موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: التسوية السياسية أفضل سبيل للخروج من الأزمة السورية

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
عقد مؤتمر “أصدقاء سوريا” يوم الجمعة بالعاصمة التونسية بمشاركة أكثر من 60 بلدا عربيا وغربيا ومنظمات إقليمية ودولية حيث لم يتفق المشاركون على أى تدخل عسكرى خارجى لحل الأزمة وأكدوا على ضرورة حماية سيادة سوريا وسلامة أراضيها رغم اعترافهم بالمجلس الوطني السوري(المعارضة) كممثل شرعى للشعب السورى، الامر الذى يعكس رغبة المجتمع الدولى في ايجاد تسوية سياسية باعتبارها أفضل سبيل للخروج من الأزمة.

ولم يتحول مؤتمر “أصدقاء سوريا” إلى نسخة أخرى من مؤتمر “أصدقاء ليبيا”، حيث لم يتفق المشاركون على تسليح المعارضة السورية، إذ انهم يرون ان ذلك قد يؤدي إلى انزلاق سوريا إلى حرب أهلية وتدهور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الممثل السعودي خلال المؤتمر إنه “لم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بنقل السلطة إما طوعا أو كرها”، ووصف الدعوات المتزايدة لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة بأنها “فكرة ممتازة”, ولكن الأنباء أفادت بأنه انسحب من المؤتمر قبل ان ينتهى الممثلون الآخرون من إلقاء كلماتهم.

كما ذكر هوا لي مينغ, سفير الصين السابق لدى إيران, أن الوضع السوري يقف على شفا حرب أهلية. وضرب مثالا بالوضع فى ليبيا، قائلا إن إسقاط النظام باستخدام القوة أو التدخل العسكرى لا يقود سوى إلى مصرع المزيد من المدنيين وزعزعة الاستقرار بشكل مستمر.

أما أصدقاء سوريا الحقيقيون لا يريدون أن يتكرر في سوريا سيناريو الاشتباكات الدموية المتواصلة التى يشهدها العراق وحالة الفوضى التى تعم ليبيا بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي.

وفي دمشق, وصف التليفزيون السوري المؤتمر الذي لم يوجه الدعوة إلى الحكومة السورية, بأنه “مؤتمر أعداء سوريا”، أو”مؤتمر أصدقاء أمريكا وإسرائيل”. كما أعرب بسام ابو عبد الله, أستاذ العلاقات الدولية بجامعة دمشق، عن تشككه قائلا “لا استطيع أن أفهم لماذا تصبح الولايات المتحدة من أصدقاء سوريا بعد أن فرضت الكثير من العقوبات على البلاد قبل الاضطرابات وخلالها , وهى عقوبات لم تستهدف سوى الشعب السوري”.

والآن, تدرك المزيد من الدول العربية تدريجيا أن التدخلات الأجنبية التي قامت بها القوى الغربية لن تعود بالديمقراطية والحرية والعدالة, بل بالفوضى والاضطرابات والمعاناة على منطقة الشرق الأوسط بأسرها. كما شدد الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي في المؤتمر على رفض بلاده للتدخل العسكري في سوريا من جانب أي طرف, وحذر من إستنساخ النموذج الليبي لمعالجة الأزمة في سوريا.

وأكد وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام في المؤتمر الصحفي ، الذى عقد بعد اختتام مؤتمر “أصدقاء سوريا” ، رفضه لإعادة تجارب فاشلة إرتكزت على التدخل العسكري, قائلا “إننا نريد ضمان إنتقال ديمقراطي سلس في سوريا، وحماية سيادة سوريا ووحدة آراضيها”.

ومن جانبه, ذكر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في افتتاح المؤتمر أن موقف الجامعة العربية بشأن سوريا واضح, هو احترام سيادة سوريا ورفض التدخلات الأجنبية بكل أشكالها ومظاهرها.

وهذا يتفق مع موقف الصين الدائم والثابت بشأن سوريا حيث تأمل الصين على دوام فى أن تحل القضية عن طريق الحوار السياسى فى إطار الجامعة العربية, وأكدت الصين مرارا على أن المجتمع الدولى ينبغى أن يحترم تماما سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها والاختيار المستقل للشعب السورى، علاوة على نتائج الحوار السياسى بين مختلف الأطراف فى سوريا, ورفضت الصين كذلك أى تدخل مسلح أو ما يسمى بـ “تغيير النظام” بالقوة فى سوريا.

كما تؤيد الصين نداءات الدول العربية بإيقاف العنف فورا فى سوريا، وحماية المدنيين السوريين، وتقديم مساعدات إنسانية إلى سوريا، ومعارضة التدخل العسكرى الخارجى.

وفي ضوء تصاعد الاشتباكات المسلحة والنزاعات الدموية في بعض المدن السورية خلال الأشهر الأخيرة، ثبت أن دفع إسقاط النظام باستخدام القوة لا يمكن أن يحقق السلام والاستقرار, بل سيؤدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين الأبرياء.

وقد أكد وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أن موضوع تسليح المعارضة السورية “مرفوض، نحن لا نريد ان نشهد حربا أهلية في سوريا.”, مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يأتي لتأكيد التضامن مع الشعب السوري، وللبحث عن سبل كفيلة بتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والديمقراطية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.