موقع متخصص بالشؤون الصينية

هل باتت الحقيقة ” بُعْبُع ” يخيف المجتمع الغربي الحر؟

0

إن إجبار عالم فرنسي معروف على الاستقالة بسبب قول الحقيقة في المجتمع الغربي الذي يدعي أنه “العالم الحر” وفي القرن الحادي والعشرين لأمر محزن!

بدأت القصة قبل عامين، عندما زار كريستيان مايستر، الأستاذ بجامعة ستراسبورغ في فرنسا، شينجيانغ، الصين، وقدم تعليقات إيجابية حول الإجراءات التي تتخذها الصين لمكافحة تهديدات التطرف والعنف. ودعا الدول الغربية مثل فرنسا ابتليت بالإرهاب أيضًا، أن تتعلم من تجربة الصين ذات الصلة. لكن القصة لم تنتهي عند هذا الحد، حيث قفز فلوريس مراسل صحيفة ” فيو” الأسبوعية الفرنسية في الآونة الأخيرة، واتهم مايستر بأنه “تابع” للصين. وتحت التشهير المسعور والهجوم من قبل القوات المناهضة للصين، أُجبر مايستر على الاستقالة من المشاركة كضابط أخلاقي في “مشروع تعاون المدينة الأوروبية” بمدينة ستراسبورغ.

وإن مثل هذه النهاية القاسية لقائل الحق في عالم الحرية تفوح منها رائحة الجو المنحل الذي كان يشوب أوروبا في العصور الوسطى المظلمة.

لقد أعلن فلوريس بلا خجل على وسائل التواصل الاجتماعي أن سبب الهجوم الشرس على مايستري هو مناقشة “مشروع تعاون المدينة الأوروبية” الذي شارك فيه الأخير إمكانية السماح لـمشروع 5G الصيني الدخول إلى ستراسبورغ. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعمد فيها فلوريس تشويه صورة الصين، فمنذ وقت ليس ببعيد، شوه عن عمد خطاب خبراء منظمة الصحة العالمية حول مصدر فيروس كوفيد -19 وصب “المياه القذرة” على الصين. وقد أثارت هذه الخطوة موجة من الاستياءات والانتقادات الشديدة من قبل خبراء منظمة الصحة العالمية، وشجب واستنكار واسع لهذه التصريحات التي تضيف الفوضى إلى بحث التتبع العلمي الحقيقي.

مما لا شك فيه، فإن الفلوريسيون يقفون خائفين أمام الوقائع التي رواها مايستر. وإن هؤلاء المحترفين الإعلاميين الذين يصدرون الأكاذيب لتشويه سمعة الصين، واستخدام فجوة المعلومات للتحريض على كراهية الصين، وترديد الهتافات للسياسيين المناهضين للصين بعيدين كل البعد عن الحس بالمسؤولية الأخلاقية. كما أن رفض الفلوريسيون الاستماع إلى الحقيقة، وعدم استعدادهم لفتح أعينهم لرؤية الحقيقة، يكشف نفاقهم الداخلي، وضعفهم وقلقهم.

ومما لا شك فيه أيضًا أن تجربة مايستر ليست حالة منعزلة في العالم الغربي. حيث تم تفتيش عضو برلماني أسترالي بشكل غير معقول من قبل دائرة الأمن الأسترالية بسبب كتابة مقالات تعترف بمكافحة الصين للوباء. كما صنف موقع إخباري أمريكي مستقل “المنطقة الرمادية” على تويتر بسبب كشفه عما يسمى بـ “الإبادة الجماعية في شينجيانغ” بأنها كذبة ملفقة، متهمين الموقع بأنه “منكر للإبادة الجماعية”.

تظهر القصص والأمثلة أعلاه أن الغيوم القاتمة حجبت ميدان الراي العام في الغرب. ووفقًا لمنطق بعض السياسيين ووسائل الإعلام المناهضين للصين، فإن حرية التعبير هي مجرد شعار فارغ، ويمكن تجاهل الحقيقة أو حتى “خنقها”، وجعل معارضة الصين الصواب السياسي الوحيد. لكن الغيوم القاتمة لا تستطيع أن تغطي الشمس، وصوت العدل لا يمكن قمعه إلى الأبد.

يلتزم العديد من الباحثين والإعلاميين الغربيين في الوقت الحاضر، بالضمير الأكاديمي والأخلاق المهنية، ويصرون على سرد القصص الصينية الموضوعية والحقيقية. من بينهم، الكاتب الفرنسي فيفاس الذي زار شينجيانغ مرتين وكتبت بعد أربع سنوات “نهاية أخبار الأويغور المزيفة”. قال: “لم أشوه أو أخفي أي شيء رأيته. لقد رأيت حيوية لا تصدق خلال رحلتي إلى شينجيانغ”. وقال أسامة عباس، الأستاذ المشارك في جامعة العريش في مصر، الذي عمل في شينجيانغ، إن الناس من جميع المجموعات العرقية في شينجيانغ متحدون بقوة ويسعون من أجل حياة أفضل، ويعيش الناس ويعملون في سلام ورضا.

ويمكن للصالحين في جميع أنحاء العالم فهم ما تقوم به الصين من أعمال نزيهة، فالكذبة تظل كذبة مهما كان صوتها عالية، والحقيقة تظل حقيقة مهما شوهت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.