سفير صيني: ينبغي على الولايات المتحدة الكف عن أية محاولة للاستفادة من النزاعات في آسيا

قال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي، إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تفهم بشكل أفضل الحقائق في آسيا، وأن تكفّ عن محاولة استغلال أية نزاعات في المنطقة أو حتى تصعيد الوضع.
وقال تسوي خلال مشاركته عبر الإنترنت بمنتدى (آسبن) للأمن لعام 2020، في الرابع من أغسطس الحالي “أنا شخصيا، شاركت في التعامل مع العديد من القضايا في آسيا. أعرف أن الصين وجميع جيراننا لا يريدون سوى علاقات طبيعية ومستقرة وودية ومتبادلة المنفعة”.
وقال “لدينا فعلا نزاعات ، مثل النزاعات الحدودية مع الهند ، وبعض النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي”، مضيفا “ولكن بشكل عام، جميع الدول في منطقتنا تريد تطوير علاقات متبادلة المنفعة. لا أعتقد أن أحدا منهم يريد أن يرى أي تصعيد للتوتر. هذه أيضا حقيقة واقعية”.
وأضاف “لدي ثقة تامة في أنه بين الصين وجيراننا، سنكون قادرين على حل أية مشكلة من خلال مفاوضات ودية وسلمية، دون أي تدخل خارجي، ودون أية محاولات خارجية لتصعيد الوضع”.
وعلى سبيل المثال، قال السفير، تمكنت الصين فعلا من تسوية قضايا الحدود وأبرمت معاهدات مع 12 من 14 دولة لها حدود برية معها.
وأوضح قائلا “لدينا الهند وبوتان وهما الدولتان الوحيدتان المتبقيتان. ربما لم نتمكن من حل قضية الحدود في فترة قصيرة. لكني لا أعتقد أن هذه القضية يجب أن تهيمن على العلاقات بين الصين والهند. وأعتقد أن أصدقاءنا الهنود يشاطرونني نفس الرأي”.
وقال أيضا “نأمل أن يكون لدى أصدقائنا الأمريكيين فهم أفضل للواقع في منطقتنا، وأن يفهموا حقا قلقنا، وتصورنا، وما نحتاجه، وما يحتاجه الناس في المنطقة فعلا، ويكفّوا عن اتخاذ أي إجراء يحاول استغلال أية نزاعات في المنطقة أو حتى تصعيد الوضع”.
وفي معرض إشارة السفير إلى أن هناك تاريخا طويلا وراء الوضع في بحر الصين الجنوبي، قال “لدينا مطالبنا التاريخية ولدينا دعم تاريخي وقانوني قوي لمطالبنا، لكننا ما زلنا على استعداد للتفاوض مع الدول الأخرى المعنية لإيجاد حل سلمي للنزاعات. ولهذا نعمل مع دول الآسيان على مر السنين”. تجدر الإشارة إلى أن السفير تسوي عمل لعدة سنوات مع دول الآسيان، على صياغة إعلان سلوك للأطراف المعنية.
وأضاف قائلا “نحن نعمل حاليا على مدونة قواعد السلوك بين الصين ودول الآسيان، ونحرز تقدما جيدا. ونرى دوما أن أية نزاعات حول الأراضي يمكن حلها من خلال المفاوضات من قبل الأطراف المعنية مباشرة. ونحن بالتأكيد نهدف إلى حل دبلوماسي، حل تفاوضي. وهذا هو التزامنا. لا يتغير”.
ومضى يقول “وفي الوقت نفسه، ينبغي أن نعمل معا حقا للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وكل هذه الممرات البحرية مهمة جدا للاقتصاد الصيني. وهناك جزء كبير من وارداتنا وصادراتنا يمر عبر هذه الممرات البحرية”، و”لذلك، نعلق فعلا أهمية كبيرة على سلامة وأمن الملاحة. لذلك، إذا تُركت هذه الأمور للدول المعنية للعمل عليها، فسيكون الوضع أفضل بكثير”.
وقال أيضا “إن المشكلة هي في تكثيف التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة. فالولايات المتحدة ترسل المزيد والمزيد من السفن الحربية والطائرات العسكرية بشكل متكرر إلى المنطقة. وهذا في الحقيقة يثير مخاطر صراعات أو مواجهة”.