موقع متخصص بالشؤون الصينية

من المخطط إلى الواقع، التعاون الصيني-الإفريقي يؤتي ثمارا غنية

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة خاصة: 

في قمة تاريخية قبل ثلاث سنوات، رسم الرئيس الصيني شي جين بينغ والزعماء الأفارقة مخططا طموحا للتعاون بين الصين وإفريقيا، حيث اقترح شي ثماني مبادرات رئيسية.

وبعد مرور ثلاث سنوات، نمت الصداقة والتعاون بين الصين وإفريقيا بشكل أعمق وأوثق، وتحولت تلك الخطة الكبرى إلى حقيقة، وأتت بثمار غنية في جميع أنحاء القارة الإفريقية.

ــ “إنه ميناء حديث حقا الآن”

إن ما مجموعه 5000 فرصة عمل وزيادة بنسبة 15 ضعفا في عائدات الجمارك تم توفيرها من خلال ميناء كريبي عميق المياه، وهو أول ميناء من نوعه في الكاميرون، حسبما قال آلان باتريك مبيلا أييسي، مدير التخطيط والبيئة في الميناء.

ويتم تشغيل الميناء، الذي أُنشئ في مارس 2018 عبر شركة ((تشاينا هاربور إنجينيرنج كومباني))، بشكل مشترك بين الصين وفرنسا والكاميرون، على أن تكتمل مرحلته الثانية في عام 2023.

وأضاف مبيلا أييسي “الكاميرون تسير على طريق التنمية السريع، والصين ترافقها”.

وبوجود الميناء، أصبحت كريبي مدينة مزدهرة وسط تزايد عدد السكان. “إنه ميناء حديث حقا الآن، وسيفيد الأجيال القادمة”، بحسب أرماند جواوادا، الذي انضم إلى شركة ((تشاينا هاربور إنجينيرنج كومباني)) منذ ثماني سنوات.

وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) “لقد بدأت بإدارة الموارد البشرية، وأصبحت الآن أعمل في الاستيراد والتصدير. وأشعر بارتياح تام في حياتي”.

ــ “نحن بحاجة إلى الخبرة الصينية كثيرا”

في عام 2017، وقع معهد شينجيانغ للإيكولوجيا والجغرافيا، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، مذكرة تفاهم مع الوكالة الإفريقية للجدار الأخضر العظيم، بشأن تعزيز البيئة الإيكولوجية في إفريقيا.

وتخطط مبادرة “الجدار الأخضر العظيم”، التي أطلقها الاتحاد الإفريقي عام 2007، لبناء حزام حماية يمتد لأكثر من 8000 كم عبر إفريقيا، من السنغال في الغرب إلى جيبوتي في الشرق، من أجل منع توسع الصحراء الكبرى جنوبا.

سافرت تشو نا، الباحثة المساعدة في معهد شينجيانغ للإيكولوجيا والجغرافيا، وزملاؤها ذهابا وإيابا بين صحراء تاكلاماكان والصحراء الكبرى لمشاركة تجربتهم مع الأفارقة.

وقالت إنها ترغب في “جلب تجربة الصين إلى الصحراء، وتعزيز التنمية الخضراء، وتحسين معيشة الأفارقة”.

وفي السنوات الأخيرة، اعتمدت هي وزملاؤها استراتيجيات مختلفة وفقا للظروف المحلية: تكنولوجيا التحكم وتثبيت الرمال المتحركة في موريتانيا؛ الاستعادة البيئية للأراضي العشبية الشجرية في إثيوبيا؛ والدعم الفني للإدارة المستدامة وحماية حزام الأمان في نيجيريا.

وأشاد محمد الحسين محمد، مدير الوكالة الوطنية للجدار الأخضر العظيم في موريتانيا، بالدعم الفني الصيني.

وقال “إن الصينيين يتقدمون في مكافحة التصحر. لقد حولوا الصحاري إلى غابات”.

وأضاف المدير “هنا في موريتانيا، نعاني من التصحر وقلة هطول الأمطار وتأثير تغير المناخ. لذلك، نحن بحاجة إلى الخبرة الصينية بشدة”.

ــ “لقد نجحت في الحصول على حياة كريمة”

وخلال حديثه بفخر عن التغييرات الدراماتيكية في حياته، قال المزارع ميلاجري أبيل ماسينجو “استبدلت الكوخ بمنزل خرساني، وأحضرت الأثاث والأجهزة المنزلية. لقد عشت حياة كريمة من خلال زراعة الأرز في وانباو”.

تقع مزرعة وانباو موزمبيق للأرز في منطقة شاي-شاي في مقاطعة جازا جنوبي موزمبيق، والتي يستثمر فيها صندوق التنمية الصيني-الأفريقي، لتكون أكبر مشروع صيني من نوعه في إفريقيا.

ومع وجود أراض شاسعة صالحة للزراعة ومناخ ملائم وموارد مياه وفيرة ودعم من الصين، من المقرر أن يغطي المشروع 20 ألف هكتار (20 كم مربعا).

وانضم ماسينجو، وهو واحد من بين أكثر من 500 مقاول، إلى مشروع وانباو قبل خمس سنوات من خلال التعاقد على هكتارين من الأرض. وقال إنه يستطيع مضاعفة الإنتاج على الأقل في الوقت الحاضر مع وجود التكنولوجيا الصينية.

“الحكومة الصينية تدعم موزمبيق وهذا المشروع عزز صداقتنا التقليدية”، حسبما قال داليلو لاتيفو، المدير الإقليمي للزراعة والتنمية الريفية في مقاطعة جازا.

وأضاف لاتيفو أن المشروع عزز بشكل فعال حيوية الإنتاج الزراعي المحلي وسيعزز بقوة التنمية الزراعية في موزمبيق.

ــ”أعتقد أن شبكة السكك الحديد في كينيا ستتحسن بشكل أفضل”

كانت كونسيليا أوير واحدة من أول سبع سائقات تم تعيينهن من قبل سكة حديد مومباسا-نيروبي القياسية في كينيا، وشهدت حفل افتتاح خط السكة الحديد.

بالنسبة لها، فإن تشغيل قاطرة تحت أنظار رئيس بلادها هو “أفضل ذكرى” في حياتها.

في مايو/ أيّار 2017، تم افتتاح خط سكة حديد مومباسا-نيروبي، الذي تم بناؤه وتشغيله بواسطة شركة الصين للطرق والجسور، رسميا أمام حركة المرور.

تربط هذه السكة الحديد بين مومباسا أكبر مدينة ساحلية في شرق إفريقيا، والعاصمة الكينية نيروبي، بطول إجمالي يبلغ حوالي 480 كم. وهو أول خط سكة حديد يتم بناؤه منذ استقلال كينيا، واختصر الرحلة بين المدينتين من 10 ساعات إلى خمس ساعات.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2019، تم الانتهاء من المرحلة الأولى من خط تمديد سكة حديد مومباسا-نيروبي وفتحها أمام حركة المرور.

لطالما كان امتلاك خط سكة حديد حديث حلم الشعب الكيني.

وقال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا خلال رحلة تجريبية إن هذه هي بداية التحول الذي سيخلق الوظائف والأمل والفرص والازدهار لجميع الكينيين.

وركضت أوير على سكة حديد مومباسا-نيروبي، لتركب أيضا “القطار السريع” في مسيرتها المهنية. تمت ترقيتها بنجاح إلى مدربة قيادة، مسؤولة عن تدريب الطلاب، كما تحسنت كفاءتها في اللغة الصينية.

وباعتباره مشروعا تاريخيا لتعاون الحزام والطريق بين الصين وكينيا، خلق خط سكة حديد مومباسا-نيروبي أكثر من 30 ألف فرصة عمل محلية خلال فترة البناء وحدها، وساهم بنسبة 1.5 نقطة مئوية في النمو الاقتصادي في كينيا.

وقالت أوير إنها تعتقد أن خط السكة الجديد سينشط صناعة الخدمات اللوجستية في كينيا وسيعزز التنمية الاقتصادية في شرق إفريقيا.

وأضافت “أعتقد أن شبكة السكك الحديد في كينيا ستتحسن بشكل أفضل في المستقبل مثل شبكة السكك الحديد في الصين”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.