة والتاريخ والأنظمة الحكومية، يمكن للولايات المتحدة والصين إيجاد قواسم مشتركة، والعمل معا، وتشجيع التبادلات والعلاقات الإيجابية الأخرى”.
ومن جانبه، قال سفير الولايات المتحدة السابق لدى الصين جيه. ستابليتون روي في كلمته الافتتاحية إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تظل أهم العلاقات في “الأوقات الحسنة وفي الأوقات السيئة”.
وذكر روي، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى الصين في الفترة ما بين عامي 1991 و1995، أن العلاقات الثنائية عندما “تتجه إلى اتجاه غير موات، تتأثر مصالح الولايات المتحدة والصين سلبا”.
وعندما سُئل عن الكيفية التي ينظر بها إلى الاحتكاك التجاري الحالي بين الولايات المتحدة والصين، قال روي للمراسلين إن “التعريفات الجمركية طريقة خاطئة للتعامل مع هذا الأمر من البداية، لأنها لم تلحق الضرر بمصالح الصين فحسب، وإنما أيضا بالمصالح الأمريكية، وأضرت بمصالح جميع الدول التجارية في شرق آسيا”.
ولدى إشارته إلى أن الأضرار التي لحقت باقتصادي الولايات المتحدة والصين “أصبحت واضحة أكثر فأكثر”، قال الدبلوماسي الأمريكي السابق إن “الجانبين بحاجة إلى عكس مسار الحرب التجارية”.
وذكر لي كه شين الوزير المفوض بالسفارة الصينية لدى الولايات المتحدة في كلمته أنه “في التعامل مع العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، دع المهنية تسود، ودع التفكير الإستراتيجي يسود، ودع المصالح الوطنية تسود، ولا تسمح للساسة باختطافها. فالجانبان بحاجة إلى تواصل جيد، وليس إلى دبلوماسية التهديد”.
وقال آلن، الذي شغل من قبل منصب الملحق التجاري في سفارة الولايات المتحدة ببكين في تسعينيات القرن الماضي، إن “المصالح طويلة الأجل للولايات المتحدة والصين متماشيتان”.
وذكر رجل الأعمال الأمريكي “نحن نتقاسم كوكبا صغيرا للغاية ونواجه العديد من التحديات العالمية المشتركة”، منوها إلى أنه “من أجل مصلحة أبنائنا وأحفادنا، آمل أن يتمكن الجانبان من القيام بعمل أفضل لإدارة هذه العلاقات — وتهدئة المياه المضطربة”.
وأضاف آلن “إننا نعلم أنه علينا العمل بجد”، إذا أراد البلدان الحفاظ على مكاسب الماضي وضمان أن السنوات الـ40 المقبلة من العلاقات الثنائية ستكون أفضل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.