موقع متخصص بالشؤون الصينية

سوق السيارات للصين يتعافى بفضل تنفيذ سياسات التحفيز

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة خاصة:

بعد المقارنة بين مختلف العلامات التجارية لمدة أكثر من عام، دفع يان لي كانغ، البالغ من العمر 36 عاما، وديعة لشراء سيارة “أودي” في معرض للسيارات عقد مؤخرا في مدينة ناننينغ، حاضرة منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ بجنوبي الصين.

قرر يان الشراء بعد فترة وجيزة من خفض ضريبة شراء السيارات في الصين، قائلاً: “بالنسبة لسيارتي، سأوفّر نحو 8000 يوان (حوالي 1190 دولارا أمريكيا) بفضل سياسة التخفيض الضريبي، الأمر الذي يعد توقيتا مثاليا لشراء سيارة”.

كشفت الصين مؤخرا عن مجموعة كبيرة من سياسات التحفيز لإحياء سوق السيارات وتحفيز الاستهلاك، حيث خفضت الحكومة ضريبة شراء السيارات إلى النصف بالنسبة لسيارات الركاب التي لا يزيد سعرها عن 300 ألف يوان ومحركاتها بسعة 2.0 لتر أو أقل، اعتبارا من أول يونيو/ حزيران حتى نهاية العام الجاري.

وفي أواخر يونيو/ حزيران، قرر اجتماع تنفيذي لمجلس الدولة في تنفيذ سياسات تقديم دعم أكبر لاستهلاك السيارات، بما في ذلك تعزيز سوق السيارات المستعملة ودعم مشتريات مركبات الطاقة الجديدة من خلال توسيع سياسة الإعفاء الضريبي لمركبات الطاقة الجديدة. كما يقدم صانعو السيارات أيضا عروضا ترويجية لزيادة المبيعات.

وتعافى أكبر سوق للسيارات في العالم على الفور في يونيو بسبب خفض ضريبة شراء السيارات.

وقال تو تشو، المدير العام لشركة قوانغشي جيويرونغ لخدمة مبيعات السيارات، وكيل سيارات أودي: ” انتعشت مبيعاتنا بزيادة 20 في المائة تقريبا على أساس شهري في يونيو/ حزيران حيث لم يعد العديد من الزبائن يحافظون على موقف الانتظار والترقب بعد تنفيذ سياسة التخفيض الضريبي”.

وتعكس الأعمال المزدهرة للوكلاء أداء سوق السيارات في الصين، الذي استعاد زخما قويا في يونيو بعد انخفاضه لمدة ثلاثة أشهر متتالية.

وتم بيع ما مجموعه 2.5 مليون سيارة في يونيو/ حزيران، بزيادة 23.8 في المائة على أساس سنوي، وبزيادة 34.4 في المائة على أساس شهري، وفقا لبيانات من الجمعية الصينية لمصنعي السيارات، حيث ارتفعت مبيعات سيارات الركاب بنسبة 41.2 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 2.22 مليون سيارة في يونيو/ حزيران، وفقا للبيانات.

وقالت الجمعية إن إنتاج ومبيعات السيارات انخفض بشكل حاد من منتصف مارس/ آذار إلى أبريل/ نيسان، حيث تسببت معاودة ظهور حالات الإصابة بكوفيد-19 في مقاطعة جيلين وبلدية شانغهاي في تعطيل سلاسل التوريد في قطاع السيارات. كما أثرت عوامل أخرى على السوق، بما في ذلك النقص في رقائق السيارات والارتفاع في تكاليف المواد الخام لبطاريات السيارات.

وتمتعت حوالي 1.1 مليون سيارة بخفض ضريبة الشراء في الصين خلال أول شهر بعد تنفيذ السياسة، ما وفر حوالي 7.1 مليار يوان لمشتري السيارات، وفقا لسلطات الضرائب في الصين.

وقال تسوي دونغ شو، الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية: ” إن سياسة تخفيض ضريبة شراء السيارات تعتبر بمثابة رصاصة فضية لتحفيز الاستهلاك”.

وأضاف تسوي أن العديد من الحكومات المحلية في جميع أنحاء البلاد تقدم دعما للمشتريات وتخفيف قيود الشراء لتعزيز مبيعات السيارات، لافتاً إلى أن كل هذه الإجراءات التحفيزية يمكن أن تجلب مبيعات إضافية بنحو مليوني سيارة.

ويعتبر قطاع السيارات صناعة أساسية للاقتصاد الوطني، ويعد تعزيز سوق السيارات أمرا ضروريا لضمان التوظيف واستقرار النمو الاقتصادي، وفقا للخبراء.

وفي هذا السياق؛ قال تشن لي فن، الباحث في مركز أبحاث التنمية التابع لمجلس الدولة، إن استهلاك السيارات يتعافى بفضل سياسات التحفيز واحتواء وباء كوفيد -19 ونقص رقائق السيارات.

وأضاف تشن أن “من المتوقع أن يؤدي تنفيذ هذه سياسات التحفيز إلى زيادة استهلاك السيارات والاستهلاك المرتبط بها بنحو 200 مليار يوان هذا العام، ما سيعزز بشكل فعال ثقة المستهلكين ويدفع انتعاش الاستهلاك في الصين”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.