موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق ((شينخوا)): الصين والدول الجزرية في المحيط الهادئ…الصديق وقت الضيق

0

يقوم عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي بجولة تستغرق 10 أيام تشمل دولا جزرية في المحيط الهادئ. ويعكس جدول زيارته إخلاص الصين والتزامها بأن تُعمق مع هذه الدول الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تتسم بالاحترام المتبادل والتنمية المشتركة.

قام وانغ بزيارات رسمية إلى ثماني دول وزيارة افتراضية إلى ولايات ميكرونيزيا الموحدة بناء على دعوة. كما عقد مؤتمرا عبر الفيديو مع رئيس وزراء وزير خارجية جزر كوك ورئيس وزراء وزير خارجية نيوي.

خلال الاجتماع الثاني لوزراء خارجية الصين والدول الجزرية في المحيط الهادئ الذي عُقد يوم الاثنين في فيجي، وهو أول اجتماع حضوري يُعقد منذ إنشاء الآلية العام الماضي، توصل الجانبان إلى توافق من خمس نقاط لتعميق شراكتهما الاستراتيجية الشاملة؛ والحفاظ على السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية؛ والسعي لتحقيق التنمية والرخاء المشتركين؛ ودعم التعددية الحقيقية؛ وتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب.

تتمتع الصين والدول الجزرية في المحيط الهادئ بصداقة عريقة، حيث يعود تاريخ علاقتهما إلى أكثر من مائة عام عندما عبر المهاجرون الصينيون المحيط ورسخوا جذورهم في المجتمعات المحلية.

منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في سبعينات القرن الماضي، وسعت الصين ونظراؤها في المحيط الهادئ التبادلات الثنائية والتعاون في أكثر من 20 مجالا، بما في ذلك التجارة وشؤون المحيطات وحماية البيئة والتخفيف من حدة الفقر والصحة العامة وذلك من بين مجالات أخرى، حسبما ذكرت صحيفة وقائع نشرتها وزارة الخارجية الصينية في مايو.

لقد ضخ التطلع المشترك للتنمية زخما قويا في نمو العلاقات بين الصين والدول الجزرية في المحيط الهادئ. ولا تزال الدول الجزرية، شأنها شأن الدول النامية الأخرى، تواجه تحديات عديدة لم يتم التغلب عليها بعد، في حين تقف الصين، وهي أكبر دولة نامية اكتسبت قدرا كبيرا من الخبرة التراكمية في مجال التنمية الاجتماعية-الاقتصادية، مستعدة دائما لتقديم يد العون.

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في محادثة هاتفية مع ماناسيه سوغافاري، رئيس وزراء جزر سليمان، في سبتمبر 2021 إن “الصين مستعدة لمساعدة الدول الجزرية في المحيط الهادئ على إيجاد مسار تنموي يعمل على الحد من الفقر ويتناسب مع ظروفها الوطنية، حتى تتمكن من التعامل بشكل أفضل مع الأحداث الكبرى في مجال الصحة العامة والكوارث الطبيعية، وتعزيز القدرة على مواجهة تغير المناخ”.

وتعهدت الصين بمساعدة الدول الجزرية على بناء اقتصاد أزرق قادر على الصمود أمام تغير المناخ، وتوفير فرص تدريب من خلال مركز التعاون في مجال تغير المناخ بين الصين والدول الجزرية في المحيط الهادئ.

بالإضافة إلى ذلك، نفذت الصين ما يقرب من 500 من مشاريع المصانع الكاملة ومشاريع المساعدات الفنية والمساعدات العينية والقروض الميسرة في الدول الجزرية بالمحيط الهادئ، لتساعدها بذلك على تشييد بنى تحتية مثل الطرق والجسور والأرصفة والمستشفيات والمدارس، وتدريب حوالي 10 آلاف مهني في مختلف المجالات، حسبما ذكرت ورقة بيان موقف صدرت عقب اجتماع الوزراء يوم الاثنين.

والأهم من ذلك، أن مساعدة الصين وتعاونها يخلوان من الشروط السياسية، ما يثبت أنها صديق وشريك جدير بالثقة. وقد ذكرت وسائل إعلام أجنبية في تقاريرها أن بكين لا تربط عادة مساعداتها بإصلاحات تتعلق بالاقتصاد والحوكمة.

علاوة على ذلك، تعمل الصين مع البلدان الجزرية في المحيط الهادئ لتحقيق التنمية والرخاء المشتركين دون استهداف أحد. ففي الفترة من عام 1992 إلى عام 2021، سجل حجم التجارة بين الصين والدول الجزرية في المحيط الهادئ التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين زيادة سنوية بلغت في المتوسط 13 في المائة وتوسعت بواقع أكثر من 13 ضعفا.

وينبغي على أولئك المهووسين جدا بمبدأ مونرو وفكرة “مجال النفوذ” أن يحترموا حقوق الدول الجزرية في المحيط الهادئ بوصفها دولا ذات سيادة في إدارة شؤونها الخاصة واتخاذ القرارات التي تخدم مصالحها الفضلى.

وبالنسبة للأصدقاء الذين هم في ضيق، فإن الصين دائما صديق حق. ووجود تعاون أقوى بين الصين وشركائها في المحيط الهادئ لن يخدم مصالح الجانبين فحسب، بل سيضمن أيضا السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.