موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: الولايات المتحدة الموبوءة بالمرض تخذل العالم في التعاون لمكافحة الفيروس

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
بلغت الولايات المتحدة علامة فارقة جديدة تتمثل في 10 ملايين حالة إصابة بكوفيد-19 في وقت سابق من هذا الأسبوع، مع استمرارها بالمقدمة كأكثر مكان بالعالم لحالات العدوى والوفيات وسط الوباء المُستفحِل.

ورغم أن الولايات المتحدة هي أكثر دول العالم تطورا، ولكن بدلا من إسهامها في دفع التعاون العالمي ضد الوباء، تسببت غطرسة واشنطن وتجاهلها بأن يدفع الشعب الأمريكي ثمنا باهظا، إضافة لتشكيل تهديد غير مسبوق لأمن الصحة العامة بالعالم.

يتطلب التغلب على هذا الفيروس المهلك استجابة عالمية قوية ومتضافرة. رغم ذلك، ظلت الولايات المتحدة حجر عثرة أمام التعاون الدولي لمكافحة الوباء.

وبينما تبذل هيئات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، أقصى جهودها لكبح تفشي هذا المرض، وتطوير لقاحات، قطعت واشنطن تمويلها لمنظمة الصحة العالمية وانسحبت لاحقا من هذه الهيئة الصحية العالمية.

في سبتمبر، اعترضت واشنطن على قرار حظي بتأييد واسع خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، يدعو إلى تكثيف التعاون الدولي لاحتواء كوفيد-19 وتخفيف آثاره ثم هزيمته. والأسوأ من ذلك، أنها اتُهمت بـ “القرصنة الحديثة” بعد أن ترددت أنباء عن قيامها بتحويل شحنة من الأقنعة وأجهزة التنفس الاصطناعي كانت متجهة إلى أوروبا.

إن موقف واشنطن الأناني والمتجاهل للعلم والمناهض للعلماء، يوضح لماذا أصبح الوباء أكثر فتكا على أراضي الولايات المتحدة، بما يعرض بالتالي أمن الصحة العالمي للخطر.

في الأيام الأولى منذ تفشي المرض، تعمد بعض السياسيين الأمريكيين تقليل خطورة المرض، وهاجموا المهنيين الطبيين مثل أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، وانتقدوا ولاموا منظمة الصحة العالمية ودول أخرى، ونشروا معلومات خاطئة لعامة الناس بالولايات المتحدة حول ارتداء قناع الوجه والتباعد الاجتماعي، ما أدى إلى انتشار واسع النطاق في البلاد التي تفتخر بأنها تضم الخبرة والتقنيات الطبية العالمية.

لقد أثار مثل هذا التوجه الخاطئ لواشنطن رد فعل عنيفا من المجتمع الدولي. فبعد انسحابها من منظمة الصحة العالمية، وصف وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا القرار بأنه “خطير وخاطئ”. وقال “لقد أظهرت الأزمة الصحية أننا بحاجة إلى منظمة صحة عالمية أكثر إصلاحا وقوة، وليس أضعف”. وأعرب نظيره الألماني، ينس سباهن، عن شجبه لـ”الانتكاسة التي يواجهها التعاون الدولي”، قائلا إن هناك حاجة إلى مزيد من التعاون العالمي، وليس تقليله، لمكافحة الأوبئة.

الفيروسات لا تعرف حدودا. ولأن الوباء في الولايات المتحدة يستمر في بلوغ العلامة الفارقة الواحدة تلو الأخرى، فإن الزيادة المستمرة القياسية في عدد حالات الإصابة تقتل المزيد من الأمريكيين، وتهدد صحة وحياة الناس في أجزاء أخرى من العالم، وتعيق الانتعاش الاقتصادي العالمي. لقد حان الوقت لواشنطن لإعادة النظر في نهجها الخاطئ والضار جدا لمكافحة الوباء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.