خبير سياسي: الصين تظهر حكمة سياسية في مواجهة أحدث المهاترات الأمريكية المناهضة لها
قال المراقب السياسي الكولومبي لورنزو ماغيوريلي إن الخلاف الأخير بين واشنطن والصين حول التقدم التكنولوجي الذي تحققه الأخيرة ومحاولاتها للتدخل في الشؤون الداخلية للصين قوبل بحصافة حكيمة من المسؤولين الصينيين.
وأفاد ماغيوريلي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة خورخي تاديو لوزانو في بوغوتا، أن حكمة الصين كانت واضحة في التصريحات الأخيرة لعضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي رفض أي محاولة لبدء “حرب باردة جديدة” من شأنها زعزعة استقرار كلا البلدين والمخاطرة بالتقدم العالمي.
وأضاف ماغيوريلي “لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب باردة جديدة بين القوتين. فالدولتان لديهما ترابط اقتصادي وتجاري ومالي كبير. وشخصيا، أعتقد أن البلدين يمكنهما حل خلافاتهما من خلال الحوار، كما تعاونتا في الماضي”.
وذكر أنه في الوقت الذي تعد فيه القضايا التي تولد التوتر بين الصين والولايات المتحدة متعددة ومعقدة، فإن القضايا التي توحد بينهما أثقل بما يكفي لإنقاذ العلاقات الثنائية.
وردا على سؤال حول انتقاد واشنطن لمنظمة الصحة العالمية وقرارها بالانسحاب من المنظمة في خضم كوفيد-19، أوضح ماغيوريلي أن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من المنظمة “يرجع بلا شك إلى أسباب سياسية وليس مخاوف صحية”.
وقال “أعتقد أن الإجراءات الأمريكية تهدف إلى الحفاظ على هيمنتها على النظام العالمي” من خلال السعي إلى الأحادية.
لكن ماغيوريلي أشار إلى أن جهودها لبث الشقاق ستفشل على الأرجح، لأن “الولايات المتحدة لم تعد تمتلك نفس القدر من القوة كما كانت من قبل، وتريد دول أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية التعاون مع كلا البلدين والحفاظ على علاقات سلمية”.
ولفت إلى أنه من الضروري مع ذلك إقامة إطار واضح للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، بالنظر إلى الوضع المعقد الحالي للعلاقات.
وذكر ماغيوريلي أنه “بالطبع، هناك حاجة إلى مزيد من الوضوح والتقارب من جانب البلدين. لذلك، فإن دور الدبلوماسيين من كلا الطرفين سيكون أساسيا للتفاوض على حلول للمشكلات، دون الحاجة أبدا إلى استخدام القوة”.
وأفاد أنه تحقيقا لهذه الغاية، يمكن للدبلوماسية أن تعتمد أيضا على القانون الدولي والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية لحل النزاعات متعددة الأطراف.
وقال الخبير إنه يتفق مع وزير الخارجية الصيني على أنه من غير المجدي أن تحاول الولايات المتحدة التدخل في الشؤون الداخلية للصين، مبينا أنها تقلل من شأن الرابطة القوية بين الشعب الصيني والحزب الشيوعي الصيني الحاكم.
وفي أحدث مقابلة حصرية له مع وكالة أنباء ((شينخوا))، دعا وانغ يي الحكومة الأمريكية إلى التخلي عن محاولاتها الفاشلة لزعزعة استقرار البلاد واحترام النظام الاشتراكي في الصين.
وبالنظر إلى المستقبل، سلط ماغيوريلي الضوء على أهمية رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وقال إن “الدول تعمل بالفعل معا لحل مشكلات العالم، ولكن من الطبيعي أن تكون هناك توترات ومصالح مختلفة”.