الصين وكمبوديا تتفقان على تعزيز التعاون الثنائي
اتفق عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكمبودي براك سوخون هنا يوم (الأحد) على تعزيز التعاون بين البلدين.
وخلال اجتماع مع سوخون، قال وانغ إنه التقى سوخون وجها لوجه ثلاث مرات في أقل من عام واحد على الرغم من جائحة كوفيد-19، ما يدل تماما على الطبيعة المهمة والاستثنائية للعلاقات الثنائية.
العلاقات الصينية-الكمبودية، التي أقامتها ورعتها القيادات السابقة في البلدين، صمدت أمام الاختبارات والصعوبات وأصبحت صلبة في مواجهة التحديات على الساحة الدولية، وفقا لما قال وانغ.
وأوضح أنه وسط جائحة كوفيد-19، حافظت الصين وكمبوديا على الدعم المتبادل في جهودهما المتضافرة لمواجهة فيروس كورونا الجديد.
وأضاف أن البلدين، في مواجهة عالم متغير، يواجهان بشكل مشترك سياسات القوة والتنمر، ويحافظان على الإنصاف والعدالة الدوليين، والمصالح المشتركة لجميع الدول النامية.
وقال إن الصين ستواصل دعمها القوي لكمبوديا في حماية السيادة والكرامة الوطنيتين، ومكافحة كوفيد-19، وتنمية الاقتصاد، ولعب دور أكبر في الساحتين الإقليمية والدولية.
يتعين على الجانبين تنسيق التعاون الثنائي في جميع المجالات، وتعزيز التنمية رفيعة المستوى للعلاقات الصينية-الكمبودية.
ووعد وانغ بأن الصين ستواصل مساعدة كمبوديا في مكافحة تفشي كوفيد-19 من خلال توفير اللقاحات والمواد الأخرى.
وقال إن الصين ستزيد وارداتها من المنتجات الزراعية الكمبودية، ما يساعد على دفع التصنيع في كمبوديا قدما وتحولها الاقتصادي.
وأعرب عن أمله في أن تدخل اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وكمبوديا حيز التنفيذ في أقرب وقت، ما يوفر لكمبوديا القوة الدافعة للتعافي الاقتصادي.
كما حث وانغ الجانبين على تسريع بناء منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة، التي ستلعب دورًا محوريًا في بناء مجموعة استثمارية صناعية للمنطقة.
وقال عضو مجلس الدولة الصيني إن الصين حريصة على التشابك بين الممر التجاري البري-البحري الدولي الجديد وحزام التنمية الاقتصادية لانتسانغ-ميكونغ، للارتقاء بالعلاقات بين الصين وآسيان إلى مرحلة جديدة.
وأعرب سوخون عن تقديره لمساعدة الصين لكمبوديا في مكافحة تفشي كوفيد-19 وتطوير اقتصادها، قائلا إن الجانب الكمبودي يقدر بشدة نجاح الصين في السيطرة على الجائحة ودورها الرائد في التعاون الدولي لمكافحتها.
وأشار سوخون إلى أن كمبوديا، التي تدعم النهج العلمي لتتبع أصول فيروس كورونا، تعارض أي خطة لتسييس قضية تتبع الأصول.
وأوضح أن كمبوديا ستتمسك بشدة بمبدأ صين واحدة وستقف بحزم مع الصين في قضايا الشؤون الداخلية لها، مثل تلك المتعلقة بتايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ.
وأضاف أن كمبوديا ملتزمة بالعمل مع الصين لبناء مجتمع مصير مشترك للبلدين، معربا عن أمله في أن يعزز الجانبان التبادلات والتعاون في مختلف المجالات، منها التجارة والاستثمار والدفاع والأمن، وبناء منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة بشكل مشترك لتكون نموذجا مربحا للجانبين في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وأضاف أن كمبوديا تدعم بقوة التعددية وتنمية العلاقات بين آسيان والصين.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب اجتماعهما، قال المسؤولان الكبيران إنهما توصلا إلى توافق من ست نقاط فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية والتعاون.
أولا، تنفيذ التوافق الذي توصل إليه زعيما البلدين، ودعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية للجانبين.
ثانيا، الاستمرار في التعاون لمكافحة الجائحة والسعي للقضاء على “فجوة اللقاحات”. والمعارضة الشديدة لتسييس تتبع أصول فيروس كورونا والأفعال التي تؤدي إلى تخريب التعاون العالمي لمكافحة الجائحة.
ثالثا، البناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق. سيعمل الجانبان على تعزيز التعاون في مشروعات البنية التحتية والقدرة الإنتاجية وشبكات الجيل الخامس. ستسهل الصين على كمبوديا تسريع عملية التصنيع وزيادة الواردات من المنتجات الزراعية عالية الجودة من كمبوديا. كما ستنفذ الدولتان بثبات مشروعات كبيرة مثل المنطقة الاقتصادية الخاصة وطريق بنوم بنه-سيهانوكفيل السريعة.
رابعا، تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية. سيزيد الجانب الصيني من مساعداته في بناء المدارس والمستشفيات والطرق في كمبوديا.
خامسا، التعزيز المشترك لتعاون شرق آسيا والعلاقات بين الصين وآسيان نحو مستوى أعلى، وتسريع التكامل بين الممر التجاري البري-البحري الدولي الجديد وتطوير حزام التنمية الاقتصادية ميكونغ-لانتسانغ.
سادسا، دعم التنسيق ورفض سياسات القوة. سيكافح الجانبان أعمال التنمر وسيحافظان بشكل مشترك على السلام والاستقرار الإقليميين وكذلك النزاهة والعدالة في المجتمع الدولي.
وشدد وانغ في المؤتمر الصحفي أيضا على أن الإرهاب هو العدو المشترك للبشرية وأن محاربة الإرهاب تتطلب جهودا متضافرة من المجتمع الدولي.
يتعين على جميع دول العالم أن تتكاتف لحماية النظام الدولي، القائم على القانون الدولي، وفي القلب منه الأمم المتحدة، وفقا لما قال وانغ.