صوت روسيا:
“يوروغيدون” على مبدأ القول “أرماغيدون” تعني الكلمة انهيار النظام الإقتصادي الأوروبي، و يحدث ذلك في وقت قريب، حسب توقعات الخبراء الإقتصاديون في شركة الدراسات الإقتصادية “دولويت – أسيس إكانومس” الأسترالية، فتكف أوروبا عن تداول اليورو عام 2012 م. و يخفض الإتحاد الأوروبي قدر الإمكان الطلب على السلع و المواد الخام، ما يؤدي إلى ركود عام، و هذا يضرب بالدرجة الأولى الإقتصاد الصيني، فالصين أكبر المصدرين لأوروبا، حسب رأي هؤلاء الخبراء ردود فعل السلطات الأوروبية على المواجهات المطروحة ليست بالمستوى المطلوب.
ظهر مصطلح “يوروغيدون” في نهاية العام الماضي، عندما أصبحت مشكلات الإتحاد الأوروبي تتالى كانهيارات ثلجية جبلية، و راح زعماء الإتحاد الأوروبي يعقدون المؤتمر تلو الآخر، و يخرج ماريو دراغي رئيس البنك الأوروبي المركزي بتصريح جديد كل أسبوع تقريبا، بينما تتابع وكالات و شركات التقييم الإقتصادي التخفيض بكل برودة أعصاب من مستويات الدول أعضاء الإتحاد الأوروبي، و في لحظة ما لم تعد الأسواق العالمية تعكس تداعيات التوقعات السيئة، و أصبح الركود الفظيع القادم نهاية لا مفر منها، هذا ما سماه كتاب الإنترنيت الإقتصاديون “يوروغيدون”، فليس من الغريب أن ينتشر في الوسط الإقتصادي هذا التعريف المشابه لمصطلح مأساوي سابق، كما يقول الإقتصادي دينيس بَرَبانَف في حديثه مع مراسلنا:
“يتوقع الكثير من الخبراء هذه النهاية، و لا أعتقد أن الأمر متعلق بخبرة من يتوقع و إنما يصدق الجميع أكثر التوقعات مأساوية، و هدف مثل هذا التخويف تحذير المستثمرين، و الدعاية بشكل عام”.
و يوافق على هذا الرأي الإقتصادي دميتري تراتاس فيقول:
” التسمية طبعا جميلة جدا، و يجب أن نشكر من اخترعها لهذه العملية الدعائية الناجحة، أما الشركة الأسترالية التي كانت معروفة لعدد محدود من المختصين فقد اشتهرت في لحظة واحدة، و في هذا تكمن العملية الدعائية الناجحة”.
حسب التوقعات يقع النظام الإقتصادي الأوروبي في حالة توازن مجرد و يعمل حتى الآن، و لكن الفوضى يمكن أن تبدأ بشكل مفاجئ و السبب فيها غير معروف، و لكن المؤشرات تقول أن مصير اليورو سيتضح قبل نهاية هذا العام، و نذكر بأن هذه التصريحات جاءت على لسان أكثر الإقتصاديين تأثيرا بمن فيهم المسؤولين الأوروبيين في العام الماضي، ويشير خبراء شركة “دولويت – أسيس إكانومس” إلى أنه من أجل تجنب الإنهيار على السلطات الأوروبية خفض الدين الحكومي، ورفع الضرائب الأساسية، نذكر هنا إلى أن كريستين لَغارد مدير صندوق النقد الدولي صرحت عن عدم وجود مخرج أمام دول منطقة اليورو عدا التقليص الكبير للنفقات الحكومية، بيد أن دينيس بَربانَف يعتقد أن هذاالمنهج يبقى محدودا:
“ترتبط معظم الديون الأوروبية ببعضها البعض و هناك أكثر من 50 % من هذه الدول تتقاطع ديونها هذا أولا، و ثانيا لا تعتبر قضية الديون القضية الأساسية اليوم، و إنما يبقى السبب في التسارع المتناقص للنمو الإقتصادي، و إذا ما استمرت هذه الدول بمحاولاتها في معالجة العجز الإقتصادي سيؤدي بهم الحال إلى ما يسمى بالوقوع في الديون اللولبية، تقليص النفقات الحكومية يسبب انخفاض في مستوى النمو إلى ذلك المستوى التي تجد فيه البلاد نفسها في ركود اقتصادي تام”.
حسب نظرية شركة “دولويت أسيس إكانومس” سيبدي “اليوروغيدون” أترا كبيرا على الصين، إذ سيغلق الركود الأوروبي أسواقها، ما يؤدي إلى ظهور أزمة ديون داخل البلاد، ففي هذه الظروف يعتبر النموذج الإقتصادي الصيني الأكثر تعرضا للضرر، كما تقول الخبيرة المالية يلينا تُرجانسكَيه:
“هناك مشكلات عديدة في الإقتصاد الصيني نفسه، فإذا لم تتخذ الصين الآن خطوات سريعة لزيادة طلب الأسوق الداخلية ستكون النتائج سيئة جدا، أعتقد أن جميع الإقتصادات العالمية ستعاني من الأزمة سواء الرائدة منها أو النامية”.
