موقع متخصص بالشؤون الصينية

وسط مكافحتها للفيروس…براعة الصين وسرعتها في التعبئة والتنظيم محط إشادة واسعة من دول الشرق الأوسط

0

 

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:

“ليس من السهل أبدا الحصول على نوع العاطفة والالتزام والاهتمام والشعور الفردي بالواجب الذي يساعد في إيقاف فيروس كورونا الجديد.” قال بروس أيلوارد عالم الأوبئة، الذي قاد بعثة خبراء منظمة الصحة العالمية إلى الصين، خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الثلاثاء في جنيف.

واستعرض خبير منظمة الصحة العالمية هذا تفاصيل رحلة البعثة في الصين، مبديا إعجابه بالنهج العملي والمنهجي والمبتكر الذي تتبعه الصين للسيطرة على تفشي الفيروس.

قام فريق خبراء مشترك من الصين ومنظمة الصحة العالمية بجولة ميدانية لمدة تسعة أيام في بكين ومقاطعة قوانغدونغ ومقاطعة سيتشوان ومقاطعة هوبي بالصين. وفي مقاطعة هوبي، مركز تفشي كوفيد-19، زار فريق الخبراء المكون من 25 عضوا مستشفى تونغجي، ومركز ووهان الرياضي الذي تم تحويله إلى مستشفى مؤقت، ومركز المقاطعة لمكافحة الأمراض والوقاية منها، لمعرفة المزيد عن الوقاية من الوباء ومكافحته فضلا عن العلاج الطبي.

ولاقى أداء الصين حكومة وشعبا في ظل إرادتها الموحدة لمكافحة فيروس كورونا الجديد اهتماما كبيرا وإشادة واسعة من المجتمع الدولي. وقد أعرب زعماء أكثر من 160 دولة و30 منظمة دولية عن تعاطفهم ودعمهم للصين في معركتها ضد مرض كوفيد-19.

كما رأى الخبراء من مختلف الأوساط في دول الشرق الأوسط أن تدابير الاستجابة الفعالة والحازمة للوقاية والسيطرة التي اتخذتها الصين تظهر تفوق النظام الاشتراكي وقدرة الصين القوية على التعبئة والتنظيم.

فقد أعرب الأمين العام للحزب الشيوعي المصري صلاح عدلي لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) عن ثقته بأن الصين ستنتصر على الفيروس بفضل ما تبذله من جهود لمكافحته والتي انعكست في التعبئة الاجتماعية المدهشة لوقف انتشار الفيروس، مشيرا إلى أن الصين تتخذ إجراءات صارمة وحازمة وتعمل حكومة وشعبا بإرادة موحدة، وهو ما جعل التعبئة الاجتماعية بهذا الحجم غير مسبوقة في تاريخ الصحة العامة العالمية.

وعزا عدلى السبب وراء نجاح التعبئة إلى ميزة النظام الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، منوها أيضا إلى أنه بالاعتماد على القدرة على التعبئة، يحقق الحزب الشيوعي الصيني بشكل مستمر نصرا في مكافحته للفقر. فمنذ عام 2012 وتحت قيادة الحكومة المركزية، قامت الحكومات والمنظمات المحلية على مستوى المقاطعات والمدن والبلدات والقرى في الصين بإجراءات منسقة لمساعدة حوالي 100 مليون من الفقراء على الخروج من الفقر. وفي الوقت الحاضر، تعتمد الصين أيضا على هذا الهيكل التنظيمي للتعبئة في مكافحة فيروس كورونا الجديد.

ويرى عدلي أن الصين ستعمل على تحسين نظامها الوطني لإدارة الطوارئ في مجال الصحة العامة، وتعزيز قدرتها على الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية الكبرى، وتعديل وتحسين القوانين واللوائح ذات الصلة في مجال الصحة العامة؛ مضيفا أن هذه الإجراءات من شأنها تحسين القدرة على الحوكمة، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة للصين والعالم.

ومن جانبها، قالت الدكتورة نادية حلمي الخبيرة المصرية في الشؤون السياسية الصينية إن “الصين تبذل قصارى جهدها لمحاربة الفيروس، وقدراتها الفعالة والمنظمة في مجال الإدارة مدهشة للعالم”.

ولفتت إلى أن جهود الصين برزت من خلال قيامها بإنشاء وتسليم مستشفيين مؤقتين في ووهان واستخدامهما في غضون فترة قصيرة من الزمن وكذا برزت من خلال عمل الخبراء الطبيين ليلا ونهارا لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد.

وذكرت أن الحكومة الصينية تبذل جهودا جبارة لتسريع وتيرة البحوث العلمية لمكافحة الفيروس، ومنع انتشاره من خلال سلسلة من الإجراءات العلاجية والاحترازية، وتعبئة الفرق والكوادر الطبية المتخصصة لمساندة مدينة ووهان، مركز تفشي الفيروس؛ وفى الوقت ذاته تعمل الحكومة الصينية بشكل وثيق ومشترك مع منظمة الصحة العالمية ومختلف الأطراف للتصدي للفيروس وحماية الأمن الصحي الإقليمي والعالمي.

وفي حديث لموقع قناة ((المنار)) اللبنانية، نوه الإعلامي اللبناني المتخصص بالشأن الصيني محمود ريا بالإجراءات المهمة التي تقوم بها الصين، سواء فيما يتعلق ببناء المستشفيات أو تأمين المستلزمات الطبية بشكل كبير أو من خلال الرحلات التي تقوم بها الطائرات إلى المناطق المتضررة من التفشي لتقديم المستلزمات الطبية أو من خلال إجراءات الحجر التي تنفذ في أكثر من مدينة، لافتا إلى “السعي الصيني لتأمين علاج سريع وحقيقي وفعال لهذا الفيروس”.

وكان ريا قد ذكر من قبل أنه منذ بداية تفشي الفيروس، تولى الحكومة الصينية اهتماما كبيرا بمكافحته وتستجيب استجابة سريعة وتوطد قوة جميع الأطراف لمنعه والسيطرة عليه والحد من انتشار الفيروس بشكل فعال، وهذا يبعث برسالة واضحة إلى العالم مفادها أن الصين واثقة وقادرة على الانتصار في مكافحة الفيروس. فشجاعة الصين وقدرتها على التعامل مع الأزمات واسعة النطاق، ولم تمتلكها الكثير من دول العالم.

وقال إن السبب في ثقة العالم في انتصار الصين على الفيروس هو الطاقة القوية التي أطلقتها الصين في مكافحته عن طريق إغلاق مدينة ووهان وهى مدينة كبيرة تضم أكثر من 11 مليون من السكان الدائمين؛ وقيام الموظفين من منزل إلى منزل بإجراء اختبار درجة الحرارة؛ وبناء مستشفى به أكثر من ألف سرير في غضون أيام قليلة؛ وإسراع فرق طبية من جميع أنحاء البلاد إلى مساعدة مقاطعة هوبي؛ وقيام الشركات الصينية وخاصة المؤسسات المملوكة للدولة بضمان توفير المواد؛ وتعاون العلماء الصينيين مع خبراء طبيين ووبائيين عالميين لاستكمال تسلسل الجينومات الفيروسية بسرعة ومشاركة البيانات مع بلدان العالم.

وأشارت وسائل إعلام عربية إلى أن مزايا النظام الصيني والمتمثلة في تركيز الجهود لأداء مهام كبرى قد تجلت بالكامل في مكافحة الفيروس؛ مسلطة الضوء على أن بناء مستشفى متخصص للوقاية من الأوبئة ومكافحتها في ووهان تحقق في غضون 10 أيام فقط وأن التكنولوجيا الهندسية الصينية نالت إعجاب العالم بسرعتها وحجمها.

كما نشر موقع قناة ((المنار)) مقالا يشيد بجهود مكافحة التفشي ويقول إن الصين تحاول بذل كل الجهود الممكنة للحد من توسع رقعة انتشار هذا الفيروس المعدي. وإنه انطلاقا من الجهود الكبيرة المبذولة، قامت الحكومة الصينية ببناء مستشفى متخصص لمواجهة كورونا في أقل من عشرة أيام لتعويض نقص الأماكن في مستشفيات ووهان، حيث يتبين أن الطاقة الاستيعابية للصرح الطبي الجديد تصل إلى ألف سرير ويحتوي على أبنية جاهزة الصنع وعيادات سريعة، كما وضع جميع تقنيات الذكاء الصناعي الصينية في مواجهة الفيروس الجديد.

وأوضح المقال أن بناء مستشفى كهذا خلال فترة وجيزة تطلب تعبئة الموارد المطلوبة وتوطين العمالة والكفاءات المهنية في وقت قصير، وأن مزايا النظام الصيني توفر ضمانات قوية للسيطرة على الفيروس ومكافحته.

كما ذكر موقع وكالة ((الحميرية نيوز)) اليمني أن الحكومة الصينية تسابق الزمن لوقف انتشار الفيروس، موضحا أن تصميم وبناء مشاريع كبيرة الحجم (مثل المستشفيين المؤقتين في ووهان) يبين أن مزايا النظام الصيني تشمل أيضا إنجاز المشروعات بكفاءة وجودة عالية، معربا عن ثقته بأنه من خلال التكنولوجيا الطبية المتقدمة والضمانات اللوجستية القوية والجهود المشتركة لجميع أبناء الشعب الصيني، سوف تتغلب الصين بالتأكيد على الفيروس.

وأثناء إنشاء إحدى المستشفيين المؤقتين في ووهان، نشرت وسائل إعلام عربية على الإنترنت عددا من مقاطع الفيديو القصيرة والمتوالية التي تابعت أعمال البناء عن كثب، حيث عرض أحد مقاطع الفيديو صورا ديناميكية لعملية البناء من الموقع مباشرة.

وتناولت هذه المقاطع جهود الصين في مكافحة الفيروس، واصفة التخطيط لبناء المستشفيين بأنه ضخم للغاية وسرعة البناء بأنها مذهلة حقا والقدرة التنظيمية بأنها رائعة، في ظل تعبئة عدد كبير من عمال البناء في فترة زمنية قصيرة ونقل مواد البناء المطلوبة على وجه السرعة إلى ووهان.

وهذا ما ألمحت إليه أيضا جريدة ((الوفد) المصرية حيث ذكرت أنه بعد تفشي الفيروس، استجابت الحكومة الصينية بسرعة واتخذت إجراءات فعالة على الفور، ووصفت الجريدة بناء هذا المستشفى الجديد بأنه مظهر قوي لسرعة الصين وقدرتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.