موقع متخصص بالشؤون الصينية

رؤية صينية: تقليد الصين لن يٌنجح سياسة البنية التحتية في أمريكا

0

صحيفة الشعب الصينية-

تعليقات الشعب:

أقر مجلس النواب الأمريكي في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، مشروع قانون البنية التحتية الذي تقدّم به الحزبان الديمقراطي والجمهوري بقيمة 1.2 تريليون دولار. وصف بايدن هذا القرار بأنه خطوة فارقة. وأكد أن هذا المشروع القانوني يحظي بتأييد مختلف الأحزاب، ويضع الولايات المتحدة على طريق الفوز في المنافسة الإقتصادية للقرن الحادي والعشرين مع الصين والقوى العالمية الأخرى.

وحول هذ الموضوع، نشرت صحيفة غلوبال تايمز افتتاحية قالت فيها إن هذا القانون لن يستطيع حل مشاكل الولايات المتحدة، كما لايمكنه أن يمنح الولايات المتحدة حيوية المنافسة مع الصين في مجال مشاريع البنية التحتية الكبرى. وأشار التعليق إلى أن معظم المشاريع السابقة في مجال البنية التحتية في الولايات المتحدة تم الترويج لها من قبل القطاع الخاص. بينما أخذت حكومة الولايات المتحدة في الوقت الحالي زمام المبادرة “الاقتصاد المخطط” على الطريقة الأمريكية. حيث تطمح ادارة بايدن إلى إجراء تعديل في ديناميات الإقتصاد الأمريكي بمايدعم مشاريع البنية التحتية. لكن مع ذلك، تبقى فرص تنفيذ هذه الخطة بكفاءة عالية ضئيلة نسبيا.‌

بعد تقليص ميزانية المشروع بشكل كبير، قبل بعض الجمهوريين بالتصويت على هذا المشروع، لكن التأييد الإجمالي الذي حصل عليه بالكاد تجاوز النصف. كما صوّت ضده بعض الديمقراطيين، وهو مايعكس بأن الدعم الذي يحظى به داخل الولايات المتحدة ليس عاليا. في ذات الوقت، لم يحصل مشروع قانون المناخ والخدمات الاجتماعية الذي روّج له بايدن بقيمة 1.75 تريليون دولار أمريكي على الدعم إلى حد الآن.

هناك بعض البنى التحتية في الولايات المتحدة التي ترهلت بفعل الزمن مقارنة بالصين، لكن يبقى من إجراء مثل هذه المقارنة المطلقة بين البلدين. فقد قامت الصين بإنشاء العديد من البنى التحتية الحديثة، لذلك من الطبيعي أن تكون أكثر تقدما في هذا المجال. ومن ناحية أخرى، يعيش في الصين عدد كبير من السكان، ولذلك فإن معدل استخدام البنية التحتية مرتفع للغاية، وهومايجعل العائد من تطوير البنية التحتية مرتفع نسبيا. مثل السكك الحديدية والطرق السريعة.

يأتي جزء كبير من أزمة البنية التحتية الأمريكية من المقارنة مع الصين، فبعض النخب السياسية الأمريكية تعتقد أن كل شيء في الولايات المتحدة يجب أن يكون الأكثر تقدمًا في العالم، ولايمكن السماح للصين بالقيادة في أي مجال، وهو مايجعلهم يقعون في فخ الغطرسة. وفي ظل تيار العولمة، أصبح تقارب مستويات التنمية اتجاها عريضا لمختلف دول العالم. وتنبع معظم مشاكل الولايات المتحدة، بما في ذلك عقلية الحرب الباردة التي تتعامل بها تجاه الصين، من حقيقة أنها لا ترى الدول الأخرى تتحسن.

تعتمد الصين نموذجا تقوده الحكومة لتعزيز الإنشاء في مجال البنية التحتية واستخدام الموارد المختلفة بشكل أكثر كفاءة. كما تعمل الحكومة الأمريكية في الوقت الحالي على قيادة مشاريع البنية التحتية، وهومايمثل تقليدا غير فعال للصين، لايتلائم مع الوضع الأمريكي وحاجيات السوق. ولن تتمكن مشاريع البنية التحتية باهظة التكلفة من تحقيق عائد من مصادر الضرائب الجديدة، وستدفع الولايات المتحدة نحو من الازدهار الظاهري الذي يتم الحفاظ عليه من خلال سياسات التيسير الكمي والطباعة المفرطة للأموال.

يبقى الاعتماد على مشاريع القوانين التحفيزية لحل مشكلة ضعف التنافسية في الولايات المتحدة هو خطوة غير واقعية. فأمريكا لديها نقاط قوتها الخاصة، وإذا أرادت أن تأخذ جميع نقاط قوة الصين، فعليها أن تنظر إلى الطريقة التي حققت بها الصين ذلك. فقد قامت الصين بتعبئة كل جهود المجتمع من أجل إنشاء مشاريع البنية التحتية على نطاق واسع، وهذا شيء لايمكن للساسة الأمريكيين تقليده بسهولة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.