موقع متخصص بالشؤون الصينية

وزارة الخارجية الصينية تفند التصريحات الخاطئة للسفير الأمريكي لدى الصين بشأن منطقة تايوان

0

فندت وزارة الخارجية الصينية يوم (الاثنين) التصريحات الخاطئة للسفير الأمريكي لدى الصين نيكولاس بيرنز بشأن منطقة تايوان، مشيرة إلى أن تصريحاته تخلط بين الصواب والخطأ، وتظهر مرة أخرى منطق التشويه والهيمنة للولايات المتحدة.

وفي 19 أغسطس/ آب الجاري، قال بيرنز في مقابلة مع شبكة ((سي إن إن)) الإخبارية إن الصين بالغت في رد فعلها على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وأصبحت الصين الآن عاملا لعدم الاستقرار في مضيق تايوان، وصنعت الأزمة في العلاقات الثنائية.

كما أشار السفير الأمريكي إلى نائب وزير الخارجية الصيني شيه فنغ استدعاه بعد أن حطت طائرة بيلوسي في تايوان، واصفا ذلك الاجتماع بأنه “مثير للجدل تماما”.

وردا على استفسار إعلامي بشأن تصريحات بيرنز، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إنه قبل زيارة بيلوسي الاستفزازية إلى منطقة تايوان الصينية، قدم الجانب الصيني احتجاجات شديدة اللهجة للجانب الأمريكي على مختلف المستويات لإخبار واشنطن مرارا بالطبيعة الخطيرة والأضرار الجسيمة لتلك الزيارة، وأوضح الجانب الصيني أنه يتعين على الجانب الأمريكي أن يتحمل جميع العواقب المترتبة عليها.

وأضاف المتحدث أنه ليس من الإنصاف القول بأنه لم يتم تحذير الولايات المتحدة من العواقب في حال تمت زيارة بيلوسي إلى تايوان.

وعقب وصول بيلوسي إلى تايوان، استدعى نائب وزير الخارجية الصيني شيه فنغ بشكل عاجل السفير بيرنز وقدم احتجاجا شديد اللهجة للجانب الأمريكي نيابة عن الحكومة الصينية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة أصرت على المضي قدما في قرارها الخاطئ ولهذا يتعين عليها دفع الثمن. كما حث الجانب الأمريكي على تصحيح الخطأ فورا من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة للتخفيف من التأثير المشين لزيارة بيلوسي.

وبدلا من التفكير مليا في خطأه وتغيير نهجه، سعى الجانب الأمريكي إلى إلقاء اللوم على الصين، حيث أدلى عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين بتصريحات عامة واحدة تلو الأخرى شوهت مسار الأحداث. لقد سعوا إلى إبعاد مسؤولية الولايات المتحدة عن تصعيد التوترات في مضيق تايوان وتصوير الصين على أنها الطرف المذنب، وفقا للمتحدث.

وأشار المتحدث إلى أن نائب وزير الخارجية الصيني شيه فنغ استدعى مرة أخرى السفير بيرنز ليلة 8 أغسطس/ آب لتقديم احتجاج شديد اللهجة بشأن التصريحات غير المسؤولة للجانب الأمريكي بشأن الإجراءات المضادة التي اتخذتها الصين ردا على الزيارة الاستفزازية لرئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان. وأوضح أن الولايات المتحدة هي من بدأت الأزمة وليست الصين، وذلك بتغييرها للوضع الراهن عبر مضيق تايوان وليست الصين، مضيفا أن الولايات المتحدة وليست الصين هي التي قوضت السلام والاستقرار عبر المضيق، وهي التي تقوم باستعراض عضلاتها في جميع أنحاء العالم، لا سيما في منطقة آسيا-الباسيفيك. إن الولايات المتحدة، وليست الصين، هي التي تستخدم العصا الكبيرة للعقوبات وتتنمر على العالم، إن الولايات المتحدة، وليست الصين، هي التي هزت الأساس السياسي للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، ولم تظهر أي إخلاص على الإطلاق حول التواصل، فضلا عن أنها دمرت التعاون الثنائي وليست الصين.

ونوه الجانب الصيني إلى الحقيقة الواضحة وهي أن الولايات المتحدة هي التي قامت بالاستفزازات أولا، وفرضت أزمة على الشعب الصيني كان يمكن تجنبها، واتهمت الصين زوراً ببدء الأزمة. إن الولايات المتحدة هي التي لعبت تكتيكات “تقطيع السلامي” لتجاوز الخط الأحمر بشكل متكرر وتقويض مبدأ صين واحدة والوضع الراهن عبر مضيق تايوان، بل وحتى أنها اتهمت الصين خطأً بتغيير الوضع الراهن. إن الولايات المتحدة هي التي تتبنى دبلوماسية مدافع الأسطول على أبواب الصين، بل وسعت أيضا إلى وصم وشيطنة التدريبات العسكرية الصينية المشروعة والقانونية والمهنية والشفافة. إن الولايات المتحدة هي التي تقوض السلام والاستقرار في مضيق تايوان، بل وتحاول أيضا تحميل الصين مسؤولية الاستفزازات وتصاعد التوترات. إن الولايات المتحدة هي التي انتهكت بشكل صارخ سيادة الصين ووحدة سلامة أراضيها وتعدت على الخط الأحمر للصين. كما أنها اتهمت الصين خطأً بالمبالغة في رد الفعل وصناعة الأزمة. إن ما فعلته الولايات المتحدة هو بمثابة تجاوز كامل للخطوط، إن الصين ليست هي التي تتصرف بطريقة غير مسؤولة، بل إن بيلوسي والحكومة الأمريكية هما اللتان تتصرفان بشكل غير مسؤول إلى حد بعيد.

وقال المتحدث “أود التأكيد مجددا على أن مبدأ صين واحدة هو في صميم المصالح الأساسية للصين. ولا يجوز لأي دولة أو قوة أو فرد التقليل من العزم الراسخ والإرادة القوية والقدرة الكبيرة لدى الصين حكومة وشعبا للدفاع عن السيادة ووحدة وسلامة الأراضي وتحقيق إعادة التوحيد الوطني وتجديد شباب الأمة الصينية”.

وقال المتحدث إن الصين تحث مجددا الجانب الأمريكي على الالتزام بالأعراف الأساسية للعلاقات الدولية، بما في ذلك احترام سيادة الدول الأخرى ووحدة وسلامة أراضيها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، والعودة إلى المسار الصحيح لمبدأ صين واحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، والتوقف عن فعل أي شيء من شأنه تقويض المصالح الجوهرية للصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.