موقع متخصص بالشؤون الصينية

عقلية الحرب الباردة تحت ستار “الأمن القومي”… تعليق الخبراء العرب على ما يسمى بـ”الشبكة النظيفة” للولايات المتحدة

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
عندما جال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في جميع أنحاء العالم للترويج لبرنامج “الشبكة النظيفة” لواشنطن، فإن دافعه القذر لإدامة الهيمنة التكنولوجية الأمريكية لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا.

ومن خلال محاولة إزالة شركات التكنولوجيا الصينية من الإنترنت الأمريكي، أظهرت الإدارة الأمريكية أيضا أن الأيديولوجيا، وليس المنطق، هي التي توجه عملية صنع السياسات لديها.

وفي هذا الصدد، أعرب بعض الخبراء العرب عن تحليلهم وتعليقهم على هذا الأمر من مختلف الجوانب.

بالنسبة إلى نية وجوهر خطة الولايات المتحدة المسماة بـ”الشبكة النظيفة”، ذكر الدكتور مصطفى إبراهيم نائب رئيس مجلس الأعمال المصري – الصيني “أرى أن هدف الشبكة النظيفة هو إخراج شركات الإنترنت الصينية من السوق الأمريكية، بالإضافة إلى إعاقة التقدم التكنولوجي للصين”.

وأوضح الدكتور إبراهيم أن الصين تقدمت جدا في الجانب التكنولوجي واستخداماته، وهذا ظهر بشكل كبير في مواجهة الصين لكوفيد-19، حيث استخدمت الصين التكنولوجيا مثل الروبوت وتطبيق “ويتشات” لمعرفة حالة كل شخص في الصين، وتم استخدام التكنولوجيا بطريقة فائقة تدل على أن الصينيين لديهم تقنية متقدمة.

وحول الهدف الأمريكي القذر للقيام بالخطة المسماة بـ”الشبكة النظيفة”، أعرب الكاتب والمحلل السياسي التونسي، الجمعي قاسمي، عن اعتقاده بأن هذه الخطة الأمريكية الجديدة التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تندرج في إطار أجندة امبريالية تريد من خلالها الولايات المتحدة إحكام الهيمنة على مجال تقنيات الاتصال تحت عناوين زائفة، وأخرى مُضللة لم تعد تنطلي على المجتمع الدولي.

ولفت إلى أن هذه الخطة التي تستهدف إبعاد شركات التكنولوجيا الصينية الناجحة من الإنترنت، تأتي في أعقاب إجراءات ظالمة أخرى اتخذتها الولايات المتحدة خلال الأشهر القليلة الماضية في مسعى لضرب قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين.

ومما لا شك فيه أن الإجراءات الأحادية الجانب للولايات المتحدة، تجلب آثارا سلبية على البيئة الطبيعية للإنترنت وتطور تكنولوجيا الشبكة العالمية. وحول هذا الجانب، أعرب الخبراء العرب عن انتقادهم.

وشدد الجمعي قاسمي على المكانة الهامة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ودور شبكة الإنترنت المتعاظم في أنشطة مختلف الدول، باعتبار هذه التقنيات من أبرز المُحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي.

وقال “على هذا الأساس، فإن مثل هذه الإجراءات الأمريكية أحادية الجانب ستكون لها تداعيات وانعكاسات سلبية كثيرة على البيئة الطبيعية للإنترنت وتطور تكنولوجيا الشبكة العالمية، ونذكر منها بالأساس تعميق الفجوة الرقمية بين الدول”.

وتابع قائلا “دون شك، فإن ذلك سيؤثر سلبا على البيئة التمكينية لتنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك من خلال الحد من الاستثمار في هذا المجال لتحقيق التنمية المستدامة”.

وعلى نفس الجانب، قال سامر خير أحمد، الكاتب الأردني المتخصص بشؤون الصين والعلاقات الصينية – العربية، إن هذه الإجراءات الأحادية ستؤدي إلى تعميق حالة فقدان الثقة بين الدول المؤثرة صناعيا في العالم، ومن ثم ستعطل فرص الشراكة في تطوير هذه الشبكة العالمية، مضيفا “والأهم برأيي أنها تريد من البشرية أن تتنازل عن خطوات متقدمة وناجحة حققتها الصين فعلا، لمجرد أنه لم يتم إنجازها في الولايات المتحدة أو دول أوروبا الغربية. في الحقيقة، هذا جنون لا يخدم البشرية وتقدمها”.

وأعرب الخبراء العرب أيضا عن رأيهم وتحليلهم لسلوكيات التنمر المتكررة من جانب الولايات المتحدة، وأثرها السلبي البالغ على الإنصاف والعدالة الدوليين.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد الوهاب غنيم، نائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، إن بومبيو قال إنه على شركات التكنولوجيا الأمريكية وقف التعامل مع الشركات الصينية، وطالب المتاجر بشكل عام بعدم التعامل مع التطبيقات الرقمية الصينية. طبعا، هذا الأمر يخالف مبادئ منظمة التجارة العالمية، ومبادئ المنافسة والعدالة والشفافية العالمية. لكن، في الحقيقة، الحكومة الأمريكية تتعنت وتحمي منتجاتها، ولا تسمح لمنتجات الدول الأخرى بالمنافسة.

وتابع الدكتور غنيم قائلا “أعتقد أن العالم بشكل عام لن يرضى بهذه التصرفات الأمريكية، لأن العالم اليوم مفتوح في مجال التجارة، خاصة في مجال تطبيقات الإنترنت فائقة السرعة”.

وبشكل أعمق، قال صائب الرواشدة، محرر الأخبار السياسية والعالمية في المؤسسة الصحفية الأردنية لـ((شينخوا)) “أعتقد أن ذلك خرق واضح للعديد من القوانين والتعليمات الدولية التي تدعو للانفتاح والعولمة. وقطاع التكنولوجيا، قطاع منافس، والمنافسة مفتوحة للجميع. تخيل حجم الخسائر للشركات. العالم قرية صغيرة اليوم، والتطورات التكنولوجية حق للجميع. ولا يجب أن يتم حرمان أي أحد من استخدام تطبيق معين أو تكنولوجيا معينة”.

ولخص خالد الزبيدي، المحلل الاقتصادي الأردني ومدير تحرير في صحيفة الدستور الأردنية، قائلا إن ما تقوم بها الولايات المتحدة من التصرفات المخترقة ستضر نفسها “العالم اقتصاديا ليس قبل عقد من الزمن، لذلك الإنترنت سيعقد حياة الشركات والأفراد والضرر الذي ينتج عن التنمر الأمريكي في قطاعات مختلفة سيضر بالاقتصاد الأمريكي على المدى المتوسط”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.