من دبي الإماراتية إلى ووهان الصينية … حماية الأراضي الرطبة تعزز ترابط العالم بشكل أوثق
وكالة أنباء شينخوا-
مقالة خاصة:
زار علي عبيد الظاهري، سفير دولة الإمارات لدى الصين، مدينة ووهان، التي يطلق عليها اسم “مدينة المائة بحيرة”، بوسط الصين لأول مرة، وذلك خلال حضوره الاجتماع الـ14 لمؤتمر الأطراف المتعاقدة في اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة (كوب 14)، الذي عقد خلال الأسبوع الماضي في ووهان بالصين وجنيف بسويسرا.
وكانت دولة الإمارات قد استضافت الدورة السابقة لهذا الاجتماع (كوب 13) في دبي قبل أربع سنوات، حيث شارك فيها أكثر من ألف متخصص من مختلف دول العالم تحت شعار “الأراضي الرطبة من أجل مستقبل حضري مستدام”. وخلال تلك الدورة قدمت الصين مسودة قرار بشأن حماية وإدارة الأراضي الرطبة الصغيرة والمتناهية الصغر، والتي تم تمريرها وحظيت بدعم واسع.
وفي هذا العام، اجتمع متخصصون مرة أخرى في مدينة ووهان للمشاركة في (كوب 14)، حيث تم اعتماد 25 مدينة في 13 دولة كمدن دولية للأراضي الرطبة من قبل اتفاقية رامسار. ومن بين تلك المدن كانت هناك 7 في الصين، بينما تقع المدن الـ18 الأخرى في كندا وفرنسا وإندونيسيا وإيران والعراق واليابان والمغرب وكوريا الجنوبية ورواندا وجنوب أفريقيا وإسبانيا وتايلاند.
وتشهد ووهان، باعتبارها أول مدينة دولية للأراضي الرطبة في العالم تضم عشرات الملايين من السكان، تشهد إنشاء تدريجيا لنظام متعدد المستويات لإدارة الأراضي الرطبة، وتعمل جاهدة على دمج الأراضي الرطبة في تنمية المدينة لإنتاج المزيد من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية، بينما تحاول استكشاف التعايش المتناغم بين الناس والأراضي الرطبة في المدن الكبرى.
وقال الظاهري إن مدينة ووهان تم اختيارها كأول مدينة صينية تستضيف هذا الاجتماع الدولي الهام، الأمر الذي يعد متوافقا مع ما تزخر به المدينة من موارد للأراضي الرطبة والحياة البرية.
وخلال زيارته لمدينة ووهان، تفقد الظاهري حديقة دونغهو الوطنية للأراضي الرطبة وغيرها من المواقع، حيث اطلع علي الخصائص الصينية في حماية الأراضي الرطبة وقال: “إن الصين قامت بضخ استثمارات كبيرة في بناء حدائق جميلة للأراضي الرطبة، ما ساهم في تحسين البيئة ودمج تلك الأراضي الرطبة مع نمط حياة سكان المدينة، وهذا أسلوب جيد جدا”.
وخلال السنوات الأخيرة، شهدت الصين ظهور بعض الطيور النادرة للغاية بشكل متزايد. وعلى مدار عامين متتاليين، تم رصد طائر فلامنجو كبير في محمية تشنهو الطبيعية للأراضي الرطبة في ووهان، ما أثار فضول الكثير من عشاق رصد الطيور في المدينة.
وتعد دبي موطنا مثاليا بالنسبة لطيور الفلامنجو أيضا، حيث تعتبر محمية رأس الخور للحياة البرية التي تم إنشاؤها في عام 1985، محطة مهمة على طول خطوط هجرة الطيور بين شرقي إفريقيا وغربي آسيا. وفي كل شتاء، تهاجر أسراب طيور الفلامنجو إلى هناك هربا من البرد، ما جعل المحمية وجهة شهيرة لعشاق رصد الطيور والسياح من جميع أنحاء العالم.
وفي هذا الصدد؛ قال الظاهري: “إن الكثير من طيور الفلامنجو تختار العيش في الإمارات لأننا أوجدنا بيئة معيشية مريحة جدا لها، حيث المياه صافية وغير ملوثة”، مشيرا إلى أنه سواء كان ذلك في الإمارات أو الصين، فإن بيئات الأراضي الرطبة الجيدة توفر موائل لمجموعات بيولوجية مختلفة.
وأضاف الظاهري أن حماية البيئة ليست مسؤولية دولة ما فحسب، ولا تنحصر في التعاون الثنائي بين أي بلدين، ولكنها تتطلب كذلك التعاون والتنسيق متعدد الأطراف بين مختلف الدول، ويجب وضعها في مكان مهم في القضايا الدولية، مؤكدا أنه وبناء على أساس ذلك، يمكن تحقيق التوازن والتكامل في التنمية المستدامة للمجتمع والتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة.
وتحتضن الصين 13 مدينة تحمل لقب “مدينة دولية للأراضي الرطبة”، لتحتل بذلك المرتبة الأولى في العالم. ووصلت مساحة الأراضي الرطبة في الصين إلى أكثر من 56 مليون هكتار، وتدل هذه المساحة الكبيرة على جهود البلاد المتواصلة في حماية البيئة.
وعلى مدى الثلاثين عاما الماضية بعد انضمام الصين إلى اتفاقية رامسار، وضعت الصين أنظمة قانونية بشأن حماية الأراضي الرطبة واستعادتها، كما تم تحديد 64 موقعا دوليا مهما للأراضي الرطبة وإكمال أكثر من 4100 مشروع لحماية الأراضي الرطبة واستعادتها، إضافة إلى بناء أكثر من 600 محمية طبيعية وأكثر من 900 حديقة وطنية للأراضي الرطبة.
وحصلت نتائج تنفيذ الصين للاتفاقية على تقييم إيجابي من قبل أمانة اتفاقية رامسار والمتخصصين المشاركين في الاجتماع. وقالت موسوندا مومبا، الأمين العام لإتفاقية رامسار، إن الصين حققت إنجازات كبيرة منذ انضمامها إلى الاتفاقية، وهو أمر له أهمية كبيرة لحماية الأراضي الرطبة ليس فقط على المستوى الوطني ولكن أيضا على المستوى الدولي.
ومن دبي الإماراتية إلى ووهان الصينية، تعد حماية الأراضي الرطبة كحلقة وصل، بمثابة إشارة على أن العالم مرتبط بشكل أوثق بشأن حماية مستقبل البشرية.
وقالت مومبا: “هذا الاجتماع هو بداية للعديد من الاجتماعات المتعددة الأطراف. نحتاج إلى مناقشة كيفية حل المشكلات المعقدة التي يواجهها العالم حاليا من خلال الجهود المشتركة، مثل تغير المناخ والجفاف وفقدان التنوع البيولوجي وقضايا الغذاء، وذلك من أجل إيجاد طرق للعمل معا لضمان عمل النظام البيئي بشكل جيد”.