موقع متخصص بالشؤون الصينية

خبراء يصفون محادثات شي وبايدن بالصريحة والمتعمقة ويأملون بلعب البلدين دوراً قيادياً لمواجهة التحديات العالمية

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة خاصة:

تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس الأمريكي جو بايدن هاتفيا بناء على طلب الأخير مساء الخميس. وأجرى الرئيسان محادثة صريحة وتبادلا للآراء بشأن العلاقات الصينية الأمريكية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقال خبراء وباحثون، في مقابلات مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن المحادثات بين رئيسي الدولتين كانت صريحة ومعمقة. وأعربوا عن توقعاتهم بأنه في عالم يتسم بالتغير والفوضى، يمكن للصين والولايات المتحدة أن تأخذا زمام المبادرة في دعم السلام والأمن العالميين وفي تعزيز التنمية والازدهار العالميين.

كما حثوا الولايات المتحدة على احترام مبدأ صين واحدة وتنفيذ البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة قولا وفعلا.

— محادثات مباشرة تفيد العلاقات الصينية الأمريكية

يرى السفير الأمريكي السابق لدى الصين، ماكس بوكوس، أن المحادثات بين رئيسي الدولتين “جيدة جدا”، لأنه كلما تحدثا مع بعضهما البعض، زاد احتمال أن يتمكن البلدان من حل خلافاتهما.

وقال المعلق السياسي السنغافوري آنغ تيك سين إن التواصل الصريح والمتعمق بين رئيسي البلدين يحمل أهمية كبيرة.

وأضاف أن هناك مساحة واسعة للتنسيق ومجالا واسعا للتعاون بين الصين والولايات المتحدة.

وقال روني لينز، مدير المركز الصيني البرازيلي للأبحاث والأعمال، إن المحادثات بين رئيسي الدولتين أرسلت إشارة إيجابية إلى العالم، مما يشير إلى أن الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما دولتين رئيسيتين مهمتين، من المحتمل أن تتطورا بشكل متضافر من أجل المصالح المشتركة للبشرية.

وأعرب عن أمله في أن يعزز البلدان التنسيق ويساعدا على تعزيز الرخاء والتنمية العالميين.

وذكر لوسيو بلانكو بيتلو، وهو باحث زميل في مؤسسة مسارات التقدم في آسيا والمحيط الهادئ الفلبينية، إن المحادثة الهاتفية بين شي وبايدن أرسلت إشارة إيجابية، كاشفة أن الصين والولايات المتحدة تعلقان أهمية على تأثير علاقاتهما على التنمية في العالم.

وأشار بيتلو إلى أنه من المأمول أن يتمكن البلدان من إدارة خلافاتهما من خلال التواصل والحوار، والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.

وأفاد تشارلز أونونايجو، مدير مركز الدراسات الصينية في نيجيريا ومقره أبوجا، أن المكالمة الهاتفية جاءت في وقت مهم تتصاعد فيه التوترات في جميع أنحاء العالم وتتزايد الرياح المعاكسة التي تواجه الاقتصاد العالمي، ويحمل التواصل بين الجانبين على أعلى مستوى في حد ذاته قيمة كبيرة.

ولفت إلى أن واشنطن أساءت الفهم لرؤيتها الصين كمنافس وخصم إستراتيجي، ويمكن أن يرسل ذلك بسهولة إشارات خاطئة إلى شعبي البلدين والعالم على نحو أكبر.

وقال أونونايجو إنه ليس هناك شك في أنه إذا سعت الصين والولايات المتحدة إلى إيجاد أرضية مشتركة أثناء معالجة خلافاتهما، فإنهما “يمكن أن تكونا في وضع أفضل لمعالجة القضايا ليس فقط المتعلقة بمخاوفهما ولكن أيضا ببقية العالم”.

— دور قيادي تشتد الحاجة إليه وسط التحديات العالمية

وقالت الكاتبة والباحثة الفرنسية في علم الصينيات ليا بيسيس إنها رأت من هذه المحادثة أن الرئيس شي حازم في البحث عن حلول للمشاكل بين الصين والولايات المتحدة من أجل الصالح العام للعالم.

وأشارت إلى أنه على مستوى الاقتصاد الكلي العالمي، يعد التنسيق والحوار بين الصين والولايات المتحدة أمرا بالغ الأهمية، مضيفة أنه يتعين على الولايات المتحدة الامتناع عن فك الارتباط الاقتصادي، وأنه يتعين على الجانبين العمل على تعزيز العلاقات التجارية وتحقيق تعاون مربح للجانبين.

وأعرب لينز عن أمله في أن تلعب الصين والولايات المتحدة دورا قياديا في مواجهة التحديات العالمية مثل الفقر وعدم المساواة الاجتماعية، وهما العدوان المشتركان لجميع البلدان.

وقال كافينس أدهير، وهو باحث في العلاقات الدولية مقيم في كينيا، إنه من الجيد رؤية الرئيسين يبحثان عن حلول صريحة للتحديات التي تواجه العلاقات الثنائية، مبينا أنه استنادا إلى الاحترام المتبادل والنتائج المثمرة، يمكن لواشنطن وبكين أن تحققا قيمة كبيرة ليس فقط لنفسيهما ولكن أيضا لبقية العالم.

ودعا جمال زهران، أستاذ الدراسات السياسية بكلية التجارة بجامعة قناة السويس المصرية، واشنطن إلى إظهار المزيد من الصدق في التعامل مع المشاكل الاقتصادية والسياسية العالمية.

وأضاف أن العالم بحاجة إلى التعاون بين الصين والولايات المتحدة للحد من الركود التضخمي ويُنتظر أن يتغلب البلدان الرئيسيان على حالة عدم اليقين وكذلك الفوضى الاقتصادية والسياسية التي تزعج العالم.

وقال كوون كي سيك، رئيس جمعية الصداقة بين المدن الكورية الصينية، إن تجسير الخلافات بين الصين والولايات المتحدة هو طريق مختصر لحل القضايا الدولية الحالية بشكل صحيح.

وأشار الخبير الكوري الجنوبي إلى أنه فقط من خلال التمسك بمسار التعاون، يمكن للصين والولايات المتحدة تعزيز التعاون في مجال الأمن الدولي، ومساعدة العالم على التغلب على آثار الوباء في أقرب وقت، والتخلص من ظل الركود الاقتصادي، من أجل بناء عالم أكثر استقرارا وازدهارا.

— مبدأ صين-واحدة

وقال أدهير إن مسألة تايوان لا تزال القضية الأكثر أهمية وحساسية في العلاقات الصينية الأمريكية، وذلك ببساطة لأن الولايات المتحدة استخدمت باستمرار مسألة تايوان في محاولتها لاحتواء الصين.

وأضاف أنه ليس هناك أدنى شك في أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، وهي حقيقة معروفة للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الجانب الأمريكي يجب أن يحترم المصالح الأساسية للصين وشواغلها الرئيسية.

وقالت بيسيس إنه من الخطأ للغاية أن تحاول الولايات المتحدة تقويض إعادة توحيد الصين وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة وحتى شن حرب دعائية ضد الصين، في إشارة إلى الاستفزازات الأمريكية الأخيرة بشأن تايوان الصينية.

وأشارت الكاتبة الفرنسية إلى أن ما تفعله الولايات المتحدة هو المضي في لعبة خطيرة للغاية، مضيفة أنه على الولايات المتحدة الالتزام بمبدأ صين واحدة.

ولدى إشارته إلى أن الولايات المتحدة اختبرت مرارا المبدأ الأساسي للصين، قال أونونايجو إن واشنطن يجب أن تطابق أقوالها بالأفعال وأن تتوقف عن إثارة المشاكل.

وفي إشارة إلى كلمات الرئيس شي بأنه لا يمكن تحدي إرادة الشعب وأن أولئك الذين يلعبون بالنار سوف يهلكون بها، قال كوون إنه تحذير الصين لتلك القوى الخارجية التي تحاول تقويض مبدأ صين واحدة.

وأضاف كوون أنه يجب على الولايات المتحدة وقف مبيعات الأسلحة إلى تايوان، وإلغاء الأعمال العسكرية التي تخلق توترا عبر مضيق تايوان، وتنفيذ أحكام البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة.

كما لفت أنغ، المعلق السياسي السنغافوري، إلى تحذير بكين لواشنطن بشأن مسألة تايوان.

وذكر أن هذا التحذير الواضح يظهر مرة أخرى للولايات المتحدة والعالم إرادة الصين الراسخة لحماية السيادة الوطنية وسلامة الأراضي، مضيفا “نأمل أن تقرن الولايات المتحدة أقوالها بالأفعال وأن تمتنع عن استفزاز الخط الأحمر للصين بشكل متكرر”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.