موقع متخصص بالشؤون الصينية

سفير دولة قطر لدى الصين: العلاقات القطرية-الصينية حققت طفرة كبيرة في ظل التحديات الحالية التي يمر بها العالم

0

أكد محمد بن عبدالله الدهيمي، سفير دولة قطر لدى جمهورية الصين الشعبية أن دولة قطر تخطو بثبات نحو مستقبل أكثر تطورا وازدهارا وتسعى دائما إلى توطيد علاقاتها الخارجية، وتعزيز علاقتنا مع جمهورية الصين الشعبية، حيث قدم البلدان نموذجا للتعاون يُحتذى به من خلال التعاون لمكافحة جائحة كوفيد-19، وأثبت البلدان قدرة هامة في التعاون والتصدي لهذه الجائحة وتقديم المساعدات لمختلف دول العالم، لتجسد هذه العلاقات مثالا للصديق وقت الضيق.

وقال السفير محمد بن عبدالله الدهيمي، بمناسبة احتفال دولة قطر باليوم الوطني يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إن هذا العام مميز، فالبلدان على أبواب انطلاق العرس الرياضي من خلال استضافة دولة قطر لكأس العالم لكرة القدم في دولة قطر وأيضا احتضان الصين للألعاب الأولمبية الشتوية في 2022.

كما أشار إلى أن احتفالات دولة قطر بالعيد الوطني هذا العام تأتي تحت شعار “مرابع الأجداد…أمانة” والذي يعني باللغة الصينية 一寸山河一寸心، ويمثل شعار هذا العام فرصة للتعريف بحياة القطريين الذين يرتبطون ببيئتهم ارتباطا وثيقا منذ القديم، فيها تربّوا وبخصائصها تأثروا، فتعايشوا مع طبيعتها بحرا وبرّا، في جميع مواسمها، وسبروها حتّى شكّلت جزءا مهمّا ومؤثّرا في تعزيز هويتهم.

وحول العلاقات القطرية ـ الصينية، قال السفير، إن العلاقات القطرية-الصينية تمضي بخطوات ثابتة وراسخة في كافة المجالات تحت رعاية خاصة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطرو شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية. حيث نقلت زيارة الأمير إلى الصين في 2014 العلاقات الثنائية بين البلدين إلى شراكة تعاون استراتيجي، ثم تواصل تعميق هذه العلاقة المتميزة بالزيارة الثانية لسموه في 2019، إثرها تم تعزيز العلاقات القائمة على التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة والغاز وإيجاد فرص جديدة للاستثمارات في قطاع المال والأعمال والبنية التحتية وتعزيز مبادرة “الحزام والطريق”.

وأكد السفير أنه رغم تداعيات وباء كوفيد-19، إلا أن العلاقات بقيت صامدة بل وسجلت تقدما ملموسا في العديد من المجالات، حيث شهد عام 2021 زيارتين مهمتين لكبار المسؤولين الصينيين، أولهما كانت في فبراير 2021 وهي زيارة يانغ جيه تشي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب، والثانية هي زيارة وانغ يي، عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني إلى الدوحة في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وقد تعهد البلدان خلال الزيارتين بتعزيز العلاقات الثنائية عبر توسيع التعاون الاستراتيجي.

كما أكد السفير على التطور الكبير الذي يشهده التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين، حيث قال إن العلاقات الثنائية القطرية-الصينية حققت طفرة كبيرة في ظل التحديات الحالية التي يمر بها العالم، وذلك من خلال التوقيع على اتفاقيات بين البلدين، وتعزيز التعاون التجاري بينهما. وعلى سبيل المثال وقعت شركة قطر للطاقة أربع اتفاقيات مع الجانب الصيني وهي: أولا اتفاقية شراء وبيع طويلة الأمد مع شركة الصين للنفط والكيماويات في مارس 2021 لمدة 10 سنوات. ثانيا، اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد مع شركة “CNOOC” لتجارة وتسويق الغاز والطاقة المحدودة التابعة لشركة الصين الوطنية للنفط البحري في سبتمبر 2021 وذلك لمدة 15 عاما. ثالثا، اتفاقية بين شركة “راس لفان للغاز الطبيعي المسال المحدودة” التابعة لقطر للطاقة مع مجموعة “غوانغ دونغ للطاقة المحدودة” وذلك في اتفاقية في ديسمبر 2021 لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى الصين لمدة 10 أعوام. رابعا، اتفاقية في ديسمبر/ كانون الأول 2021 بين شركة قطر للغاز المسال المحدودة وشركة (S&T ) الدولية حول بيع وشراء طويلة الأمد لمدة 15 سنة. مضيفا، أنه في عام 2020 ورغم الانتشار الواسع لفيروس كورونا وحدوث اختناقات دولية في سلاسل التوريد فقد حافظ التبادل التجاري القطري الصيني على مستوياته السنوية محققا 11مليار دولار مقارنة بعام 2019، ومع دخول عام 2021 ازداد زخم العلاقات التجارية محققا رقما جديدا مقارنة بالأعوام السابقة ولنفس الفترة، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حتى نهاية الربع الثالث من عام 2021 ما يزيد عن 13 مليار دولار. وبالنسبة لمجال الاستثمارات، فإن دولة قطر تشجع على استقطاب المزيد من الاستثمارات الصينية، وخاصة بعد نجاح الشركات الصينية المتواجدة في قطر ودخول مشروع خزانات المياه القطري بمساهمة شركة صينية إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية، حيث شاركت في بنائه مجموعة (قه تشو با) الصينية للطاقة والإنشاءات، وهو ما يمثل علامة فارقة أخرى في مسيرة التعاون بين البلدين. بالإضافة إلى تميز مجموعة الشركة الصينية الدولية لإنشاء السكك الحديدية المحدودة في بناء ملعب لوسيل بمساحة إجمالية تبلغ 190 ألف مترا مربعا، ونظرا لأهمية هذا التعاون في البنية التحتية ومنشآت كأس العالم في دولة قطر، فقد أشادت دولة قطر بهذا التعاون من خلال طباعة صورة هذا المعلم الذي “صنع بأيادي صينية” على إحدى الأوراق النقدية الجديدة في دولة قطر.

وفي الختام، قال السفير إن التعاون القطري-الصيني تميز بزخمه رغم كل الصعوبات التي يمر بها العالم وهو دليل على الثقة المتبادلة بين البلدين، ونتطلع إلى زيادة الاستثمارات بين الجانبين وجلب المزيد من الشركات الصينية إلى دولة قطر وكذلك دخول المستثمرين القطريين إلى السوق الصينية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.