موقع متخصص بالشؤون الصينية

فريق طبي صيني يغادر الكويت ويترك خلفه “فريقاً” لا يمكن نقله

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة خاصة:

“لا تقلق، استرح فقط وسنبذل قصارى جهدنا لمساعدة الجميع على التعافي قريبا”… عبارات قليلة، غالبا ما كان يرددها وانغ تشن هوا قائد الدفعة الـ14 من فرق المساعدة الطبية من مقاطعة جيلين الصينية إلى الكويت، للمرضى في مستشفى الطب الطبيعي والتأهيل الصحي الواقع في محافظة العاصمة الكويت.

ويغادر الفريق الكويت بداية شهر نوفمبر المقبل، في ختام مهمة بدأت في سبتمبر/ أيلول 2021، تعامل خلالها الفريق المؤلف من 17 شخصا والذي يرافقه مترجم، مع المرضى المراجعين من خلال قياس نبضهم، والوخز بالإبر، والتدليك، والحجامة.

وكانت هذه الإجراءات الطبية، والتي تتلاءم مع شروط وإجراءات وزارة الصحة الكويتية، تترافق دائما مع حجم كبير من العواطف والنوايا الحسنة التي زرعها أعضاء الفريق الصيني وتعمّقت بينهم وبين المرضى.

في ظل تفشي جائحة كورونا، ازداد الضغظ على أعضاء الفريق الطبي، حيث اضطروا إلى ارتداء معدات واقية طوال فترة عملهم.

وفي يناير من هذا العام، جاء مريض يدعى محمد فواز إلى الطبيب مصابا بأعراض مثل صعوبة التنفس، وعدم وضوح الرؤية، وطنين في الأذن، والأرق، ووذمة الأطراف السفلية.

وبعد علاج الطب الصيني التقليدي، تحسّنت أعراض فواز بشكل ملحوظ، وأصبح لاحقا من المعجبين المخلصين بالطب الصيني التقليدي وبدأ أيضا في تعلم اللغة الصينية، وقبل مفهوم “الوقاية قبل المرض” في الطب الصيني التقليدي، كما قرر تطبيق نظام غذائي قائم على الطب الصيني التقليدي.

وقال الطبيب المعالج بالوخز بالإبر نيان هونغ تشيوان، “إذا أراد المريض الذي يعاني من آلام معينة العلاج، فعليه أن يمر أولا بفحص مخبري، وهو فحص مكلف جدا للذين ليس لديهم تأمين صحي، ومن الصعب في بعض الأحيان تحديد التشخيص والعلاج المناسبين للمريض من خلال هذا الفحص، لكن يمكننا تحديد جوهر المرض بشكل أسرع من خلال نبض الطب الصيني التقليدي”.

وأشار الطبيب إلى أن “الفريق الطبي الصيني ممتاز للغاية في مسألة تشخيص الأمراض والتعامل معها”.

وفي حفل وداع أقامته السفارة الصينية في الكويت مساء (الاثنين)، بحضور عدد كبير من الأطباء الكويتيين ومسؤولين من قطاعات مختلفة إضافة إلى تواجد إعلامي محلي كبير، قال مدير مستشفى الطب الطبيعي والتأهيل الصحي الدكتور صلاح الشايجي إن “فريق المساعدة الطبي الصيني أضفى على المستشفى لمسة من الفلسفة الطبية”.

وتابع الشايجي بقوله إنه “في الماضي، كانت الأعراض مثل فتق القرص العنقي وفتق القرص القطني لا يمكن علاجها إلا بمسكنات الألم أو حتى الجراحة، ولم يكن لذلك آثار علاجية ضعيفة فحسب، بل كان له أيضا آثار جانبية كبيرة وسوء التشخيص. ومع ذلك، فإن الوخز بالإبر بالطب الصيني التقليدي وطرق التدليك مذهلة وآمنة ومريحة، وتأثيرها العلاجي واضح”.

وأضاف الشايجي يقول إنه”بعد الدراسة المستمرة من الفريق الصيني، أتقن بعض الأطباء في مستشفانا بشكل أساسي مبادئ وطرق تدليك الطب الصيني التقليدي والوخز بالإبر والكي، وحتى لو لم يكن الأطباء الصينيون موجودين، فلا يزال بإمكاننا توفير العلاج بالطب الصيني التقليدي للمرضى المحليين”.

وعن عدد المرضى المراجعين لقسم علاج الطب الصيني، أوضح الشايجي “يأتينا يوميا نحو 90 مريضا بينهم 60 سيدة و30 رجلا، ونخضعهم للعلاج الطبيعي، وبينما يأخد العلاج الأوروبي التقليدي أو الغربي وقتاً أطول لاظهار نتائجه، فإن العلاج الصيني تظهر نتائجه في وقت قياسي”.

وأكد وانغ تشن هوا أن “الفريق الطبي الصيني ترك انطباعا عميقا لدى الكويتيين ولدى الأطباء، ما جعلهم أكثر اهتماما بالطب الصيني التقليدي وبالصين… فهم أفضل سفير لتبادل الثقافة، وقاموا بتعليم العديد من الكويتيين والمقيمين الأجانب في الكويت عن طرق العلاجات الأولية للطب الصيني”.

وتابع وانغ “كما سيترك الفريق الصيني خلفه قبل مغادرته الكويت، فريقا من نوع آخر… فريق من المواطنين الكويتيين الذين استفادوا من العلاج الصيني، وتعلّم بعضهم كيفية استخدام هذا العلاج، وهذا الفريق لا يمكن نقله، وهو باق في الكويت”.

وبدأ العلاج بالطب الصيني التقليدي في دولة الكويت منذ أكثر من 40 عاما، وكان ذلك بفضل تعاون حكومة جمهورية الصين الشعبية مع وزارة الصحة الكويتية من خلال إرسال فريق يتألف من أطباء ومن ممرضات متخصصين بالطب الصيني التقليدي.

وفي عام 1976 أرسلت الصين أول فريق طبي إلى الكويت، وفي الوقت الحاضر يعتبر الفريق الطبي في الكويت هو الدفعة الـ 22 المرسلة من الصين.

وعلى مدار الأربعين عاما الماضية، أرسلت الصين ما مجموعه 222 من أعضاء الفريق الطبي إلى الكويت، حيث عالجوا نحو 800 ألف مريض.

وفي حفل الوداع، قال السفير الصيني لدى الكويت تشانغ جيان وي إن “الحُب لا يعرف الحدود، والصداقة تدوم إلى الأبد” للتعبير عن علاقة الصين بالكويت.

وأعرب عن أمله في أن “تستمر الدفعة القادمة من الأعضاء الجدد للفريق الطبي الصيني والتي ستصل في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، في الحصول على دعم ومساعدة وثيقين من الجانب الكويتي، وأن يحقق تعاوننا الودي المزيد من الإنجازات في مختلف المجالات”.

واعتبر أن “مشروع الفريق الطبي الصيني ليس سوى صورة مصغرة للتعاون الصحي بين الصين والكويت وحتى للشراكة الاستراتيجية بين البلدين اللذين يشتركان في الشعور بمستقبل مشترك للبشرية”.

بدورها، أشادت مدير إدارة العلاقات الصحية الدولية بوزارة الصحة الكويتية الدكتورة رحاب الوطيان بالفريق الطبي الصيني وبالتعاون الطبي “الممتاز” بين الصين والكويت.

وأكدت أن “وزارة الصحة الكويتية تطمح إلى المزيد من التعاون مع الصين، ليس فقط عن طريق الفريق الطبي الصيني، ولكن أيضاً عن طريق تبادل بروتوكولات العمل في مواجهة الأمراض، وتحديداً الأمراض المعدية”.

وبعاطفة كبيرة، قال وانغ تشن هوا إن “فترة العمل في الكويت شهدت نموًا واختبارًا لكل عضو في فريقنا الطبي، وقد تعلم المزيد من الناس عن الطب الصيني التقليدي والثقافة الصينية، واستخدموا إجراءات عملية لتعزيز بناء طريق الحرير الصحي وبناء مجتمع صحة مشترك للبشرية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.