موقع متخصص بالشؤون الصينية

سفير صيني: يتعين إتخاذ “إجراءات ملموسة” لإعادة العلاقات بين الصين وأستراليا إلى مسارها الصحيح

0

قال السفير الصيني لدى أستراليا شياو تشيان هنا يوم (الأربعاء) إن التقدم الإيجابي الذي تم تحقيقه في العلاقات بين الصين وأستراليا “بداية مشجعة”، ومن الضروري أن يسعى الجانبان من أجل إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح.

أدلى شياو بهذه التصريحات خلال كلمة ألقاها في نادي الصحافة الوطني الأسترالي، المنصة المعروفة التي تلقي من خلالها الشخصيات المؤثرة خطابات وتجيب من خلالها أيضا على أسئلة الصحافة.

وقال شياو “خلال الأشهر الستة الماضية، أجريت اتصالات مكثفة وأيضا تبادلات لوجهات النظر مع الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات، بالإضافة إلى الأصدقاء والزملاء من مختلف مناحي الحياة”.

“لقد شعرت بقوة بحسن ضيافة ولطف الشعب الأسترالي تجاه الصين وشعبها، كذلك تطلعاتهم بشأن علاقات سليمة ومستقرة وودية وتعاونية بين البلدين، وأنا متفائل جدا”.

يوافق هذا العام الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقال شياو إنه بالنظر إلى العقود الخمسة الماضية، تم تحقيق إنجازات عظيمة في تنمية العلاقات الثنائية.

تم تأسيس أكثر من 100 زوج من المقاطعات والولايات والمدن الشقيقة بين الصين وأستراليا. وقبل جائحة كورونا، كان هناك نحو 200 رحلة جوية بين البلدين كل أسبوع، وكانت تقل نحو مليوني مسافر يزورون بعضهم البعض كل عام.

أصبحت الصين أكبر شريكة تجارية لأستراليا منذ 2009. وارتفع حجم التجارة من أقل من 100 مليون دولار أمريكي عام 1972 إلى أكثر من 207 مليارات دولار أمريكي عام 2021، ما يمثل 34.2 بالمئة من إجمالي صادرات وواردات أستراليا عام 2021.

وقال شياو إنه خلال العامين الماضيين، مرت العلاقات بين الصين وأستراليا بوضع صعب. وبعد الانتخابات العامة التي جرت في مايو، قدمت الحكومة الأسترالية الجديدة فرصة محتملة لاستعادة العلاقات بين البلدين.

وفي شهر يوليو/ تموز، التقى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، واتفق الجانبان على إزالة العوائق وإعادة العلاقات إلى المسار الصحيح.

وأضاف أن الاجتماع الذي عقده وزيرا خارجية البلدين كان مثمرا. والتقدم الإيجابي الذي تم تحقيقه في العلاقات بين الصين وأستراليا “نقطة بداية مشجعة”، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل يجب القيام به.

وقال “من المهم للغاية أن يبذل الجانبين المزيد من الجهود للحفاظ على القوة الدافعة وأن يتخذا إجراءات لتحقيق تقدم جوهري وأن يسعيا لإعادة علاقاتنا الثنائية إلى المسار الصحيح”.

وأضاف أن الجانبين الصيني والأسترالي متكاملان بشكل كبير فيما يتعلق بالاقتصاد. وكانت أستراليا موردا مستقرا على المدى الطويل لموارد المعادن والطاقة للصين، وكانت الصين موردا تنافسيا للسلع لأستراليا.

واستطرد شياو قائلا “في الوقت الحاضر، يواجه الاقتصاد العالمي صعوبات، من بينها ارتفاع التضخم والتعافي الضعيف وضيق سلاسل التوريد”.

“يساعد الحفاظ على التعاون العملي بين الصين وأستراليا في التنمية الاقتصادية المستقرة للبلدين، كما أنه له أهمية خاصة بالنسبة للصين وأستراليا في التعامل مع التحديات الاقتصادية العالمية الحالية”.

وأكد شياو أنه يتعين على الصين وأستراليا إصدار أحكام وقرارات مستقلة لتنمية العلاقات الثنائية وفقا لمصالح شعبي البلدين، وبعيدا عن تدخل أي طرف ثالث.

وقال إن “التصور الموضوعي والعقلاني لأستراليا تجاه الصين والسياسة الإيجابية والبراجماتية تجاه الصين لهما أهمية جوهرية في الشراكة المستقرة طويل الأمد والتي يمكن التنبؤ بها بين البلدين”.

وأضاف أن وسائل الإعلام لها دور خاص في تشكيل الرأي العام.

واستطرد شياو قائلا، إن “تبني منظور موضوعي حول الصين وسرد القصص الخاصة بالصين من جميع الأبعاد سيساعدان الجمهور الأسترالي في معرفة حقيقة الصين اليوم”.

يوافق يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول المقبل الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وأستراليا.

واختتم شياو حديثه قائلا إن “الوقت مناسب جدا للجانبين لاستعراض الماضي والتطلع إلى المستقبل واتخاذ إجراءات ملموسة بروح الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، والسعي لإعادة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مسارها الصحيح”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.