موقع متخصص بالشؤون الصينية

روح التعاون الصيني-الأفريقي تتجلى بقوة في مواجهة كوفيد-19

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
تجلت روح التعاون الصيني-الأفريقي بقوة في مواجهة كوفيد-19. فمنذ تفشي الوباء في مدينة ووهان الصينية لم يتوان قادة وشعوب الدول الأفريقية عن تقديم رسائل الدعم والتضامن مع الصين في مواجهة الفيروس.
وبينما تستمر في مكافحة الوباء على أراضيها، لم تنس الصين الأشقاء في أفريقيا، في مظهر يبرز من جديد روح التضامن المشترك والمساعدة المتبادلة والمنفعة المشتركة بين الصين وأفريقيا.
— دعم مبكر
منذ بداية تفشي كوفيد-19 في الصين، وعلى الرغم من ظروفها المحدودة، قدمت الدول الأفريقية والمنظمات الإقليمية تضامنا قويا ودعما قيما للجهود الصينية لمكافحة المرض بطرق مختلفة.
وقد أصدرت الدورة العادية الـ36 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي واجتماع مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي بيانات لدعم جهود الصين لكبح تفشي فيروس كورونا الجديد. وأشاد وزراء صحة الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي أيضا بتدابير الصين لمكافحة المرض.
ومن بيانات تشجيعية ومساعدات عينية إلى إنارة المعالم السياحية، تعددت مظاهر دعم وتضامن الدول الأفريقية مع الصين. وأظهرت الشعوب الأفريقية روح الصداقة في وقت المحن، وأبدت مظهرا ممتازا من مظاهر مجتمع المصير المشترك للبشرية.
وقد عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان عن تقدير الصين لهذا الموقف الأفريقي قائلا: “كما تعتز الثقافة الصينية التقليدية بأن “قطرة ماء تقدم وقت الضيق، ستعاد بالتأكيد مع قدوم الربيع”، سوف تحافظ الصين على هذه الصداقة والمساعدة.
لم تنتظر الصين طويلا. وبينما كانت تكافح الوباء في أوجه في فبراير داخل الصين، استجابت سريعا لقلق المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس بشأن تفشي الفيروس في الدول ذات الأنظمة الصحية الأضعف خلال اجتماع لوزراء صحة الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.
وأبدت الصين على الفور استعدادها لتقديم الدعم وفقا لقدراتها للدول التي لديها أنظمة صحية أضعف لمساعدتها في تعزيز قدراتها على الوقاية من المرض والسيطرة عليه.
ومنذ اندلاع الوباء، اتخذت الصين حكومة وشعبا أكثر التدابير شمولية وصرامة ودقة للوقاية من المرض والسيطرة عليه. وحققت تلك الجهود تأثيرا ملحوظا كما أثبتت الحقائق. ولم تنجح تلك التدابير الفعالة في احتواء تفشي الفيروس داخل الصين ودول أخرى قط، بل وفرت وقتا للعالم للاستعداد للمرض.
–انتشار متزايد وتعاون قوي
والآن، لم تعد أفريقيا في موقف المتفرج تشاهد تطور الوباء. وحتى يوم الاثنين، سجلت أفريقيا حوالي 1436 حالة إصابة بكوفيد-19 في 43 دولة من أصل 54 دولة في أفريقيا. وأبلغت 10 دول في القارة عن وفيات بالمرض ليبلغ الإجمالي 46.
وفي حين سجلت القارة عددا أقل من الإصابات مقارنة بمناطق أخرى، إلا أنها تحتوي على بعض من أضعف هياكل الرعاية الصحية وقد يؤدي وباء بهذا الحجم إلى إصابة أفريقيا بشدة.
ومن هذا المنطلق، أولت الحكومة الصينية اهتماما وثيقا للوضع في أفريقيا. وقد زودت الدول الأفريقية والاتحاد الأفريقي بنشاط بمختلف أنواع المساعدات المادية، بما في ذلك الكواشف ومنتجات الحماية الطبية، سواء بشكل مباشر أو عبر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، وكذا إمدادات طوارئ للبلدان المتضررة.
وعلى صعيد المؤسسات الخاصة، أعلنت مؤسسة جاك ما ومؤسسة علي بابا تبرعها بإمدادات طبية تتمثل في مجموعات اختبار وأقنعة وبدلات واقية، لـ54 دولة أفريقية للمساعدة في الوقاية والسيطرة على كوفيد-19. ووفقا للإعلان، ستتلقى كل دولة من الدول الأفريقية الـ54 نحو 20 ألف مجموعة اختبار و100 ألف قناع و1000 بدلة واقية للاستخدام الطبي إضافة إلى دروع للوجه.
وذكرت السفارة الصينية في إثيوبيا في بيان مؤخرا أن “الصين ستواصل تقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة بناء على احتياجات البلدان الأفريقية. وبالعمل مع الجانب الأفريقي، سنواصل تنفيذ أهدافنا في قطاع الصحة في إطار منتدى التعاون الصيني-الأفريقي، وتحسين قدرة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، وتعزيز قدرات الدول الأفريقية على التخفيف من حدة المرض واحتوائه”.
–التزام بالمواصلة قدما
وفي يوم الأربعاء 18 مارس، عقد مؤتمر عبر الفيديو بين خبراء ومسؤولين من الصين والدول الأفريقية بشأن احتواء كوفيد-19 وحقق نتائج جيدة. وشارك ما يقرب من 300 مسؤول وخبير من 24 دولة أفريقية ومراكز أفريقية للسيطرة على الفيروس والوقاية منه في المؤتمر.
وخلال ثلاث ساعات ونصف الساعة، شرح الخبراء الصينيون سمات ومسارات الفيروس وشاركوا الخبرة الصينية في احتوائه والعلاج السريري مع الجميع. كما أجابوا على ما يقرب من 50 سؤالا من الجانب الأفريقي.
وفي جهد متصل، حشدت الصين الفرق الطبية الصينية في أفريقيا للمشاركة بنشاط في مكافحة المرض في الدول الأفريقية. كما قدمت العديد من الشركات الصينية والمنظمات غير الحكومية والصينيين الذين يعيشون في أفريقيا مساعدات إلى الجانب الأفريقي.
وتعمل سفارات الصين في الدول الأفريقية بشكل وثيق مع الحكومات لتشجيع ملايين المواطنين الصينيين في جميع أنحاء القارة للتعاون مع السلطات المحلية في جهود الوقاية والسيطرة.
وبالنسبة للجانب الأفريقي، توفر التحركات الصينية خبرات قيمة وتقدم نموذجا للدول الأفريقية لاحتواء الفيروس في إطار ما يجمع الصين وأفريقيا من حسن الصداقة والشراكة والأخوة والمساعدة المتبادلة.
وفي إطار هذه الروح القوية من الصداقة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ هنا يوم الاثنين إن الصين ستواصل زيادة دعمها لجهود الدول الأفريقية في مكافحة فيروس كورونا الجديد.
وقال إن مساعدات الطوارئ التي تقدمها الحكومة الصينية بشأن مواد مكافحة المرض ستسلم لأفريقيا على دفعات، لافتا إلى أن الصين ستواصل دفع الشركات الصينية وكذا المؤسسات الخاصة الصينية لتقديم دعم فعال للدول الأفريقية لمكافحة المرض.
إن الصين ستشارك دون تحفظ خبرتها في احتواء الفيروس مع الجانب الأفريقي وستواصل تطبيق نتائج بناء الحزام والطريق ونتائج منتدى قمة بكين للتعاون بين الصين وأفريقيا وتوفير المساعدة بأقصى سرعة بناء على حاجات الدول الأفريقية لحماية أمن الصحة العامة على المستويين الإقليمي والعالمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.