الصين تسرع مشروع نقل موارد الحوسبة من الشرق إلى الغرب
منذ وقت ليس ببعيد، أصدر مجلس الدولة الصيني “الخطة الخمسية الرابعة عشرة لتنمية الاقتصاد الرقمي”، مشيرًا إلى أنه خلال فترة “الخطة الخمسية الرابعة عشرة”، تحول الاقتصاد الرقمي الصيني إلى مرحلة جديدة من تعميق التطبيق والتنمية المنظمة والمشاركة الشاملة، واقترح “الاسراع في تنفيذ مشروع نقل الحوسبة من الشرق إلى الغرب”.
وفقًا لمطلعين على الصناعة، فإن ما يسمى بـ “نقل الحوسبة من الشرق إلى الغرب” يشير إلى إنشاء نظام شبكة حوسبة جديد لنقل الطلب على طاقة الحوسبة في شرق الصين وكمية كبيرة من بيانات الإنتاج والمعيشة إلى المنطقة الغربية من أجل التخزين والحساب وردود الفعل، وسيساعد إنشاء مراكز حوسبة وطنية في المنطقة الغربية على تحسين التخطيط غير المتوازن للبنية التحتية الرقمية وزيادة قيمة عناصر البيانات إلى الحد الأقصى.
في الآونة الأخيرة، أصدرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين والإدارات الأخرى إشعارًا بالموافقة على البدء في مراكز حوسبة وطنية في منغوليا الداخلية وقويتشو وقانسو ونينغشيا وأماكن أخرى. وهذا يعني إطلاق مشروع ” نقل الحوسبة من الشرق إلى الغرب “.
قال جين شياندونغ، المتحدث باسم اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أنه خلال السنوات الأخيرة، ومع التقدم المتسارع للتحول الرقمي والارتقاء في مختلف الصناعات، ازداد الحجم الإجمالي للبيانات في المجتمع بأسره بشكل هائل، كما زاد الطلب على تخزين البيانات وحسابها ونقلها وتطبيقها بشكل ملحوظ.
قال ليو مياو، المدير العام لأعمال حلول خدمات مجموعة لينوفو لتكنولوجيا المؤسسات: “يمكن أن يقوم مشروع “نقل الحوسبة من الشرق إلى الغرب” بحل مشاكل مؤشرات استهلاك الطاقة الضيقة، وتكاليف الكهرباء المرتفعة، والمساحة المحدودة لتطوير مراكز البيانات على نطاق واسع في المنطقة الشرقية، مع الاستفادة الكاملة من الطاقة المتجددة الوفيرة والأراضي القاحلة المتاحة في المنطقة الغربية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يدفع مشروع “نقل الحوسبة من الشرق إلى الغرب” المنطقة الغربية الشاسعة للمشاركة في موجة الاقتصاد الرقمي التي تسترشد بالذكاء، لإطلاق “ميزة التشغيل المتأخر” بشكل أفضل وتحقيق التنمية السريعة.
في الوقت الحاضر، بدأت العديد من الشركات التخطيط في مجال “نقل الحوسبة من الشرق والغرب”، وبدأت مزاياها في خفض التكاليف وتوفير الطاقة وخفض الانبعاثات تظهر بشكل تدريجي.
مدينة أولنقب في منطقة منغوليا الداخلية، هي منطقة مهمة لتطوير الطاقة المتجددة في الصين. في أغسطس/ آب 2020، بدأ مركز البيانات الفائق الذي أقامته شركة الحوسبة السحابية التابعة لمجموعة علي بابا هنا بشكل رسمي في تقديم خدمات الحوسبة السحابية. من المفهوم أن مركز البيانات يستخدم الكثير من الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والخلايا الكهروضوئية. في الوقت نفسه، يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية في أولنقب 4.3 درجة مئوية فقط. هذا يعني أنه يمكن لمركز البيانات الاستفادة من البيئة الطبيعية للتبريد لمدة 10 أشهر تقريبًا في السنة.
يشمل هذا التخطيط أيضا شركة هواوي. قال الشخص المعني المسؤول عن الاستراتيجية السحابية لهواوي وتخطيط الأعمال: “إن مراكز البيانات هي أماكن ذات استهلاك مرتفع للطاقة. المناخ في غرب الصين مناسب نسبيًا، والطاقة وفيرة ورخيصة، مما يمكن أن يلبي احتياجات التنمية الخضراء وعالية الجودة لمراكز البيانات. في الوقت الحاضر، قمنا بتشكيل مركزين رئيسيين للبيانات السحابية، “قويآن بقويتشو— أولنقاب بمنغوليا الداخلية”، أحدهما في الجنوب والآخر في الشمال.” وأضاف أن مركز بيانات سحابة هواوي بقويآن يجمع بين البيئة الطبيعية في قويتشو ويعتمد تقنيات مثل التهوئة المباشرة والتبريد السائل لموازنة حمل كل خادم وتحسين كفاءة استخدام الموارد. وفي حالة عملية التحميل الكامل يمكن أن يصل مؤشر كفاءة الطاقة في مركز البيانات إلى 1.12، والذي من المتوقع أن يوفر 1.01 مليار كيلو وات ساعة من الكهرباء كل عام ويقلل من انبعاثات الكربون بمقدار 810 ألف طن.
خلال السنوات الأخيرة، تطور الاقتصاد الرقمي الصيني بسرعة، وتراكم عدد كبير من موارد البيانات القيمة. ومع ذلك، لا تزال هناك فجوة بين تطوير مرافق طاقة الحوسبة والمستوى الدولي من الدرجة الأولى، لذلك يصعب حاليًا مستوى طاقة الحوسبة تلبية احتياجات الحوسبة الضخمة الناتجة عن الزيادة في حجم البيانات.
قال وانغ تشينغ، نائب كبير المهندسين في معهد الصناعة والتخطيط في الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات “على خلفية مشروع نقل موارد الحوسبة من الشرق إلى الغرب، يمكن للعديد من شركات الاقتصاد الرقمي العاملة في خدمات مثل تخزين البيانات وتحليل البيانات غير المتصلة بالإنترنت شراء خدمات السحابة من مراكز البيانات في المناطق الغربية لتحقيق التخصيص عن بُعد لموارد الحوسبة والتخزين، وذلك لخفض تكاليف التشغيل بشكل فعال وتحقيق ربح إضافي”. وأضاف وانغ أن سلسلة صناعة المنبع والمصب في صناعة الحوسبة التي تجذبها مراكز البيانات إلى المناطق الغربية، تحمل أهمية كبيرة للتحول الاقتصادي والارتقاء بهذه المناطق.