الشركات الصينية تقدم مساهماتها لمساعدة قطر في إستضافة مونديال إستثنائي ومستدام العام 2022
وكالة أنباء شينخوا-
مقالة :
تلعب الشركات الصينية دورا بارزا في مساعدة قطر على إنجاح بطولة كأس العالم ” فيفا قطر 2022″، لتكون بطولة مميزة من ناحية ملاعبها المونديالية ومستدامة تحافظ على البيئة كأحد الركائز الأساسية للخطط الاستراتيجية الخاصة باستضافة البلاد لأول بطولة كأس عالم محايدة الكربون.
ويعد استاد لوسيل، أيقونة ملاعب كأس العالم في قطر، وحافلات الطاقة الجديدة والنقل الكهربائي مثال على التعاون الصيني – القطري والدور الذي تساهم به الشركات الصينية كي تحقق قطر غايتها في استضافة بطولة استثنائية.
وأكدت المديرة التنفيذية لإدارة الاتصال باللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية فاطمة النعيمي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن استاد لوسيل الملعب الرئيسي لمونديال قطر 2022 الذي شيدته شركة صينية هو ملعب استثنائي بالنسبة للبلاد.
وأوضحت النعيمي أن الاستاد ليس فريدا في التصميم فحسب، بل إن حجمه الهائل وواجهته الذهبية اللامعة ستجعله يبدو كعمل فني، وسيحتضن أحداثا مهمة مثل مباريات الدور نصف النهائي والنهائي ومراسم اختتام المونديال.
وذكرت أن مقاول هذا الاستاد يعد شركة من أفضل الشركات في الصين، ما يجعل مشروع الاستاد يتمتع بضمان الجودة.
وقالت النعيمي “نحن ننخرط في شراكة مع واحدة من كبريات الشركات الصينية لبناء واحد من أضخم ملاعبنا المونديالية الذي سيستضيف نهائي البطولة، استاد لوسيل”.
وتابعت “استاد لوسيل مختلف بالنسبة لنا، إنه مختلف عن باقي ملاعبنا لأن له خصائص فريدة من ناحية التصميم”، حيث يتزين الاستاد المصمم على شكل وعاء تقليدي مستوحى من التراث العربي، بزخارف فائقة الدقة والبراعة إلى جانب نقوش متموجة وفريدة، ما يعكس روعة التصميم وتفرده.
وسيجذب هذا التصميم الأنيق الذي يتميز به الاستاد أنظار المشجعين وعشاق الرياضة، وقد أعربت النعيمي عن حماستها لافتتاحه وتدشينه مضيفة “نحن لا نستطيع الانتظار حتى نرى 1.2 مليون من المشجعين يأتون لحضور البطولة التي تقام لأول مرة في العالم العربي وفي الشرق الأوسط وللمرة الثانية في قارة آسيا”.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2016، فازت (مجموعة شركة سكك الحديد الصينية الدولية المحدودة) بمناقصة بناء استاد لوسيل بإجمالي 2.8 مليار قطري، والذي كان يقارب 5.17 مليار يوان صيني في ذلك الوقت.
وقال مدير مشروع استاد لوسيل التابع للشركة الصينية ليو دا وي لـ ((شينخوا)) “يمثل هذا المشروع المرة الأولى التي تتولى فيها شركة صينية مشروع الاستاد الرئيسي لبطولة كأس العالم كمقاول عام”.
وأضاف ليو أن هذا الاستاد هو حاليا أحد أكبر الملاعب وأكثرها تقدما من الناحية التكنولوجية قيد الإنشاء في العالم، إذ أنه يمكن أن يتسع لأكثر من 92 ألف متفرج، بزيادة ألف مقعد عن استاد “عش الطائر” في الصين.
وكشف أن إجمالي كمية الفولاذ المستخدم في الهيكل الفولاذي تعادل ثلاثة أبراج مثل برج “إيفل” في فرنسا، كما أن التصميم والبناء يتوافق مع أحدث المعايير الدولية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وأوروبا والولايات المتحدة.
بدوره، ذكر نائب مدير المشروع المسؤول عن التكنولوجيا هوانغ تاو روي لـ ((شينخوا)) أن واجهة الاستاد يتوجها سقف يمثل أحدث ما توصلت إليه التقنيات في مجالي الفن المعماري والمقاولات، ويعد السقف أكبر هيكل فولاذي والأكثر تعقيدا إذ يتألف من شبكة تضم نحو ألفي كابل فولاذي يدعم 53 ألف متر مربع من مساحة السقف الذي يشبه الماس الفريد.
وقد صنع السقف من مواد اختيرت بعناية، بحيث ينشر الظل في أنحاء الاستاد لكنه يسمح في الوقت ذاته بتسلل القدر الملائم من ضوء الشمس إلى أرضية الملعب، بهدف تخفيف الأحمال عن أنظمة تبريد الهواء في الاستاد.
ولفت هوانغ إلى أنه تم تصميم الاستاد بالكامل وتركيبه بنظام تهوية للتكييف باستخدام تقنية المحاكاة الرقمية، حتى في فصل الصيف الحار في قطر، ما يزال بالإمكان التحكم بدرجة الحرارة في الملعب في نطاق درجتين مئويتين زيادة أو نقصانا لضمان راحة الجماهير واللاعبين.
وأصبح استاد لوسيل بإطلالته الأنيقة والجريئة من المعالم البارزة في قطر والتي يفخر بها شعب البلاد، فقد طرح مصرف قطر المركزي في 18 ديسمبر/ كانون الأول العام 2020 الإصدار الخامس من الأوراق النقدية، وتم تضمين صورة الاستاد في النسخة الجديدة من الأوراق النقدية فئة 10 ريالات قطرية، لتكون المرة الأولى التي تظهر فيها صورة معلم بنته الصين على العملة القطرية.
وقال رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني عند تفقد مشروع استاد لوسيل في مارس/ آذار هذا العام إن مشروع استاد لوسيل ليس مرفقا رئيسا لكأس العالم 2022 فحسب، بل يعد أيضا مشروعا تاريخيا للتعاون العملي بين الصين ودولة قطر.
ومن المعروف أن استضافة أول بطولة كأس عالم محايدة الكربون هي التزام قطر تجاه العالم، وتساهم الشركات الصينية بجل جهودها في أن تفي الدوحة بهذا الالتزام.
وفي هذا الصدد، قال هوانغ تاو روي إن مفهوم حماية البيئة الخضراء يمر عبر عملية متكاملة من مرحلة التصميم إلى مرحلة بناء استاد لوسيل، موضحا أنه في مرحلة التصميم استخدمت في تنفيذ المشروع تقنيات رائدة كتقنية النانو في العزل الحراري، واستخدام المياه في تكنولوجيا تكييف الهواء، وتقنية إعادة تدوير مياه الأمطار.
وأفاد بأن هناك أيضا تقنية الري بالتنقيط والاستخدام المكثف للمواد القابلة لإعادة التدوير وإعادة تدوير مخلفات أعمال الإنشاء ما يجعل من استاد لوسيل أحد الملاعب الأكثر توفيرا للطاقة والصديقة للبيئة في العالم، حيث حصل على المستوى البلاتيني في شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة (جي ساس) المعين من قبل نظام تقييم المباني الخضراء للفيفا، وهو أعلى مستوى لشهادة من فئة 5 نجوم.
من ناحية أخرى، ساهمت حافلات الطاقة الجديدة التي قدمتها الشركات الصينية في تحقيق المفهوم الأخضر منخفض الكربون لكأس العالم في قطر، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وقعت شركة (يوتونغ) المحدودة والمؤسسة الوطنية القطرية للنقل اتفاقية خدمة توريد المركبات لكأس العالم 2022، وبموجب الاتفاقية ستزود شركة (يوتونغ) قطر بـ 1002 مركبة خاصة للمونديال، بينها 741 حافلة كهربائية.
كما وقع الطرفان اتفاقية إطارية بشأن إنشاء مصنع لتجميع الحافلات الكهربائية في المنطقة الحرة في قطر، من المتوقع أن يصل إنتاجه السنوي عند اكتماله إلى ما يتراوح بين 500 إلى ألف حافلة تعمل بالطاقة الجديدة، وذلك بهدف تسريع عملية تصنيع السيارات في قطر بدعم التقنيات العالية للشركات الصينية وخدمة استراتيجية استخدام المركبات الصديقة للبيئة للدولة، وتحفيز تطور صناعة السيارات القطرية بشكل عام فضلا عن تعزيز حماية البيئة في البلاد.
ومن المخطط بعد نهاية المونديال أن يتم تشغيل هذه الحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة كحافلات عادية، حيث سيتم استبدال 25 بالمائة من حافلات الركاب العادية في قطر بحافلات كهربائية بحلول نهاية العام 2022، أما بحلول العام 2030 فسيتم تعليق عمل جميع الحافلات العادية البالغ عددها 4 آلاف في قطر واستبدالها بحافلات كهربائية.
وقالت النعيمي “لقد قلنا دائما أن هذه النسخة من كأس العالم ستكون نسخة مستدامة وأكثر ابتكارا، وكجزء من التزامنا بنسخة محايدة الكربون في هذا المونديال فنحن بحاجة لخفض البصمة الكربونية، وهذه الحافلات التي توفرها الشركات الصينية تساعدنا كثيرا في الوفاء بالتزامنا بالاستدامة”.
وأضافت “نحن سنستخدم هذه الحافلات للمرة الأولى وستكون إرثا للبلاد وإلى جانب مساهمتها في الوفاء بالاستدامة وخفض الانبعاثات، ستساهم في رؤيتنا الوطنية فيما يتعلق بالحلول البيئية والتنمية في بلادنا”.