موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعزيز التعاون والتضامن لمواجهة الصدمات وتحقيق التنمية والسلام: كلمة الرئيس الصيني شي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

0

ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة عبر رابط الفيديو في المناقشة العامة للدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، أدلى فيها بتصريحات عديدة حثّ من خلالها على التعاون والتضامن لإدارة العلاقات الدولية.

فحول التطورات الأخيرة الّتي طالت كوفيد-19، إقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ “مبادرة تنمية عالمية” لتوجيه التنمية العالمية نحو مرحلة جديدة من النمو المتوازن والمنسق والشامل، في مواجهة الصدمات الشديدة الناجمة عن هذا الفيروس.
و قال إنّنا بحاجة إلى تعزيز الاستجابة العالمية المنسقة لمرض كوفيد-19 وتقليل مخاطر انتقال الفيروس عبر الحدود إلى الحد الأدنى.
وأضاف أنّه يتعيّن علينا التغلّب على مرض كوفيد-19 والفوز في هذه المعركة الحاسمة ذات الأهميّة البالغة لمستقبل البشرية، فتاريخ الحضارة العالمية هو أيضاً تاريخ من مكافحة الأوبئة، وفي مواجهة التحديات، خرجت الإنسانيّة دائماً منتصرة وحقّقت قدراً أكبر من التنمية والتقدم، وقد تبدو الجائحة الحالية شديدة، بيد أنَنا نحن البشر سنتغلَب عليها وننتصر بالتأكيد.
وبالنسبة للصين فهي ستواصل دعمها عمليّة تتبع أصول كوفيد-19 العالميّة القائمة على العلم، والمشاركة فيها، وتعارض بشدة المناورات السياسيّة بأي شكل من الأشكال. كما أكّد أنّ بلاده ستسعى جاهدة لتوفير ملياري جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا للعالم بحلول نهاية هذا العام.

وحول قضية الأمم المتّحدة قال الرئيس الصيني، أنّ الصين ستقدّم إسهامات جديدة وأكبر لتعزيز هذه القضيّة النبيلة، وبوصفه إستعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة بالحدث التاريخي، صرّح أنّ الصين ستحتفل رسميّاً بالذكرى الخمسين لهذه المناسبة.
كما قال شي:أنّه “يوجد في العالم منظومة دوليّة واحدة فقط، هي المنظومة الدولية التي تمثّل الأمم المتحدة القلب منها، وهناك نظام دولي واحد فقط، هو النظام الدولي القائم على القانون الدولي، وهناك مجموعة واحدة من القواعد، هي القواعد الأساسيّة الحاكمة للعلاقات الدولية، الّتي تقوم على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.”
وفي حديثه عن الأمم المتّحدة أيضاً، دعا الرئيس الصيني، هذه المنظّمة إلى الالتزام بضمان استقرار النظام الدولي، وزيادة تمثيل الدول النامية وآرائها في الشؤون الدولية، والمبادرة بتعزيز الديمقراطية وسيادة القانون في العلاقات الدوليّة، وتعزيز العمل المتوازن في مجالات الأمن والتنمية وحقوق الإنسان، وكذلك أوضح أنّه يتعين عليها رفع راية التعددية الحقيقية عالياً، فيجب أن تكون هذه المنظّمة منصة مركزية تشترك من خلالها الدول في حماية الأمن العالمي، وتشاطُر إنجازات التنمية، ورسم مسار مستقبل العالم.
وفيما يتعلّق بالصين، فهي تبني دائماً السلام العالمي، وتساهم في تحقيق التنمية العالمية، وتدافع عن النظام الدولي، وتوفر المنافع العامة، وبالتالي هي ستواصل توفير فرص جديدة للعالم عبر تنميتها الجديدة.
وقال أيضاً أنّ الإجابة على أسئلة العصر وإتّخاذ خيار تاريخي بثقة وشجاعة وإحساس بالمسؤولية، مهمّة تقع على عاتق كل رجل دولة مسؤول .

وبالنسبة للتنمية العالمية، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بناء مجتمع مستقبل مشترك للتنمية العالميّة، وكذلك دعا إلى تعزيز شراكات إنمائيّة عالميّة أكثر إنصافاً وتوازناً، وإقامة تضافر أكبر بين عمليّات التعاون الإنمائي متعددة الأطراف، وتسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، ودعا إلى
و شدّد على أنّه يتعيّن علينا حماية وتحسين سبل معيشة الشعوب، والاهتمام بالإحتياجات الخاصّة للبلدان النامية، وحماية وتعزيز حقوق الإنسان من خلال التنمية، كما يجب علينا تنشيط الاقتصاد والسعي إلى تحقيق تنمية عالميّة أكثر قوة واخضراراً وتوازناً.
والصين بدورها، تعتزم تعزيز دعم الدول النامية الأخرى في تطوير طاقة خضراء ومنخفضة الكربون، كما تعتزم ألّا تبني مشروعات طاقة جديدة تعمل بالفحم في الخارج.

وفي تناوله لموضوع السلام العالمي قال الرئيس شي أنّ الشعب الصيني إعتنق دائماً رؤية قائمة على السلام والوئام والتناغم، وسعى جاهداً لتحقيقها، وأضاف أنّه يتعيّن خلق عالم للسلام والتنمية يحتضن الحضارات بمختلف أشكالها، ويستوعب مسارات متنوعة للتحديث.
وقال أيضاً أنّنا بحاجة إلى إنتهاج الحوار والشمول بدلاً من المواجهة والإقصاء، فنحن نحتاج إلى بناء نمط جديد من العلاقات الدولية على أساس الاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجميع، وبذل قصارى جهدنا لتوسيع مساحة تقارب مصالحنا وتحقيق أكبر تضافر ممكن، فدعا دول العالم إلى رفض ممارسة تشكيل دوائر صغيرة أو ألعاب محصلتها صفرية، و في إشارته إلى الصين صرّح أنّها لم تغز البلدان الأخرى أو تتنمر عليها، ولن تفعل ذلك، ولن تسعى للهيمنة.
وبالنسبة للديمقراطية فهي ليست حقاً خاصاً مقصوراً على دولة بعينها، ولكنّها حق تتمتّع به شعوب جميع دول العالم، وكذلك نجاح بلد ما لا يعني بالضرورة فشل بلد آخر، وإنّ العالم كبير بما يكفي لاستيعاب التنمية المشتركة والتقدم لجميع الدول، فالتدخل العسكري من الخارج وما يسمّى بالتحوّل الديمقراطي، لا يترتّب عليهما سوى الضرر.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.