موقع متخصص بالشؤون الصينية

هل فعلاً الإقتصاد الصيني في حالة تدهور؟

0

موقع الصين بعيون عربية-

محمد زريق* (مراجعة لحجة دانيال روزين):

وفقًا لمقال نُشر في صحيفة الفورين أفيرز الاميركية لدانييل إتش روزين تحت عنوان “شي ينفد من الوقت: الاقتصاد الصيني على وشك هبوط صعب”، يعتبر الكاتب أن اقتصاد الصين على وشك “هبوط صعب” وأن الحزب الشيوعي الصيني مُعرّض لخطر فقدان قوته.
وفقًا لروزين، يشعر بعض الناس بالقلق من أن الحزب الشيوعي الصيني قد أضاع فرصة لمنع هبوط قاسٍ بسبب أدائه الاقتصادي الضعيف، وأشار روزين إلى بعض الصعوبات التي يواجهها المستثمرون الصينيون والتي سيكون لها تأثير على اقتصاد الصين.
لم يعد الاقتصاد الصيني محصّنًا من مخاطر الابتعاد عن مسار إصلاح السوق، حسب قوله، لأن الصين الآن في فترة زمنية مختلفة والسياسة الاقتصادية للرئيس الصيني، شي جين بينغ، تتعارض بشكل مباشر مع سياسة الصين ومع النهج الصيني السابق، مما أدى إلى واقع اقتصادي غير مستقر.
يعترف روزين بأن التقدم التكنولوجي في الصين أدى إلى اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، لكنه يعتقد أن هذه النهضة قد ولدت أيضًا فجوة اتسعت بين الأغنياء والفقراء. يعود الكاتب الى أفكار دينغ شياو بينغ، زعيم الحزب الشيوعي الصيني الذي أطلق سياسة “الإصلاح والانفتاح” في الصين في أواخر السبعينيات، حيث حذر أنه “سيحتاج بعض الأفراد إلى الثراء أولاً”.
نظرًا لأن الادارة والحزب الشيوعي الصيني لم يعودا قادرين على ممارسة نفس القدر من السيطرة على القطاع الخاص كما كان الحال في الماضي، تدخلت السلطات الصينية، معلنة أنه سيتم حظر التعليم الربحي في المستقبل، والعروض العامة الأولية في الخارج يتطلب موافقة سياسية، وسيتم تقييد الاستثمار الأجنبي في العديد من المجالات.
يزعم الكاتب أنه هذه الاقتصاديات الحكومية قد فشلت، وقد اشار إلى أنه قد قام الحزب الشيوعي الصيني بوضع لائحة للتجارة الإلكترونية، وتقاسم الرحلات، والمقامرة، والعديد من المجالات الأخرى التي شهدق تراجعا ما يقدر بنحو 1.5 تريليون دولار إلى 3 تريليونات دولار من إجمالي أسعار أسهم الشركات. وفقًا للسناريو الذي وضعه روزين، فإن الاقتصاد الصيني على وشك الانهيار، مما يعرض الحكومات المحلية في الصين لخطر التخلف عن السداد. وقد استخدم روزين نموذج فشل شركة Evergrande العقارية عن سدلد ديونها لتدعيم حجته.
وبحسب قوله، فقد أدى هذا الوضع الاقتصادي المتدهور إلى اندلاع مظاهرات وتوترات اجتماعية امتدت إلى شركات أخرى ذات نفوذ كبير. عند مناقشة الأزمة الاقتصادية في الصين، يشير روزين إلى أزمة إمدادات الطاقة في سبتمبر كمثال؛ “أدى نقص الطاقة إلى خفض الإنتاج الصناعي، حتى في صناعات التصدير المزدهرة، والتي تعد النقطة المضيئة الرئيسية في الاقتصاد الصيني اليوم، بما في ذلك الشركات المصنعة للهواتف الذكية والسيارات. وقد أصاب انقطاع التيار الكهربائي حتى أكثر المناطق ثراءً في الصين، بما في ذلك بكين، طوال شهر سبتمبر/ أيلول. ”
ربط روزين بين المشاكل الاقتصادية الحالية للصين ومستقبلها كقوة اقتصادية عالمية. وقال إنه في هذه المرحلة من الزمن، بدأ محافظو البنوك المركزية والمسؤولون الآخرون خارج الصين في الإعراب عن مخاوفهم بشأن قدرة بكين على إدارة وضعها المالي وأي عواقب محتملة غير مباشرة. وانتقد روزين الاستراتيجية الاقتصادية للحزب الشيوعي الصيني عندما علق قائلاً “إن مصداقية الحزب الشيوعي الصيني التي اكتسبها بشق الأنفس بشأن السياسة الاقتصادية تتدمر في ظل هذه الأخبار الاقتصادية السلبية”. وفقًا لروزين، فإن التباطؤ الاقتصادي الكبير أصبح الآن خوفًا على المدى القريب وليس خوفًا بعيد المنال.
من وجهة نظري المحايدة وبصفتي خبير سياسي واقتصادي بالشأن الصيني، أنا أجزم أنَّ هذه الدراسة متحيزة ضد الصين والحزب الشيوعي الصيني من أجل تشويه صورة القيادة الصينية على الصعيدين المحلي والدولي، . بالرغم من أن الكاتب قد استخدم بعض البيانات والأرقام لدعم حجته.
في السنتين الاخيرتين شهدت جميع البلدان تراجعا وتدهورًا اقتصاديًا حادا غير مسبوق منذ الازمة الاقتصادية العالمية لعام 2008، بالرغم من جائحة كورونا والانتكاسة الاقتصادية التي مني بها الاقتصاد الدولي إلا عندما علق قائلاً “إن مصداقية الحزب الشيوعي الصيني التي اكتسبها بشق الأنفس بشأن السياسة الاقتصادية تتدمر في ظل هذه الأخبار الاقتصادية السلبية”. وفقًا لروزين، فإن التباطؤ الاقتصادي الكبير أصبح الآن خوفًا على المدى القريب وليس خوفًا بعيد المنال.
من وجهة نظري المحايدة وبصفتي خبير سياسي واقتصادي بالشأن الصيني، أنا أجزم أنَّ هذه الدراسة متحيزة ضد الصين والحزب الشيوعي الصيني من أجل تشويه صورة القيادة الصينية على الصعيدين المحلي والدولي، . بالرغم من أن الكاتب قد استخدم بعض البيانات والأرقام لدعم حجته.
في السنتين الاخيرتين شهدت جميع البلدان تراجعا وتدهورًا اقتصاديًا حادا غير مسبوق منذ الازمة الاقتصادية العالمية لعام 2008، بالرغم من جائحة كورونا والانتكاسة الاقتصادية التي مني بها الاقتصاد الدولي إلا وهبات اللقاحات الصينية وارسال فرق طبية صينية لتقديم المساعدة والعون للدول الصديقة للصين.
حتى في الديمقراطيات الكبرى، هناك حالات من الاضطراب السياسي والفساد الاقتصادي والتدهور المالي يمكن رؤيتها من وجهة نظر محايدة. لكن النظام الصيني أظهر أنه مبني على أساس إشراف صارم، ومن الصعب وجود حوادث الفساد الاقتصادي أو الإداري في الحكومة والشركات في البلاد.
عندما تم تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح الاقتصادي في الصين لأول مرة، تمت الإشارة إليها باسم “المعجزة الصينية” بسبب النمو الاقتصادي السريع للبلاد وتطورها.

*دكتور في العلاقات الدولية وباحث مستقل، يدرس السياسة الخارجية الصينية ومبادرة الحزام والطريق وقضايا شرق أوسطية والعلاقات الصينية-العربية. بحوذة الكاتب العديد من الدراسات المنشورة في مجلات رفيعة المستوى وصحف عالمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.