موقع متخصص بالشؤون الصينية

النص الرسمي لكلمة معاون وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في جلسة إحاطة بشأن تتبع منشأ فيروس كورونا بحضور ممثلي أحزاب ومنظمات عربية

0

سفارة جمهورية الصين الشعبية في لبنان:

يؤكد الجانب الصيني دعم النهج العلمي لتتبع منشأ فيروس كورونا ويواصل المشاركة فيه، ويعبر الرفض بحزم النهج السياسي لتتبع المنشأ والتلاعب السياسي به، و يؤكد حرصه على العمل مع جميع الأطراف للالتزام بالاتجاه الصحيح لتتبع المنشأ علميا، و كذلك تعميق التعاون لمكافحة الجائحة، بما تقدم إسهامات إيجابية في التغلّب البشري عليها في نهاية المطاف.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة معاون وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يوم الأربعاء  25أغسطس/ آب 2021 في جلسة إحاطة بشأن تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد عبر دائرة الفيديو بحضور ممثلي العديد من الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني في مختلف الدول العربية :

” قادة الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في الدول العربية المحترمون،

الرفاق والأصدقاء،

أهلا وسهلا بكم. يسعدني بالغ السعادة أن ألتقي بالأصدقاء القدامى والجدد في الدول العربية عن طريق الفيديو مرة أخرى. وبهذه المناسبة، يطيب لي أن أعبر عن الترحيب الحار والشكر الجزيل لقادة الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية الذين يحضرون جلسة احاطة حول مسألة تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد نيابة عن دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

ظلت الصين والدول العربية شريكين مخلصين يتبادلان التعاون القائم على المنفعة المشتركة، وأخوين شقيقين يشاركان في السراء والضراء. طرح الأمين العام شي جينبينغ إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية، ووجه دعوة إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين والدول العربية للعصر الجديد، بما أرشد إتجاه تطور العلاقات الصينية العربية. وفي السنتين الماضيتين، في ظل التغيير الكبير الذي لم يشهده العالم منذ مائة سنة والجائحة الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة أيضا، تتغلب العلاقات الصينية العربية على الصعوبات وتتطور إلى الأمام باستمرار، حيث تستقبل العلاقات السياسية بين الجانبين آفاقا جديدة، وتم الارتقاء بالتعاون العملي بينهما إلى مستوى أعلى، وأصبحت مكافحة الجائحة بجهود موحدة بينهما قدوة، وصارت العلاقات بينهما نموذجا يحتذى به لتعاون الجنوب الجنوب. وفي نفس الوقت، شهد التبادل والتعاون بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية تطورا مزدهرا، وانعقد الاجتماع الخاص لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية في يوليو/ تموز 2020م بنجاح كامل، حيث وجه الأمين العام شي جينبينغ رسالة التهنئة له، وحضره عدد كبير من قادة الدول العربية، بما ارتقي بالعلاقات الحزبية الصينية العربية إلى مستوى جديد. وفي هذه السنة، بعث ما يقارب 100 قائد للأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في الدول العربية رسائل التهنئة إلينا بمناسبة الذكري المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وشاركوا في قمة الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب العالم المنعقدة في 6 يوليو/ تموز الماضي بنشاط،  ونظم عدد كبير من الأحزاب الجلسات المتزاوية للقمة بعناية فائقة، للاحتفال معنا بهذا الحدث العظيم. واغتناما لهذه الفرصة، يطيب لي أن أعبر عن الشكر والتقدير لجميع أصدقائنا في الدول العربية.

اليوم، نعقد جلسة احاطة حول تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد مع الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية في الدول العربية، لأن في الفترة الأخيرة، قامت أمريكا وحفنة من الدول بتشويه الحقائق ولبس الحق بالباطل استخداما مسألة تتبع منشأ الفيروس، تجاهلا لاستنتاج تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية الذي يشير إلى أن تسرب الفيروس من المختبر أمر غير محتمل للغاية، وتصرّ على إثارة “التسرب المختبري” وغيرها من الأكاذيب القديمة. وحسب المعلومات الواردة في وسائل الإعلام، تعمل أجهزة المخابرات الأمريكية حاليا على اختلاق ما يسمي بتقرير التحقيق حول تتبع المنشأ، بغية تضليل الرأي العام ليشكّ في إمكانية تسرب الفيروس من مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات. ومن المرجح أن يصدر ما يسمي بالتقرير النهائي في نهاية أغسطس/ آب الحالي، أي في هذه الأيام، فيعرب الجانب الصيني عن استيائه الشديد ورفضه القاطع لذلك. تحرص دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على تقديم الحقائق وتوضيح الموقف الصيني للأصدقاء في الدول العربية عن طريق الحوار المباشر، لكشف النية الخبيثة والأجندة السياسية للجانب الأمريكي لتلفيق التهم ضد الصين وتشويه صورتها وتضييقها.

كما تعرفون أنه منذ ظهور الجائحة، إلتزم الجانب الصيني بمفهوم مجتمع الصحة المشتركة للبشرية، وقام بتبادل الخبرات والتجارب عن الوقاية والسيطرة على الجائحة أول بأول مع المجتمع الدولي، وقدم ما في وسعه من المساعدات للدول الأخرى لمكافحة الجائحة، وبادر بعملية أكبر من نوعها في العالم للتعاون في مجال اللقاح. ولغاية أواسط أغسطس/ آب الحالي، قدمت الصين حوال 800 مليون جرعة من اللقاح لأكثر من 100 دولة وخاصة الدول النامية، مما قدم مساهمات بارزة في سبيل أمن الصحة العامة  للعالم. تولي الصين اهتماما بالغا بمسألة تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد في العالم، وتتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتتبع المنشأ منذ ظهور الجائحة، حيث قامت بالتقاسم بالتسلسل الجيني للفيروس في اللحظة الأولى، ووجهت الدعوة لخبراء المنظمة لزيارة الصين مرتين للقيام بتتبع المنشأ. وأصدرت منظمة الصحة العالمية في 30 مارس/ آذار الماضي تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، حيث قدمت استنتاجات أكثر مصداقية ومهنية وعلمية بشأن تتبع المنشأ. وتعمل الصين حاليا بخطوات حثيثة على تنفيذ توصيات تقرير البحث المشترك، كما بادر الخبراء الصينيون بتقديم خطة صينية حول المرحلة الثانية من تتبع المنشأ.

إن الموقف الصيني من مسألة تتبع المنشأ في العالم ثابت وواضح. أولا، يعد تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد مسألة علمية معقدة، ويجب الالتزام بالعلم كمعيار والتعاون كطريق، يجب أن يقوم العلماء دون غيرهم بأبحاث لتحديد المصدر الحيواني للفيروس وطرق انتقاله إلى الإنسان، ولا يحق لأي دولة تجاهل الأرواح وتسييس المسألة العلمية أو تشويه صورة الدول الأخرى ومهاجمتها من أجل مصالحها السياسية الخاصة.  ثانيا، من الضروري احترام وتنفيذ الاستنتاجات والتوصيات التي تم التوصل اليها في تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، ويتبناها المجتمع الدولي والأوساط العلمية، من قبل جميع الأطراف بما فيها منظمة الصحة العالمية. ويجب المضي قدما في أعمال تتبع المنشأ في العالم على هذا الأساس فقط، بدلا من تبني نهج جديد. ثالثا، يدعم الجانب الصيني دائما النهج العلمي لتتبع المنشأ وسيواصل المشاركة فيه. ما يرفضه هو اتباع النهج السياسي في تتبع المنشأ، والتتبع الذي يخالف قرار مؤتمر الصحة العالمي، والتتبع الذي يبدأ من الجديد تخليا عن تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية للمرحلة الأولى. رابعا، يجب على الأمانة العامة لمنظمة الصحة العالمية أن تقوم بالتشاور الوافي مع الدول الأعضاء حول خطة العمل لتتبع المنشأ في العالم وآليات المتابعة بهذا الخصوص احتراما تاما لآراء الدول الأعضاء وفقا لمطالب قرارات مؤتمر الصحة العالمي، ومن الأوجب القيام بالتشاور مع الدول المعنية عند وضع خطة تتبع المنشأ في هذه الدول وإجراء التعاون الفعال على هذا الأساس. وعلى كل الأحوال، ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحفنة من الدول من تجاهل الحقائق وتوجيه التهم ضد الصين برفض التعاون بشأن تتبع المنشأ ليس سوى محاولة من تشويش الحقائق ولبس الحق بالباطل، إذ أن الصين لن تكون أبدا مؤهلة لتهمة برفض تتبع المنشأ.

في الفترة الأخيرة، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتسييس الجائحة ووصم الفيروس واستغلال تتبع المنشأ كأداة بشكل تعسفي، بغية تحويل المسؤولية عن تقصيرها في مكافحة الجائحة وتحقيق الأجندة السياسية لتشويه صورة البلدان الأخرى وتضييقها، الأمر الذي يشكّل إضرارا خطيرا بالنهج العلمي لتتبع المنشأ والجهود العالمية في مكافحة الجائحة. ومن أجل تحقيق الافتراض المسبق لـ “نظرية التسرّب المختبري”، تخلّت الولايات المتحدة الأمريكية عن مسار البحث العلمي بشكل سافر، وأعلنت بشكل صارخ طلبها لأجهزة المخابرات لإصدار تقرير عن تحقيقاتها حول تتبع منشأ الفيروس في غضون 90 يومًا. وحسب المعلومات الواردة في وسائل الإعلام، إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تجد أدلة حقيقيا لما يسمى بـ “تسرّب الفيروس من مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات”، ولا دعما علميا لذلك، على الرغم من توظيف كامل طاقات إدارتها. لكنها تصر على اختلاق الاستنتاج التضليلي للجوء إلى “افتراض الذنب” من خلال جمع معلومات كاذبة ومتشتّتة، من أجل تشويه صورة الصين وتضييقها، أ ليست هذه التصرفات تسييس الأمر؟

كما يؤكد الجانب الصيني مرارا وتكرارا أنه حتى الآن، لم يُصاب أحد من موظفي أو طلاب الدراسات العليا في معهد ووهان لعلم الفيروسات بفيروس كورونا المستجد، ولم يجر معهد ووهان لعلم الفيروسات أبحاث طفرة اكتساب الوظيفة على فيروسات كورونا، ولا يوجد ما يسمى بالفيروسات الاصطناعية. تتجاهل الولايات المتحدة الأمريكية استنتاج تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، وتستند إلى المسؤولين أو المعلومات الاستخباراتية العارية من الصحة والأدلة، وتضخّم ما يسمي بـ”تسرّب الفيروس من معهد ووهان لعلم الفيروسات” بشكل عشوائي، إن هذه التصرفات غير علمية ولا أخلاقية، وتهدف إلى توجيه التهم غير المبررة ضد الصين، وصرف الأنظار للتستّر على حقيقة حالات الإصابة المبكرة والمختبرات البيولوجية المشبوهة لها.

هنا، أود أن أضرب بعض الأمثلة للأصدقاء.

أولا، حول مختبر فورت ديتريك البيولوجي الأمريكي. يعد مختبر فورت ديتريك معقلا للأنشطة البيولوجية العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية، وأبدى المجتمع الدولي والشعب الأمريكي انشغالاته بشأن الأنشطة غير القانونية وغير الشفافة وغير الآمنة فيها منذ زمان. يعد معهد القوات الأمريكية البرية للأمراض المعدية أبرز كيان في المختبر، ويعمل منذ فترة طويلة على البحث عن فيروسات كورونا وتحويلها. في يوليو/ تموز 2019م، تعرّض المعهد لحادث أمني خطير، وتم إغلاقه من قبل المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها لاحقا. وفي نفس الشهر، ظهرت حالات تنفسية للالتهاب الرئوي غير المبرر في دارين من رعاية المسنين بالقرب من مختبر فورت ديتريك، كما ظهر مرض الجهاز التنفسي غير المبرر في شمال ولاية فيرجينيا، وظهرت حالات إصابة الرئة المرتبطة بالسجائر الالكترونية على نطاق واسع في ولاية ويسكونسن. في سبتمبر/ أيلول 2019م، تضاعف عدد حالات إصابة الرئة المرتبطة بالسجائر الالكترونية في ولاية ماريلاند التي يقع مختبر فورت ديتريك فيها. وعلى الرغم من ذلك، أصرت الولايات المتحدة الأمريكية على رفض كشف أسباب إغلاق المختبر بحجة “الأمن القومي”. وحتى الآن، لا يزال مختبر فورت ديتريك يخزن عددًا كبيرًا من الفيروسات التي يشكل تهديدا خطيرا للأمن البشري، الناهيك عن التاريخ الأسود والنقاط المتسخة له والتي تثير قلق الناس. حتى الآن، وقع 25 مليون مواطن صيني على طلب مشترك لإجراء تحقيق شامل في مختبر فورت ديتريك، لكن الولايات المحتدة الأمريكية تتجاهل الأمر متظاهرة بالصمم، بل تستمر في تلفيق التهم ضد الصين وتشويه صورتها، وهدفها معروف ومشهود.

الثاني، حول “إصابة الرئة المرتبطة بالسجائر الإلكترونية”. من خلال المجلات الأكاديمية الدولية السائدة والمقالات الإعلامية، مثل ذا لانسيت، من الملاحظ أن هناك موجة غامضة وواسعة من “إصابة الرئة المرتبطة بالسجائر الإلكترونية” في الولايات المتحدة الأمريكية في صيف وخريف عام 2019، مرتبطة ارتباطا وثيقا بمختبر فورت ديتريك البيولوجي، كان “مشابها” جدا بجائحة كورونا المستجد لاحقا. وتجدر الإشارة إلى أن خبيرا صينيا بارزا يشارك في مكافحة  جائحة كورونا المستجد في ووهان، بعد مراجعة 60 ورقة بحثية تتعلق بحالات ” إصابة الرئة المرتبطة بالسجائر الإلكترونية ” في الولايات المتحدة الأمريكية ودراسة 250 صورة رئة ومعلومات إكلينيكية بعناية ودقة، ل142 مرضى إصابة الرئة المرتبطة بالسجائر الإلكترونية، وجد أن 16 حالة منها كانت من المرجح أن تكون حالات “مشتبه بها” لمرض كورونا المستجد، وتعتبر 5 منها ذات أعراض  وعلاج إكلينيكي كامل نسبيا “المشبوهة بدرجة وسطى” لكورونا المستجد . وكان 12 حالة منها ظهرت قبل عام 2020.

الثالث، حول الأستاذ باريك في جامعة نورث كارولينا المعروف باسم “صياد فيروسات كورونا” وتقنياته الخاصة بتعديل الفيروسات. وفقا لمجلة MIT Technology Review الأمريكية، يمتلك الأستاذ باريك تقنية تعديل أو حتى “اكتساب الوظيفة” لفيروسات كورونا من خلال “التقنيات الجينية العكسية”. في عام 2003، أظهرت ورقة نُشرت بمشاركة الأستاذ باريك قوة هذه التقنية من خلال إحياء فيروس سارس (SARS) بنجاح، ومنذ ذلك الحين، استخدمها الأستاذ باريك لجمع عينات من فيروسات كورونا المختلفة حول العالم للبحث. على سبيل المثال، في عام 2013، عندما حصلت الباحثة الصينية شي تشنغلي وفريقها في معهد ووهان لعلم الفيروسات على جينات العديد من فيروسات كورونا من كهف الخفافيش في مقاطعة يونان، بادر الأستاذ باريك إلى الاتصال بالسيدة شي للحصول على عينات من هذه فيروسات كورونا للبحث. وتقاسمت السيدة شي بالنتائج التي توصلت إليها بسخاء مع الأستاذ باريك، الذي استخدم بدوره تقنياته لتعديل الفيروسات لإنشاء فيروس كورونا جديد معدي بشري في مختبره في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه لم يقدم الفيروس المصطنع الذي خلقه لفريق شي. وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذ باريك له علاقات وثيقة مع مؤسستي الأبحاث في مختبر فورت ديتريك اللتين شاركتا في أبحاث الفيروسات عالية الخطورة وفيروسات كورونا، أي معهد البحوث الطبية للقوات الأمريكية البرية للأمراض المعدية و”مرفق الأبحاث المتكاملة ” التابع لـ المعهد الوطني الأمريكي للأمراض المعدية والحساسية. وفي مقابلة مع قناة التلفزيون الإيطالية الوطنية في سبتمبر 2020م، قال الأستاذ باريك إنه يستطيع تعديل الفيروس بشكل مصطنع “دون ترك أي أثر”. وفي الواقع، فقط من خلال تحقيق ما أجراه فريق باريك ومختبره، يمكن أن يوضح ما إذا كان هناك إمكانية لصنع فيروسات كورونا جديدة. فيمكن طرح سؤال: متى تدعو الولايات المتحدة الأمريكية منظمة الصحة العالمية للتحقيق في المختبر البيولوجي في جامعة نورث كارولينا؟

تعتبر الصين مثل باقي دول العالم ضحايا الجائحة، ونأمل جميعا في العثور على منشأ الفيروس في أسرع وقت ممكن، لوقف انتشار الوباء. لكن العمل على تتبع منشأ الفيروس لا يمكن “إيجاد الظلام تحت الضوء” أو إنشاء نقاط عمياء بشكل مفبرك، الناهيك عن تلفيق التهم واللجوء إلى “افتراض الذنب” سعيا وراء الأجندة السياسية، ها هو التوافق الواسع لدى المجتمع الدولي. إذا كان الجانب الأمريكي يهتم بمسألة تتبع المنشأ حقا، فيجب عليه الرد بشكل مباشر على شكوك المجتمع الدولي في أسرع وقت ممكن، ونشر البيانات عن حالات الإصابة المبكرة واختبارها، ودعوة خبراء منظمة الصحة العالمية للتحقيق في مختبر فورت ديتريك وأكثر من 200 مختبر بيولوجي أمريكي في الخارج وجامعة نورث كارولينا، بما يقدم للعالم شرحا واضحا يساعد على حل لغز الفيروس في أسرع وقت ممكن.

واستعراضا للتاريخ، بما فيه التحقيق الأممي  للأسلحة في العراق، أثق بأن الأصدقاء العرب يعرفون جيدا ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تفعل. ويقال إن كبار المسؤولين للإدارة الأمريكية يعتقدون أن “تحقيق تتبع المنشأ” ليس غاية في حد ذاتها، ودفع التحقيق أمر له أهمية كبيرة. وإن استمرار إثارة ” تتبع منشأ الفيروس” يمكن استنزاف الموارد الدبلوماسية الصينية، وزيادة أوراق المساومة الأمريكية مع الصين، والتحوط ضد النفوذ الصيني. بلا شك، يضرب هذا مثلا آخر لتجاهل الولايات المتحدة الأمريكية للعلم والحقائق وإصرارها على تسييس الجائحة ووصم الفيروس واستغلال مسألة تتبع المنشأ كأداة.

أبدى المجتمع الدولي رفضا واسعا للتلاعب السياسي الأمريكي بمسألة تتبع منشأ الفيروس. ولغاية الآن، أعرب ما يقارب من 80 دولة بما فيها فلسطين و سوريا واليمن والمغرب وليبيا وموريتانيا والسعودية وغيرها من الدول العربية عن مواقفها الداعمة لتقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، وتأكيدها على أن مسألة تتبع المنشأ مهمة علمية لا تقبل التسييس، وذلك عن طريق توجيه الرسائل إلى مدير عام منظمة الصحة العالمية أو إصدار البيانات أو إرسال المذكرات. ورفعت أكثر من 300 حزب ومنظمة اجتماعية ومؤسسة فكرية في أكثر من 100 دولة ومنطقة ”البيان المشترك“ إلى الأمانة العامة لمنظمة الصحة العالمية، داعية المنظمة إلى إجراء البحوث بشأن تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد على نحو موضوعي وعادل، وأعربت عن رفضها لتسييس مسألة تتبع المنشأ بشكل قاطع، بما فيها 49 حزبا سياسيا ومنظمة اجتماعية ومراكز الأبحاث في 13 دولة عربية، وحضر ممثلو العديد منها جلسة اليوم. يطيب لنا أن نعرب من صميم قلوبنا عن تقديرنا وشكرنا للأصدقاء، كما نأمل أن تمارس الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية ومراكز الأبحاث في الدول العربية تأثيرها في البلدان المختلفة، وتقدم لشعوبها الرؤية الصينية وموقفها بشأن مسألة تتبع منشأ الفيروس من خلال كتابة مقالات على مواقعها الرسمية أو في وسائل الإعلام  أو إجراء المقابلات أو نشر التغريدات، وذلك من أجل توضيح الحقيقة وفضح الأكاذيب والمؤامرات الأمريكية. وتحرص الصين على العمل مع الدول العربية وجميع الدول التي تتبنى موقفا عادلا على رفض محاولات تسييس مسألة تتبع منشأ الفيروس ووصم الفيروس ووضع علامة جغرافية عليه، لحماية للعدالة والإنصاف الدوليين. كما تحرص الصين على مواصلة تفعيل التعاون مع دول العالم عامة والدول العربية خاصة في مكافحة الجائحة، بما يقدم إسهامات إيجابية في التغلّب البشري على الجائحة في نهاية المطاف.

شكرا لكم!”

 

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.