موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: غلق القنصلية العامة الصينية في هيوستون بشكل مفاجئ .. أليس هذا تخريبًا متعمدًا للعلاقات الصينية ـ الأمريكية؟

0

صحيفة الشعب الصينية:
بغضب وجنون صادم، طلبت الولايات المتحدة الصين بشكل مفاجئ إغلاق قنصليتها العامة في هيوستون، وأعطت 72 ساعة فقط من الوقت لإجلاء أفراد القنصلية. ووفقا لمبدأ المعاملة بالمثل، بالإضافة إلى السفارات في دول بعضها البعض، يوجد لدى الصين والولايات المتحدة 5 قنصليات عامة (باستثناء القنصليات الأمريكية في هونغ كونغ وماكاو). ووفقًا للمنطق الطبيعي، فإن إغلاق الولايات المتحدة بشكل مفاجئ القنصلية الصينية العامة في أراضيها سيؤدي إلى إعادة المعاملة بالمثل بين الجانبين، أليس هذا تخريبًا متعمدًا للعلاقات الصينية ـ الأمريكية؟

فرضت الولايات المتحدة قيودًا جديدة مختلفة على الدبلوماسيين والصحفيين الصينيين في الولايات المتحدة العام الماضي وهذا العام، وقد تم تعريف عدد من وسائل الإعلام الصينية على أنها “بعثات أجنبية”. كما تم طرد بعض الصحفيين الصينيين المتنكرين، ما يعد ضررا عميقا للتبادلات الشخصية بين الجانبين. ويعد إغلاق القنصلية العامة الصينية تصعيدًا خطيرًا جديدًا، مما يعطي نذيراً سلبياً للغاية للتطور المستقبلي للعلاقات الصينية ـ الأمريكية.

يعد غلق قنصلية الطرف الآخر نزاعًا غريبًا للغاية، فبمجرد أن يشن أحد الأطراف هذه الحملة، يمكن للطرف الآخر الانتقام بسهولة، ومن الصعب على الطرف الذي أثار هذا النوع من الحملات أن يكسب النصر من حيث مياه الوجه، ناهيك عن المصالح الخفية. لذلك، يصعب إيجاد تفسير ومبرر للحركة التي أقدمت عليها الولايات المتحدة.

وحتى الآن، لم نجد أي سبب مقنع يدفع الولايات المتحدة إلى إغلاق القنصلية الصينية العامة في هيوستن. وهناك شائعة بأن الولايات الأمريكية تنتقم بسبب رفض الصين السماح للدبلوماسيين الأمريكيين بالعودة الى الصين بسبب الوباء، لكن هذه أنباء كاذبة تمامًا، وإنما يريد البعض إيجاد حجج لما فعلته الولايات المتحدة وعدم تحميل الأخيرة مسؤولية افتعال وتأجيج النزاعات مع الصين. وفي الوقت الحاضر، يمكن لجميع الدبلوماسيين الأمريكيين العودة إلى الصين، وهناك اتفاقيات بين البلدين بشأن إجراءات الوقاية من الأوبئة، ويتم تنفيذها بسلاسة. وقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن طلب اغلاق القنصلية الصينية في هيوستن يأتي من أجل حماية حقوق الملكية الفكرية الأمريكية ومعلومات الأمريكيين الشخصية، وكان هذا عذراً أقبح من الذنب.

إن أخذ المؤسسات الدبلوماسية أو الدبلوماسيين في ضغينة يختلف تمامًا عما حدث بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقا، لأن حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة واحدة من أكبر التجارة البينية في العالم، وأن تبادل الشخصيات نشط للغاية في الظروف الطبيعية، ويحتاج الطرفان إلى إقامة قنصليات متعددة لمساعدة بعضهما البعض في إدارة مثل هذه التبادلات. وفي الوقت الحالي، تسبب الوباء في برود تبادل الشخصيات بين البلدين، لكن، ألا يعني إغلاق القنصلية أنه من غير المتوقع أن يتحسن الوباء واستئناف تبادل الأفراد؟

لذلك نقول إن ما قامت به الولايات المتحدة فعلا في غاية من جنون. ويعتقد الكثير من الناس أن ما قامت به إدارة ترامب أداء مثير آخر لمساعدة نفسها في حملة الانتخابات من أجل خلق توترات بين البلدين. وتحاول الولايات المتحدة اقناع الناخبين الذين لا يعرفون سوى القليل عن الصين صحة أن “الصين سيئة للغاية”، ” الصين سبب انتشار الوباء في الولايات المتحدة وأنواع مختلفة من المشاكل “. وتدفع الانتخابات بواشنطن الى حالة من الجنون، يجعلها تتصرف هستيريا.

يرى العالم كله بوضوح هذه المرة، بأن الولايات المتحدة هي التي فتحت ساحة معركة جديدة ضد الصين. وقد أدانت الصين بشدة ما أقدمت عليه الولايات المتحدة بغلق القنصلية، وحثتها على إلغاء القرار الخاطئ، وإلا ستتخذ بكل تأكيد الإجراءات المضادة بشكل حازم. وإن أمام الصين خيارات متعددة لمواجهتها، ويعتقد المحللون عمومًا أنه أمر غير مفاجئ إذا أغلقت الصين القنصلية الأمريكية لديها.

وقد أشارت الولايات المتحدة إلى “الملكية الفكرية” و “الخصوصية الشخصية” في بيانها، والذي يبدو أنه يعني ضمناً تورط القنصلية الصينية في هيوستن في أنشطة استخباراتية غير قانونية ضد الولايات المتحدة، وهذا غير صحيح للغاية، حيث أن حجم القنصلية الصينية العامة في الولايات المتحدة ليس أكبر من احتياجات العمل اليومية. ولا توجد قنصلية صينية في الولايات المتحدة لديها الآلاف من الدبلوماسيين والموظفين مثل القنصلية الأمريكية في هونغ كونغ وماكاو، اللتان تحولتا حصنا لجميع أنواع الهجمات ضد الصين، والأمر لم يعد سرا في المجتمع الدولي.

لقد فتحت الولايات المتحدة منطقة حرب دبلوماسية لا يمكنها الفوز بها، والشيء الوحيد الذي يمكن أن يستفيد منه هو إدارة ترامب، التي تتوق إلى زيادة درجة قبولها. وتتخذ الانتخابات الأمريكية علاقات بين الدول الكبرى في القرن الحادي والعشرين ثمنا، وتجعل البشرية كافة التي ترغب في السلام والاستقرار والتنمية تدفع الثمن. وفي الوقت الراهن، أصبحت اللعبة أمريكية السلبية تجاه العالم خارج السيطرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.