موقع متخصص بالشؤون الصينية

كبير المشرعين الصينيين: الصين تدعم إقامة عالم متعدد الأقطاب والتعاون في الشرق الأقصى

0

أعرب لي تشان شو، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، يوم الأربعاء، عن دعم الصين إقامة عالم متعدد الأقطاب والتعاون الإقليمي في الشرق الأقصى.

صرح لي بذلك في كلمته أمام الجلسة الكاملة للمنتدى الاقتصادي الشرقي السابع، في مدينة فلاديفوستوك في أقصى شرقي روسيا.

وقد ألقى لي كلمة بعنوان “دفع عملية تعدد الأقطاب في العالم وفتح فصل جديد في التعاون الإقليمي”. وحضر الحدث شخصيا كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس مجلس إدارة الدولة في ميانمار مين أونغ هلاينغ، ورئيس الوزراء المنغولي لوفسانامسراي أويون إردين، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، وألقى كل منهم كلمة.

وقام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الماليزي إسماعيل صبري يعقوب، ورئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه بإلقاء رسائل عبر الفيديو.

وأشار لي إلى أنه بناءً على دعوة من الرئيس بوتين، شارك الرئيس الصيني شي جين بينغ مرتين في المنتدى الاقتصادي الشرقي وألقى كلمات مهمة، شرح فيها مقترحات ومبادرات الصين بشأن تطوير العلاقات الصينية-الروسية، وتعزيز التعاون الإقليمي متبادل المنفعة، والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، الأمر الذي حظي باستجابة كبيرة من المجتمع الدولي.

وأشار لي إلى أن موضوع المنتدى الاقتصادي الشرقي لهذا العام “على الطريق إلى عالم متعدد الأقطاب” جاء في الوقت المناسب، مضيفا أن العالم متعدد الأقطاب هو اتجاه التاريخ والتطلع المشترك للمجتمع الدولي.

وقال إنه منذ العام الماضي، طرح الرئيس شي مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، اللتين حظيتا بتجاوب ودعم من المنظمات الدولية من بينها الأمم المتحدة، والعديد من الدول من بينها روسيا، ما ضخ الاستقرار والطاقة الإيجابية في العالم وأسهم بالحكمة والحلول الصينية في حل مشاكل العصر.

وقال لي إن الصين ستواصل العمل مع المجتمع الدولي واتخاذ تدابير مستدامة وقوية لضمان تجذر المبادرتين وتحقيقهما نتائج مثمرة، من أجل تحقيق فوائد ملموسة للشعوب في جميع أنحاء العالم.

وأشار لي إلى أنه في فبراير من هذا العام، توصل الرئيس شي والرئيس بوتين إلى العديد من التوافقات المهمة حول توسيع نطاق التعاون العملي الشامل بين الصين وروسيا، بالإضافة إلى تطبيق رؤية الحوكمة العالمية التي تتضمن مشاورات مكثفة ومساهمات مشتركة ومنافع مشتركة.

وقال إنه مع كون الصين شريكا مهما لروسيا في تنمية الشرق الأقصى، فإن التعاون الثنائي في الشرق الأقصى يعد جزءا مهما من التعاون الذي يعززه ويخطط له رئيسا الدولتين شخصيا.

وقال لي إن الصين ستعزز التعاون الشامل مع روسيا في التجارة والطاقة والزراعة وبناء البنية التحتية والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والعلاج الطبي والثقافة، مضيفا أن الصين ستواصل دعم التنمية في الشرق الأقصى الروسي والمشاركة فيها، وتعزيز الالتحام العميق بين الإنعاش الكامل في شمال شرقي الصين واستراتيجية التنمية الوطنية في الشرق الأقصى الروسي، وتعزيز التعاون المثمر بين البلدين في الشرق الأقصى.

وشدد على أنه في ظل كون منطقة شمال شرق آسيا واحدة من أكثر المناطق ديناميكية في العالم، فإن تكثيف التنمية والتعاون في الشرق الأقصى سيفتح فرصا مهمة لتعزيز الأمن والتنمية الإقليميين.

وقدم كبير المشرعين الصينيين اقتراحا من ثلاث نقاط.

أولا، يجب تنفيذ مبادرة الأمن العالمي للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين. من أجل بناء موطن مشترك متناغم وسلمي، لا توجد طريقة أخرى سوى أن تعمل جميع الأطراف معا. ويجب على جميع الأطراف التمسك برؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والسعي إلى الحوار بدلا من المواجهة، والسعي إلى الشراكة بدلا من التحالف، والعمل من أجل الوحدة بدلا من الانقسام، والتمسك بمبدأ عدم تجزئة الأمن، وضخ الطاقة الإيجابية في السلام والاستقرار الإقليميين.

ثانيا، يجب تنفيذ مبادرة التنمية العالمية لتعزيز الانفتاح والتكامل الإقليميين. وينبغي بذل الجهود لتعزيز الشراكات، وتجميع الموارد والمنصات من أجل التعاون، وتعزيز الارتباطية بين سياسات التنمية، والاستفادة من الإمكانات لتحقيق النمو المبتكر، والحفاظ على سلاسل التصنيع والتوريد آمنة وبدون عوائق، وإنشاء بيئة تجارية واستثمارية أكثر استقرارا وأمنا وحرية، لضخ زخم جديد في العولمة الاقتصادية.

ثالثا، يجب تحقيق التضافر بين استراتيجيات التنمية لتعزيز التعاون الصيني-الروسي في الشرق الأقصى. وستنفذ الصين بشكل شامل التوافقات المهمة التي توصل إليها الرئيس شي والرئيس بوتين، وستعمل بنشاط على تحقيق التضافر بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وإثراء محتوى التعاون في الشرق الأقصى. وتحقيقا لهذه الغاية، يتعين على الهيئتين التشريعيتين في البلدين تكثيف التنسيق لتوفير الضمان التشريعي.

وقال لي إن الصين تدعم بقوة وتعزز بنشاط عالما متعدد الأقطاب، مضيفا أن الصين مستعدة للعمل مع روسيا والدول الأخرى في المنطقة لتعميق التعاون في إطار الحزام والطريق، وكتابة فصل رائع من التعاون الإقليمي في شمال شرق آسيا، وبذل جهود متواصلة لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

خلال جلسة الأسئلة والأجوبة، أجاب لي على أسئلة حول العلاقات الصينية-الروسية الحالية وآفاق التعاون الثنائي في الشرق الأقصى.

صباح الخميس، التقى لي مع أوليج كوزيمياكو، حاكم إقليم بريموريه الروسي، وزار مجمعا فنيا وثقافيا في فلاديفوستوك، شاركت الصين في بنائه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.