باحثون صينيون يساعدون في حماية التراث الثقافي في أفغانستان
وكالة أنباء شينخوا-
تحقيق إخباري:
في وادي باميان بوسط أفغانستان حيث ينتصب تمثالا بوذا باميان الشهيران، كان عبد البشير همت يبيع تذاكر لزيارة موقع التراث الثقافي داخل مكتب تذاكر بارد التكييف بدلا من الوقوف تحت الشمس الحارقة. غير أن هذا لم يكن هو الحال دائما.
وقال همت “في الماضي، كنا نعمل تحت الشمس والثلج والمطر”. وتغيرت الأمور للأفضل بعد الانتهاء من بناء مكتبي التذاكر، اللذين يستخدمان أيضا كمحطات عمل للحفاظ على التراث الثقافي في النهار، ومواقع لحراس الأمن في الليل، ووضعهما موضع الاستخدام في مايو/ أيار الماضي.
وأفاد همت “لقد تم بنائهما بمساعدة أصدقائنا الصينيين” و”هما مفيدان لنا وللسياح”، معربا عن امتنانه لمجموعة من الباحثين الشباب من جامعة بكين وجامعة لانتشو وجامعة ونتشو الصينية والأكاديمية المركزية للفنون الجميلة ومؤسسة أصدقاء دونهوانغ غير الربحية، التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها، والتي مولت عملية البناء.
وتشتهر ولاية باميان بالعديد من مواقع التراث الثقافي، وخاصة تمثالي بوذا العملاقين المعروفين على نطاق واسع. ويعود تاريخ التمثالين اللذين يبلغ طولهما 53 مترا و35 مترا، مع آلاف الكهوف التي تضم تماثيل لرهبان حولهما، إلى أكثر من 1500 عام — وهي تذكير بالحضارة البوذية في المنطقة.
في عام 2003، تم إدراج المشهد الثقافي والبقايا الأثرية لوادي باميان كموقع للتراث العالمي لدى اليونسكو.
مع ذلك، بسبب سنوات من الحرب والصعوبات الاقتصادية، لم يتم ترقيم الكهوف في وادي باميان وتنظيفها منذ فترة طويلة، ناهيك عن وضع لوائح تعريفية لها. إلا أن الوضع الذي أعاق بشدة حماية التراث وإجراء المزيد من البحوث الأثرية قد تغير هذه الأيام.
وقال شاو شيويه تشنغ، عضو أصدقاء دونهوانغ، إنه “مع اقتراحاتنا المحددة ودعمنا المالي، تم ترقيم معظم الكهوف بالقرب من موقع بوذا رسميا وجرى تثبيت لوحات تعريفية لها”.
وأضاف شاو أنه “بهذه الطريقة، عندما يحتاج أحد المواقع التراثية إلى حماية، يمكن لأفراد الأمن الذهاب إلى الموقع وفقا للوحات أسماء الكهوف”.
بالإضافة إلى ذلك، مول الباحثون الصينيون برنامجا لتعليم الأطفال المحليين كيفية الحفاظ على التراث الثقافي. ودُعي أطفال من أسر فقيرة لحضور أنشطة تدريبية حول معارف ذات صلة مع توزيع الخبز عليهم.
وقال أحمد علي حسينيار، وهو عالم آثار محلي، “أنا ممتن للأصدقاء الصينيين لتوفير التدريب ومساعدة الأطفال على تعلم كيفية حماية التراث الثقافي والحفاظ عليه في المستقبل”.
وذكر مولوي سيف الرحمن محمدي، مدير إدارة الإعلام والثقافة في ولاية باميان، أن “الأصدقاء الصينيين قدموا لنا مساعدة حقيقية، ونحن ممتنون للغاية لهم”.