موقع متخصص بالشؤون الصينية

رؤية صينية: إعادة بناء القيادة الأمريكية للعالم هي معول لتخريب المجتمع الدولي

0

صحيفة الشعب الصينية-

تعليقات الشعب:

خلافا للنهج الذي اتبعته ادارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالانسحاب من المنظمات والاتفاقيات الدولية، اتجهت إدارة جو بايدن منذ توليها السلطة نحو إعادة القيادة الأمريكية للعالم. لكن وفي ظل تفشي الوباء عالميا، تحولت الجهود الأمريكية لإعادة بناء القيادة العالمية إلى عنصر تخريب داخل المجتمع الدولي.

حيث تعد الولايات المتحدة المحرك الرئيسي لتسييس قضية مصدر الفيروس، وتفعل كل شيء من أجل تحقيق أهدافها السياسية الخفية، متجاهلة العلم والحقائق. وقد نجحت الولايات المتحدة في استمالة عدة حلفاء علنًا للضغط على منظمة الصحة العالمية بشأن قضية التحقيق في مصدر الوباء. وأثارت الممارسات الأمريكية في هذا الجانب انتقادات كبيرة. حيث ذكر موقع مجلة “نيتشر” البريطانية أن طلب إجراء تحقيق مع معهد ووهان لعلم الفيروسات مرارا وتكرارا ستكون له نتائج عكسية، لأنه يبدو كأنه اتهام. ويعتقد خبير الأمراض المعدية المكسيكي، جيراردو بيريز، أن الولايات المتحدة تنطلق أكثر من مصلحتها الذاتية، وأن محاولاتها البحث عن دليل إدانة لطرف بعينه لا معنى لها.

إن الأقوال والأفعال الخاطئة للولايات المتحدة بشأن قضية تتبع مصدر الفيروس، تكشف نيتها في التمسك بالمعادلة الصفرية. قبل ذلك، اتبعت الإدارة السابقة للولايات المتحدة مبدأ “أمريكا أولاً”، مما أثار معارضة واسعة النطاق داخل المجتمع الدولي. ومن أجل استعادة صورة الولايات المتحدة، تبنت الإدارة الأمريكية الحالية مواقف مغايرة باتجاه التعددية والتحالف، لكن الكلمات الجميلة للساسة الأمريكيين، لم تحجب على الناس حقيقة أن الادارة الأمريكية تبيع شرابا قديما في زجاجات جديدة. ومن أجل حماية الهيمنة الأمريكية، لم تتردد الإدارة الأمريكية الحالية في الدوس على القواعد الدولية وتقويض التعاون الدولي. حيث ذكرت صحيفة “إيكوس” الفرنسية بشكل أساسي أن الأولويات الحالية للحكومة الأمريكية ليست بعيدة عن عهد ترامب. وأشار ملفين كراوس، الأستاذ الفخري للاقتصاد بجامعة نيويورك، إلى أن إطار السياسة الخارجية الحالي للولايات المتحدة لا يختلف كثيرًا عن سياسة الإدارة السابقة “أمريكا أولاً”، بل إنه يتبع شكلاً من أشكال سياسة “أمريكا أولاً” حتى في ظل الوضع الوبائي المتأزم في العالم.

بالمقارنة مع الحكومة الأمريكية السابقة، يبدو من الواضح أن الحكومة الحالية قد أنفقت المزيد من الجهود على تشكيل التحالفات. وقد يعتقد الساسة الأمريكيون أنه من خلال الانخراط في تعددية زائفة، يمكنهم خداع العالم والسماح للولايات المتحدة باستعادة “قيادتها” الدولية المفقودة سابقًا. وفي ظل التحدي العالمي الذي فرضه الوباء، أصبحت القيادة الحقيقية تتجسد في تعزيز تضامن المجتمع الدولي وتعاونه، بدلاً من التنصل من المسؤولية من خلال إلقاء اللوم على الآخرين.

وفيما يتعلق بمسألة تتبع مصدر الفيروس، تتجسد القيادة الحقيقية في احترام العلم والحقائق، بدلاً من التلاعب السياسي. لكن الولايات المتحدة تجاهلت حياة وصحة الناس في أوج الحرب على الفيروس. وجعلت التنافس على النفوذ واحتواء وقمع الدول الأخرى أولوية لها.

في الوقت الذي احتاج فيه العالم إلى تعزيز الوحدة والتعاون للتغلب على الصعوبات معًا، تحوّلت الولايات المتحدة، المهووسة بلعبة المواجهة، إلى أكبر عقبة أمام الوحدة والتعاون العالميين. غير أن استعمال أدوات الحرب الباردة لاحتواء الدول الأخرى في القرن الحادي والعشرين، لن تفلح إلا في صرف أنظار الدول عن أوهام إعادة تشكيل قيادتها للعالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.