موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: حان الوقت لتعاون أعمق بين الصين والولايات المتحدة في مواجهة التحديات غير التقليدية

0

 الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث خلال مؤتمر صحفي عُقد في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن في 26 فبراير 2020. وقد قام ترامب يوم الأربعاء بتعيين مايك بنس مسؤولا عن ملف استجابة البلاد لتفشي فيروس كورونا الجديد.

 

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:

منذ تفشي كوفيد-19، شهد تقريران إعلاميان بارزان بشأن الولايات المتحدة تداولا سريعا في الصين.

    أحدهما عن قيام مؤسسة ((بيل آند ميليندا غيتس)) بتخصيص ما يصل إلى 100 مليون دولار أمريكي كتمويل طارئ لمساعدة الصين على مكافحة التفشي. وقد عبر الرئيس الصيني شي جين بينغ، في رسالة بعث بها إلى بيل غيتس، عن عميق تقديره لهذا العمل.

    والتقرير الآخر عن تصريحات قوبلت بنقد شديد كان قد أطلقها وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس وقال فيها إن المرض في الصين يمكن أن يساعد في تسريع وتيرة عودة فرص العمل والتصنيع إلى الولايات المتحدة.

    يشير هذا التباين الحاد بين الاثنين إلى أن مشاعر كراهية الأجانب لدى بعض الساسة الأمريكيين ضد الصين لا تشاركهم فيها الغالبية ذات النوايا الحسنة من أبناء الشعب الأمريكي الذين يعملون من أجل تحقيق علاقات أوثق بين الصين والولايات المتحدة وسط تفشي المرض.

    ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، تبرع حوالي 70 أمريكيا، يقومون على تدريس دورات في اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت للأطفال الصينيين، بآلاف الكمامات للصين من خلال صاحب العمل (VIPKid)، وهي منصة تعليمية صينية عبر الإنترنت.

    ومن هؤلاء المعلمين، قامت المعلمة جولييت هوكس من ولاية بنسلفانيا بشراء 1800 كمامة وتعبئتها في صناديق مزينة بمقاطع صينية تقول “كوني قوية، يا صين”. فيما اختارت معلمة أخرى، تدعي كيلسي كوفينغتون من فرجينيا، ارتداء قميص عليه خريطة العالم وميزت موقع الصين على الخريطة بقلب أحمر كبير.

    وانضمت مئات الأسر المتبنية لأطفال في جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى مشروع لجمع التبرعات أطلقه صينيون ويحمل اسم (كمامات للأيتام)، حيث تبرعوا بأكثر من 20 ألف كمامة لـ50 من دور الأيتام في الصين.

    ومن مخزن في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، تم شحن 1.8 مليون كمامة و80 ألف ثوب طبي قابل للاستخدام لمرة واحدة إلى الصين بفضل منظمة المعونة الإنسانية الأمريكية (ميدشير)، وبدعم من شركات أمريكية مثل Coca-Cola وUPS.

    وتظهر الإحصاءات أنه حتى 2 فبراير، تبرعت 188 شركة أجنبية للصين بـ1.096 مليار يوان (حوالي 157 مليون دولار أمريكي)، جاء الجزء الأكبر من هذه التبرعات من شركات أمريكية.

    كما انخرط إيان ليبكين، أستاذ علم الأوبئة في جامعة كولومبيا والذي عمل مع علماء صينيين أثناء تفشي السارس عام 2003، في التعاون مع نظرائه الصينيين مرة أخرى.

 

    المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يتحدث خلال إحاطة يومية عُقدت في جنيف بسويسرا في 24 فبراير 2020.

    ومع قيام الشعب الأمريكي بتقديم مساعداته لمكافحة التفشي، ينبغي على الساسة الأمريكيين المذكورين أعلاه التوقف عن الانخراط في تصريحات مناهضة للصين والاستماع إلى صوت الأغلبية واتخاذ تفشي كوفيد-19 فرصة لدفع تحقيق تعاون أعمق بين الصين والولايات المتحدة في مواجهة التحديات غير التقليدية من أجل صالح الجميع.

    فمن ناحية، عليهم أن يفهموا أنه لا يمكن لأحد أن يقف بمفرده في مواجهة حالة طوارئ عالمية في مجال الصحة العامة في عالم اليوم المترابط للغاية، وأن التعاون، وليس المواجهة، هو الحل الوحيد لدحر فيروس قاتل لا يعرف الحدود.

    فالخلاف والتعاون يمكن أن يسيرا جنبا إلى جنب. وكما قال نائب رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الإندونيسي يوسف واناندي “وسط المنافسة، هناك دائما مجال لمساعدة الآخر، لاسيما وسط تفشي بهذا الحجم”.

    ومن ناحية أخرى، عليهم أن يدركوا أن الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، بحاجة إلى تحمل المسؤوليات المنوطة بالدول الكبرى في مواجهة تحدي عالمي غير تقليدي.

    فقد أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قائلا “لقد حان الوقت للتضامن العالمي — التضامن السياسي، والتضامن التقني، والتضامن المالي”.

    وفي الوقت الذي تدخل فيه مكافحة كوفيد-19 مرحلة حاسمة، يتعين على البلدين العمل معا لتقديم مثال يحتذى به في التضامن العالمي، وبذل جهود منسقة لحماية الصحة والأمن الدوليين، والتكاتف من أجل بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.