موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: الصين تعارض أي حرب تضر بمصالحها والسلام العالمي

0


صحيفة الشعب الصينية:
يشهد العالم عودة لغة التهديد والوعيد باستخدام القوة ضد إيران مؤخرا. وبعد التقرير الذي نشرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران، واتهام الولايات المتحدة الأمريكية إيران بمحاولة اغتيال سفير المملكة العربية السعودية لديها، بدأت الولايات المتحدة وبلدان أخرى تنفيذ ” المقاطعة” المكثفة، وتخويف وتهديد الصين من أجل الموافقة على فرض عقوبات قاسية، وتنفيذ تهديدات صامتة ضد إيران. ويعتقد الكاتب، أنه بعد الدروس المريرة التي تعلمها العالم من الحرب على العراق وليبيا، فإن الصين لا يمكن أن تسمح للولايات المتحدة والغرب القيام بحرب تعسفية أخرى تضر بمصالح الصين، ويعرض السلام العالمي للخطر،كما ينبغي على التعاون مع روسيا في القرار ومعارضة استخدام القوة ضد إيران.

خلال ما يقرب من 20 عاما، ركزت الصين على البناء الاقتصادي، بينما الولايات المتحدة ركزت على الحرب في أوروبا واسيا وإفريقيا، وجني ثمار الحرب الباردة واسعة النطاق، وتدخلت في دول العالم بحجة مكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان، الديمقراطية، والاستعلاء على النقاط الإستراتيجية في العالم، وتعزلت وحطمت الخصوم المحتملة ، حتى توطيد مكانتها ” إمبراطورية العالم”. وباعتبار الشرق الأوسط العمق الإستراتيجي في العالم، فإنه ليس من الغريب أن تصبح المنطقة ميدان المعركة الأولى للولايات المتحدة. فبعد قتل الرئيس صدام حسين،و بن لا دن والقذافي ، الشخصيات الثلاث الأكثر مناهضة للولايات المتحدة واحدا تلوى الآخر، أصبحت إيران المعقل الأخير للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وفي هذا السياق، تستخدم الولايات المتحدة المسألة النووية كذريعة لتعامل مع إيران. وإن تسريع عملية حل المشكلة الليبية دليل عزم الولايات المتحدة على إكمال المهمة في إيران. كما تقوم الولايات المتحدة بفرض جميع أنواع الجزاءات التي كانت قد فرضتها على العراق سابقا على إيران الآن لإضعافها إلى أقصى حد وحل المشكلة بأقل تكلفة في الوقت المناسب. كما أن القضاء على إيران يعني التحكم السياسي والاقتصادي والعسكري الكامل للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والتحكم على صمامات الطاقة، والحصول على ورقة هامة لسيطرة على الخصوم المحتملين في المنطقة.

قال بريزنسكي احد أهم مخططي الحرب الباردة الأمريكية،أن مفتاح نجاح إستراتيجية الولايات المتحدة،هو بث الفرقة بين ثلاث اكبر دول في أسيا وأوروبا، لأن التحالف بين الصين وإيران وروسيا سيكون كابوسا على الولايات المتحدة. ولهذا الغرض، يبحث الخبراء الاستراتيجيون في الولايات المتحدة بين العقول عن كيفية إضعاف هذا التحالف، وتقسيم المحيط، وتدمير واحدا تلوى الآخر. وتوسيع حلف شمال الأطلسي للضغط على الفضاء الاستراتيجي لروسيا على حد كبير. وشن الحرب على أفغانستان والعراق وليبيا للسيطرة على محيط إيران. وفي الوقت نفسه، تقوم الولايات المتحدة عن طريق حلفائها القدامى (اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا )سحب الهند والفيتنام وبعض دول آسيان مثل الفلبين وفي آسيا الوسطى لتشكيل حصار جغرافي استراتجي على الصين.

تشمل لوحة شطرنج الخبير الاستراتيجي الأمريكي إيران وبحر الصين الجنوبي، وهما نقطتان مرتبطا ببعضهما البعض. حيث تعرف الولايات المتحدة بوضوح مدى أهمية الطاقة الإيرانية بالنسبة للصين، وتعرف بوضوح أيضا أن نزاع بحر الصين الجنوبي يدفع بالمشاعر الوطنية للصينيين. كما تقوم الولايات المتحدة في المجال الاقتصادي والتجاري بحشد جيش كبير لإجبار الصين على شراء السندات المالية وغيرها من المجالات الأخرى. كما تحاول الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية وتركيز على الفوضى السياسية على نطاق واسع في البلدان والمناطق الهامة التي تربطها علاقات تجارية مع الصين، بالإضافة إلى الدول خارج نطاق سيطرتها، مثل العراق والسودان واليمن وإيران. وبعد نجاحها في بعض المناطق السابقة سوف تعمل الولايات المتحدة في الوقت الحاضر أو بعد فترة مقبلة على تصعيد اللغة المتشددة اتجاه إيران خطوة خطوة.

إن إستراتيجية الولايات المتحدة في العالم تبين بوضوح علاقتها القوية بإيران وروسيا والصين.
وأن قضية إيران المطروحة تشمل مصالح الصين الهامة. وقد أوضحت روسيا أنها لن تقبل فرض عقوبات ضد إيران. ويعتقد الكاتب أنه ينبغي على الصين وإيران أن يعملا معا من أجل المعارضة بحزم استخدام القوة ضد إيران.

الولايات المتحدة لا يمكن أن تتوقع قبول الصين وغيرها من البلدان الأخرى استخدام القوة ضد إيران. وينبغي عليها أن تتوقف تهديداتها المستمرة بالحرب ضد إيران، وبدلا من التهديد باستخدام القوة وسياسة الحرب التعسفية وقتل الضعفاء، ينبغي استخدام نوع من الاعتدال. وبدلا من مواصلة الحصار والقمع لتدمير الصين، ينبغي التعلم من التجربة الصينية الناجحة. كما ينبغي على الولايات المتحدة مناقشة المجتمع الدولي والصين، وعدم الانفراد بالقرارات التي تهم العالم أجمع. فبالرغم من أن الصين وغيرها من الدول الناشئة تفضل الصمت في بعض الأوقات، لكن هذا لا يعني أن الصين لا يمكن أن تعارض بحزم استخدام القوة وسياسة الحرب التعسفية على البلدان الضعيفة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.