موقع متخصص بالشؤون الصينية

نقاط مضيئة في مجالات التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي

0

على بعد 15 كيلومترًا شمال العاصمة القطرية الدوحة تنير أضواء ملعب لوسيل بأضواء رائعة، حيث سيحتضن هذا الملعب الرئيسي نهاية السنة الجارية العديد من الأنشطة والفعاليات الهامة والتي سيكون على رأسها الحفل الختامي والنهائي لمونديال قطر 2022، وعلى ضوء هذه الأنوار الساطعة يمكن رؤية عمال شركة مجموعة الصين الدولية المحدودة للسكك الحديدية، التابعة لشركة بناء السكك الحديدية الصينية المحدودة، وهم يضعون اللمسات الأخيرة للانتهاء من أشغال البناء.

إن مشروع ملعب لوسيل هو خير مثال على تعزيز التعاون متبادل المنفعة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي. في عام 2021 حطّم حجم التجارة الثنائية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي رقما قياسيا جديدا، واستمر التعاون المربح بينهما في التعمق وحقق الجانبان تعاونا مثمرا في مجالات البناء في البنية التحتية والتبادلات الشعبية والثقافية وفي مكافحة كوفيد-19 وفي التكنولوجيا الفائقة التطور إلى غير ذلك من المجالات الأخرى.

البناء المشترك يساعد في تحسين معيشة الشعب

قالت فاطمة النعيمي المتحدثة باسم اللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة القدم في قطر: “إن الشركات الصينية ساعدت قطر في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 ، الأمر الذي أضاف بريقًا إلى مونديال قطر”.

السكان المحليون متأكدون بأن التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي مربح لكلا الطرفين:

في المملكة العربية السعودية تم افتتاح جسر خميس -أُحد أمام حركة المرور في السنة الماضية مما سهل بشكل كبير تنقلات السكان المحليين وعزز بشكل فعال تنمية الاقتصاد المحلي.

في نهاية السنة الماضية تم إنشاء محطة الطويلة لتحلية المياه في أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعد هذا المشروع أكبر مشروع لتحلية المياه بالتناضح العكسي في العالم، والذي يمكن أن ينتج 900 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يوميا.

في سلطنة عمان تم مؤخرا الانتهاء من أشغال بناء محطة توليد الطاقة الكهروضوئية بعِبري، والتي يمكنها توفير الكهرباء لـ 50 ألف أسرة في المنطقة.

في الكويت، وبالتحديد في مدينة مطلاع الجديدة بالشمال الغربي يتم العمل حاليا على تركيب أكثر من 3 ملايين وحدة لتجميع مياه الأمطار والتي تم استيرادها خصيصا من الصين. يبلغ إجمالي حجم خزانات التجميع الضخمة والبالغ عددها 52 خزانًا حوالي 650 ألف متر مكعب، والتي يمكنها جمع مياه الأمطار السطحية وإعادة تغذية موارد المياه الجوفية بشكل فعال.

وقال عبد العزيز العويشق مساعد الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي بأن العديد من مشاريع التعاون تسير بشكل منظم، مضيفا بأن المشاركة الفعالة لدول المجلس في البناء المشترك للحزام والطريق سيعزز بشكل جيد الانتعاش الاقتصادي الإقليمي.

تكاتف الجهود لمحاربة كوفيد-19 وبناء سور المناعة العظيم

في مارس من العام الماضي تم رسميا في إمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة إطلاق خط لإنتاج اللقاحات ضمن مشروع جديد للتعاون الصيني العربي، وقد أطلق على هذه اللقاحات اسم لقاح “حياة-فاكس”. وبمجرد تعبئة اللقاحات في القوارير المخصصة لها على خط الانتاج، سيتم إرسالها إلى مواقع التطعيم المختلفة في الإمارات العربية المتحدة وتصديرها إلى الدول المجاورة.

في ديسمبر/ كانون الأول 2020، تم تسجيل لقاح سينوفارم الصيني المعطل المضاد لكوفيد-19 وتسويقه رسميًا في دولة الإمارات العربية المتحدة ، ليصبح بذلك أول لقاح معتمد رسميا للتسويق في العالم. قال علي عبيد الظاهري سفير دولة الإمارات لدى الصين: “نثق بالصين ونثق في اللقاحات الصينية!” وبفضل مساعدة اللقاحات الصينية أصبحت الإمارات واحدة من الدول التي لديها أعلى معدلات التطعيم في العالم.

منذ تفشي جائحة كوفيد-19 اتحدت الصين ودول مجلس التعاون الخليجي وساعدت بعضها البعض في مكافحة هذه الجائحة. تولي الصين أهمية كبيرة إلى الاحتياجات الفعلية لشعوب المنطقة من اللقاحات لذلك قدمت استجابة سريعة لهذه الاحتياجات بشكل سريع وفعال، وتعمل مع دول الخليج لتعزيز بناء مجتمع تكون فيه صحة الانسان هي الأولوية القصوى.

في المملكة العربية السعودية، تستخدم جميع مختبرات “هويان” (عين النار) التي بنتها شركة صينية معدات مطورة بشكل مستقل من أجل دعم 50٪ من حجم الاختبارات التي تتم في المملكة العربية السعودية، وقد تم إجراء اختبارات لأكثر من 16 مليون شخص في المملكة.

أما في سلطنة عمان فإن مختبرات “هويان” تقدم الدعم الفني من أجل الاختبارات الدقيقة لحماية صحة وسلامة الركاب القادمين من دول أجنبية وضمان سير الرحلات الدولية بسلاسة.

وفي الكويت أرسلت الصين فريقًا من الخبراء الطبيين لتقديم المساعدة بسرعة، وقال وزير الصحة الكويتي: “لقد ألهمت مساعدة الصين لنا الروح القتالية للطاقم الطبي الكويتي كما أنها قدمت لنا المساعدة في الوقت المناسب لتحسين التشخيص وفعالية خطة العلاج”.

تعاون متعدد المجالات لتعزيز التنمية المشتركة

في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، دخل المتزلج الألبي فائق عابدي البالغ من العمر 24 عامًا إلى الملعب وهو يحمل علم بلاده السعودية عاليا. لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها المملكة العربية السعودية رياضيا للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، كما أنها المرة الأولى التي ترسل فيها دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي أحد الرياضيين للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، لتصبح بذلك رمزا جديدا للصداقة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي. وقال المتزلج السعودي “الشعب الصيني صديق حميم للشعب السعودي وأنا فخور جدا بتمثيل المملكة العربية السعودية في أولمبياد بكين الشتوية”.

لقد أصبحت التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي وثيقة بشكل متزايد. لقد عززت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول أخرى على التوالي تدريس اللغة الصينية في مرحلتي التعليم الأساسي والعالي، كما أنشأت العديد من دول الخليج مؤسسات بحثية صينية، كما أنشأت العديد من المؤسسات البحثية مواقع إلكترونية باللغة الصينية ونشرت أعمالا بحثية صينية ودربت جيلا جديدا من العلماء العرب المُلمّين بالثقافة الصينية.

في مجال الاقتصاد الرقمي، وفر التوقيع على وثائق مثل “مبادرة الحزام والطريق للتعاون الدولي في الاقتصاد الرقمي” و “مبادرة التعاون في أمن البيانات الصينية العربية” الدعم لتعزيز التعاون والتعلم المتبادل بين الجانبين في مجال الإنترنت وتنمية الاقتصاد الرقمي. بعد تفشي فيروس كوفيد-19، تقاسمت العديد من شركات التجارة الإلكترونية الصينية بنشاط تقنيتها وخبراتها في بناء المنصات وإدارة الخدمات اللوجستية مع الدول العربية، وقدمت مساهمات مهمة في استئناف العمل والإنتاج في هذه الدول. وبحسب الإحصائيات فقد غطت منصات التجارة الإلكترونية الصينية أكثر من 50 مليون مستخدم في منطقة الخليج العربي.

تجري الصين ودول مجلس التعاون الخليجي حاليا مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بينهما، وذلك لإفساح المجال كاملاً للمزايا الجغرافية التي تتمتع بها دول مجلس التعاون الخليجي ومشاركة الفرص التي يتميز بها السوق الصيني الكبير، والعمل على مساعدة دول مجلس التعاون كي تصبح مراكز للخدمات اللوجستية والشحن وإشعاعها على المناطق المحيطة بها، وفي نفس الوقت جذب المزيد من الأموال والتقنيات الأجنبية إلى منطقة الخليج وتسريع التنمية المتنوعة لهذه الدول. وفي هذا السياق قال سفير سلطنة عمان الأسبق لدى الصين إبراهيم بن حمود الصبحي: “إن الصين شريك مخلص وموثوق به، آمل أن تواصل دول مجلس التعاون الخليجي تعزيز العلاقات مع الصين”. كما يعتقد المحلل الاقتصادي الكويتي حجاج بوخضور أن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين والصين ستعزز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف إن الصين شريك استراتيجي مهم وأكبر شريك تجاري لدول المجلس، وأن الجانبين يتمتعان بدرجة عالية من الثقة المتبادلة بينهما. ومن المؤكد أن التعاون بين الصين ودول الخليج سيساعد على استقرار المنطقة وتنميتها ويعود بفوائد كبيرة على شعوب الجانبين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.