موقع متخصص بالشؤون الصينية

وفاة جيانغ تسه مين

0

توفي جيانغ تسه مين بسبب سرطان الدم وفشل العديد من الأعضاء في شانغهاي عند الساعة 12:13 مساء يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، عن عمر بلغ 96 عاما، حسبما تم الإعلان عنه.

وجاء الإعلان من قبل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، واللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب لجمهورية الصين الشعبية، ومجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية، والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، واللجنتين العسكريتين المركزيتين للحزب الشيوعي الصيني وجمهورية الصين الشعبية.

وتم الإعلان عن ذلك في رسالة وجهت إلى الحزب كله والجيش بأكمله والشعب الصيني من جميع القوميات.

وتقول الرسالة إنهم يعلنون بحزن عميق للحزب كله والجيش بأكمله والشعب الصيني من جميع القوميات أن رفيقنا العزيز جيانغ تسه مين توفي بسبب سرطان الدم وفشل العديد من الأعضاء بعد إخفاق جميع العلاجات الطبية.

وتوضح الرسالة أن الرفيق جيانغ تسه مين كان قائدا بارزا يتمتع بمكانة مرموقة محل تقدير من قبل الحزب كله والجيش بأكمله والشعب الصيني من جميع القوميات، وكان ماركسيا عظيما، وثوريا ورجل دولة واستراتيجيا عسكريا ودبلوماسيا بروليتاريا عظيما، ومقاتلا شيوعيا محنكا، وزعيما بارزا للقضية الكبرى للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وأنه كان نواة الجيل الثالث من المجموعة القيادية المركزية للحزب الشيوعي الصيني والمؤسس الرئيسي لفكر “التمثيلات الثلاثة”.

ومنذ سنوات مراهقته، كان جيانغ متعلما مجتهدا وباحثا عن الحقيقة، مستنيرا بالوطنية وأفكار الثورة الديمقراطية. ومن خلال مشاركته النشطة في الحركات الوطنية المناهضة لليابان أثناء سنوات دراسته الجامعية، طوّر نظرة ماركسية للعالم، واتخذ قرار حياته وأسس مثله العليا طوال حياته وإيمانه بالعمل من أجل التحرير الوطني ورفاهية الشعب. وبعد تخرجه من جامعة شانغهاي جياوتونغ عام 1947، عمل جيانغ في مصنع محلي، وشارك في أعمال متعلقة بالدعاية الثورية بين العمال والمهنيين الشباب في المدارس الليلية التابعة لجمعيات الشباب. وفي عام 1949، حشد العمال لحماية مصانعهم استعدادا لتحرير شانغهاي.

وبعد فترة وجيزة من تأسيس جمهورية الصين الشعبية، شغل جيانغ مناصب النائب الأول لمدير مصنع شانغهاي ييمين للأغذية رقم 1، والنائب الأول لمدير مصنع شانغهاي للصابون، ورئيس قسم الآلات الكهربائية لمكتب شانغهاي للتصميم رقم 2 للوزارة الأولى لصناعة بناء الآلات.

وفي عام 1954، كانت الصين في حاجة إلى عدد كبير من الكوادر الفنية والإدارية لبناء المصنع الأول لأعمال السيارات في تشانغتشون. وتم نقل جيانغ إلى المصنع. وفي عام 1955، ذهب إلى مصنع ستالين لأعمال السيارات في موسكو، حيث عمل كمتدرب. وبعد عودته إلى الصين في عام 1956، عمل كنائب رئيس لقسم الميكانيكا الديناميكية، ونائب كبير مهندسي الميكانيكا الديناميكية، ومدير مصنع الطاقة للمصنع الأول لأعمال السيارات. وفي عام 1962، عمل نائباً لمدير معهد شانغهاي لأبحاث الأجهزة الكهربائية التابع للوزارة الأولى لصناعة بناء الآلات مضطلعاً بمسؤولية العمل البحثي للمنظمة. وفي عام 1966، عمل كمدير لمعهد ووهان لآلات الطاقة الحرارية والقائم بأعمال أمين لجنة الحزب في المعهد، حيث أصبح فيما بعد أميناً للجنة الحزب بالمعهد ونظم العمل لتصميم معدات توليد الطاقة الذرية. وبعد بدء الثورة الثقافية، كان قد تأثر بها.

وفي عام 1970، بدأ العمل في الوزارة الأولى لصناعة بناء الآلات وعمل رئيساً لفريق الخبراء الذي أرسلته الوزارة إلى رومانيا في عام 1971. وبعد عودته إلى الصين في عام 1973، عمل كنائب للمدير والمدير على التوالي لمكتب الشؤون الخارجية بالوزارة الأولى لصناعة بناء الآلات. وفي عام 1980، شغل بشكل متزامن منصب نائب الرئيس والأمين العام للجنة الوطنية لإدارة شؤون الاستيراد والتصدير واللجنة الوطنية لإدارة الاستثمار الأجنبي وعضو في المجموعتين القياديتين لأعضاء الحزب في اللجنتين. وكان مسؤولا عن أعمال ريادية، بما في ذلك تنفيذ سياسات خاصة وتدابير مرنة في مقاطعتي قوانغدونغ وفوجيان، وتجريب مناطق اقتصادية خاصة. وفي عام 1982، شغل منصب النائب الأول لوزير صناعة الإلكترونيات ونائب سكرتير المجموعة القيادية لأعضاء الحزب في الوزارة، ومن ثم الوزير وسكرتير المجموعة القيادية لأعضاء الحزب في الوزارة عام 1983، مقدماً مساهمات كبيرة في صناعة الإلكترونيات بالصين. وفي سبتمبر/ أيلول عام 1982، تم انتخابه عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في المؤتمر الوطني الـ12 للحزب.

وفي عام 1985، شغل منصب عمدة شانغهاي ونائب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني ببلدية شانغهاي. وفي عام 1987، تم خلال الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية الـ13 للحزب الشيوعي الصيني انتخابه عضوا بالمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وتعيينه أمينا للجنة الحزب الشيوعي الصيني ببلدية شانغهاي. وخلال شغله لمنصبي العمدة وأمين لجنة الحزب في شانغهاي، قاد الكوادر والجمهور في شانغهاي في إجراء استكشافات شجاعة وحفز حماستهم وعمل على تحقيق اختراقات هامة في الإصلاح والانفتاح وعملية بناء التحديث الاشتراكي للمدينة الكبيرة، ووضع الخطط بشأن تطوير بودونغ وانفتاحها على الخارج، ودفع لإحراز تقدم كبير بشأن بناء الحزب والتقدم الثقافي الأخلاقي والتنمية الاجتماعية. وفي أواخر الربيع وأوائل الصيف من عام 1989، وقع اضطراب سياسي خطير في الصين. فعمل على دعم وتطبيق القرار الصحيح للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني باتخاذ موقف واضح ضد الاضطراب، ليدافع عن سلطة الدولة الاشتراكية بالصين ويضمن المصالح الأساسية للشعب، وحافظ بشكل فعال على استقرار شانغهاي مع الدعم الصامد من أعضاء الحزب والكوادر والجمهور.

في عام 1989، تم خلال الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ13 للحزب الشيوعي الصيني انتخاب جيانغ عضوا باللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وأمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. وفي العام نفسه، قررت الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الـ13 للحزب الشيوعي الصيني تنصيب جيانغ رئيسا للجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني. وفي عام 1990، انتخب جيانغ رئيسا للجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية في الدورة الثالثة للمجلس الوطني الـ7 لنواب الشعب الصيني.

وتقول الرسالة إن جيانغ كان نواة الجيل الثالث من المجموعة القيادية المركزية للحزب الشيوعي الصيني. وأثناء الفترة بين نهاية الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي، اندلعت اضطرابات سياسية خطيرة في الساحة الدولية وفي الصين. وشهدت الاشتراكية العالمية تقلبات ومنعطفات خطيرة. وواجه تطور قضية الاشتراكية بالصين صعوبات وضغوطا غير مسبوقة.

وخلال هذا المنعطف التاريخي الحرج المحدد لمستقبل ومصير الحزب والدولة، قاد جيانغ المجموعة القيادية المركزية للحزب الشيوعي الصيني واعتمد بشكل ثابت على الحزب بأسره والجيش بأكمله والشعب الصيني من جميع القوميات للتمسك بوضوح بالمبادئ الأساسية الأربعة والدفاع عن الاستقلال والكرامة والأمن والاستقرار على المستوى الوطني. واعتمد بشكل راسخ التنمية الاقتصادية كمهمة مركزية، وتمسك بالإصلاح والانفتاح، ودافع عن القضية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وفتح آفاقا جديدة في الإصلاح والانفتاح علاوة على التحديث الاشتراكي بالصين.

خلال السنوات الـ13 بين الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ13 للحزب الشيوعي الصيني والمؤتمر الوطني الـ16 للحزب الشيوعي الصيني، تكشفت مسيرة الإصلاح والانفتاح والتحديث الاشتراكي في الصين بقوة دفع كبيرة في وضع دولي شديد التقلب.

وفي بيئة معقدة في كل من الخارج والداخل، رفعت المجموعة القيادية المركزية بقيادة جيانغ عاليا الرايات العظيمة للماركسية اللينينية وفكر ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ، والتزمت بثبات بالخط الأساسي للحزب ووحدت الحزب والشعب الصيني من جميع القوميات لاغتنام الفرص وتعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح وتعزيز التنمية والحفاظ على الاستقرار. وحددت بناء اقتصاد سوق اشتراكي كهدف للإصلاح ووضعت إطارا أساسيا في هذا الصدد، وأنشأت نظاما اقتصاديا أساسيا للمرحلة الأولية للاشتراكية، ممثلا في اعتبار الملكية العامة الدعامة الأساسية وأن الأشكال المتنوعة للملكية تتطور معا، بالإضافة إلى نظام توزيع الدخل الذي بموجبه يكون التوزيع وفقا للعمل هو الدعامة الأساسية بينما توجد أشكال متعددة للتوزيع جنبا إلى جنب.

لقد صاغت المجموعة القيادية المركزية ونفذت سلسلة من المبادئ والسياسات والاستراتيجيات الرئيسية، ومضت قدما بإصلاحات في النظم الاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها من المجالات، وفتحت آفاقا جديدة في الإصلاح والانفتاح من جميع النواحي. ونفذت الاستراتيجية الأساسية لحوكمة الدولة وفقا للقانون، وأيدت سياسات إعادة التوحيد السلمي و”دولة واحدة ونظامان”، وحققت عودة سلسة لهونغ كونغ وماكاو، واتبعت سياسة خارجية مستقلة للسلام، وفتحت آفاقا جديدة على صعيد الجبهة الدبلوماسية الصينية، وطورت المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب، وعززت التقدم الاشتراكي المادي والسياسي والثقافي والأخلاقي إلى آفاق جديدة مثيرة للإعجاب، ودفعت قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بنجاح إلى القرن الـ21، وفقا للرسالة.

وتحت قيادة الجيل الثالث من المجموعة القيادية المركزية للحزب، والذي شكل جيانغ نواته، تعاملنا بهدوء مع سلسلة من الأحداث الدولية العاجلة التي تعلقت بسيادة الصين وأمنها، وتغلبنا على الصعوبات والمخاطر التي ظهرت في المجالات السياسية والاقتصادية وتلك الناجمة عن الكوارث الطبيعية، وحافظنا دائما على مسيرة الإصلاح والانفتاح والتحديث الاشتراكي للصين في الاتجاه الصحيح. وكانت الإنجازات العظيمة التي حققها حزبنا ودولتنا في السنوات الـ13 منذ الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ13 للحزب الشيوعي الصيني لا تنفصل عن موهبة جيانغ العظيمة، ودوره الرئيسي، وفنه الاستثنائي في القيادة السياسية كرجل دولة ماركسي.

وأثناء عمله كرئيس للجنة العسكرية المركزية، ومع فهم عميق للتغييرات الرئيسية في الأوضاع المحلية والدولية واتجاه تطور التحول العسكري الجديد في العالم، طرح الرفيق جيانغ تسه مين سلسلة من التقييمات والتدابير الجديدة لدفع تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة، وأثرى وطور الفكر العسكري لماو تسي تونغ وفكر دنغ شياو بينغ بشأن العمل العسكري في الفترة التاريخية الجديدة، وخلق فكر جيانغ تسه مين في تعزيز الدفاع الوطني والقوات المسلحة، وقاد تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة لتحقيق إنجازات عظيمة.

وشدد على ضرورة التمسك بمبدأ التنسيق بين تطوير الدفاع الوطني وتنمية الاقتصاد والعمل على جعل القوات المسلحة الشعبية أكثر ثورية وحداثة ومعيارية.

وأكد على تعزيز تطوير القوات المسلحة الشعبية بشكل شامل من خلال اتباع المتطلبات العامة لبناء قوات مسلحة ذات كفاءة سياسية وعسكرية وسلوك جيد وانضباط صارم ودعم لوجستي قوي، والتركيز على القضية التاريخية المتمثلة في ضمان أن القوات المسلحة يمكن أن تقاتل من أجل الانتصار مع عدم النيل مطلقا من صورته.

وشدد على التمسك الثابت بقيادة الحزب المطلقة للقوات المسلحة الشعبية، ووضع النزاهة الأيديولوجية والسياسية على الدوام كأولوية بين كافة جهود التحسين، والحفاظ على طبيعة وصورة الجيش كقوات مسلحة للشعب.

وأكد على ضرورة تنفيذ الاستراتيجية العسكرية للدفاع النشط ودفع التحول العسكري ذي الخصائص الصينية. وشدد بثبات على اتباع نهج صيني مميز يتمثل في وجود عدد أقل ولكن أفضل من القوات وتحقيق قفزة في تطوير تحديث القوات المسلحة، بهدف تطوير قوات مسلحة معلوماتية وكسب الحرب المعلوماتية.

وشدد على ضرورة تنفيذ استراتيجية تعزيز القوات المسلحة من خلال العلوم والتكنولوجيا، وإدارة الجيش بانضباط صارم ووفقا للقانون، وبناء القوات المسلحة من خلال الاجتهاد والاقتصاد، واستكشاف خصائص وقوانين إدارة الجيش في ظل ظروف تاريخية جديدة والتقدم مع الزمن لتعزيز العمل الشامل للقوات المسلحة.

وأكد جيانغ على تعميق الإصلاح الهيكلي للصناعات العلمية والتكنولوجية المتعلقة بالدفاع، وتعزيز القدرة على الابتكار المستقل، وتسريع تطوير الأسلحة والمعدات والعلوم والتكنولوجيا المتعلقة بالدفاع الوطني، واستكشاف مسار لتحقيق عوائد عالية نسبيا باستثمارات منخفضة نسبيا للتحديث العسكري.

وشدد على السياسات التي تناسب احتياجات وقت كل من السلم والحرب، والتي تدمج الجيش مع الأغراض المدنية وتجمع الجهود العسكرية مع الدعم المدني لتحسين القدرة على تعبئة الدفاع الوطني، وتطوير الاستراتيجيات والتكتيكات للحرب الشعبية في ظل ظروف عالية التقنية، وتعزيز الوحدة بين الحكومة والجيش وبين الشعب والجيش.

وكان لكل هذه الأمور أهمية إرشادية بعيدة المدى لتحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة، وفقا للرسالة.

وبثباته على الخط الأيديولوجي الماركسي، واحترامه للممارسة والشعب، واستيعابه الدقيق لملامح العصر، وإجرائه تقييما حكيما للمنعطف التاريخي للحزب، طرح جيانغ سلسلة من الأفكار ووجهات النظر والاستنتاجات الجديدة بشأن بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في مجالات تعزيز الإصلاح والتنمية والاستقرار، والتعامل مع الشؤون الداخلية، والشؤون الخارجية، والدفاع الوطني، وحوكمة الحزب والدولة والقوات المسلحة. وقدم جيانغ مساهمات بارزة في دعم وتطوير النظرية والخط والمنهاج والخبرات الأساسية للحزب.

وعلى وجه الخصوص، من خلال تجميع حكمة الحزب بأكمله، صاغ جيانغ فكر “التمثيلات الثلاثة”، مما دفع المبادئ التوجيهية للحزب بما يتماشى مع العصر مرة أخرى، وهو ما جسد الشجاعة السياسية والنظرية العظيمة لماركسي حقيقي.

شدد فكر “التمثيلات الثلاثة” على أن الحزب يمثل دائما المطالب التنموية للقوى المنتجة المتقدمة بالصين، واتجاه الثقافة المتقدمة الصينية، والمصالح الأساسية للغالبية الساحقة من الشعب الصيني.

يتبع الفكر القوانين العالمية للتنمية والتقدم في تاريخ البشرية، ويتوافق مع اتجاهات تنمية العصر ومتطلبات التنمية والتقدم الاجتماعي في الصين. ويعكس مصالح وتطلعات الشعب الصيني من جميع القوميات، ويحمل مفتاح تعزيز قدرة الحزب على الحوكمة، وتوطيد موقفه الحاكم، وإنجاز مهمته الحاكمة في ظل ظروف جديدة.

إن السمة الأكثر تميزا والمساهمة الأبرز لفكر “التمثيلات الثلاثة” هي أنه أجاب بشكل أكبر على سؤالين متمثلين في ما هي الاشتراكية وكيفية بنائها، وطرح بشكل خلاق أي نوع من الحزب يجب بناؤه وكيفية بنائه، من خلال سلسلة من الأفكار ووجهات النظر والاستنتاجات الجديدة المتعلقة والمترابطة بشكل وثيق.

إن فكر “التمثيلات الثلاثة”، الذي يمثل استمرارا وتطورا للماركسية اللينينية وفكر ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ، عمق فهم القواعد للمضي قدما بقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتعزيز بناء الحزب في الظروف الجديدة.

وأولى جيانغ أهمية كبيرة للمشاكل الاستراتيجية الرئيسية التي كانت حيوية لقضية الحزب والشعب. وعند التحضير للمؤتمر الوطني الـ16 للحزب الشيوعي الصيني، اقترح جيانغ أنه لن يخدم في المناصب القيادية للحزب وأنه سيتقاعد من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لتسهيل انتقال قيادة الحزب والدولة. وقد تم ذلك من أجل التنمية طويلة الأجل لقضية الحزب والدولة، فضلا عن الاستقرار والازدهار الدائمين للحزب والدولة. وقبلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني اقتراحه.

وبالنظر إلى الوضع الدولي المعقد والمتغير على نحو سريع والمهمات الشاقة التي تواجه الدفاع الوطني والتنمية العسكرية، تقرر في الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية الـ16 للحزب الشيوعي الصيني أن يظل جيانغ رئيسا للجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

وبعد الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية الـ16 للحزب، قدم جيانغ دعما كاملا للمجموعة القيادية المركزية الجديدة حيث تولى الرفيق هو جين تاو منصب الأمين العام، وبذل أكبر جهد ممكن لتنفيذ الواجبات الموكلة إليه من قبل اللجنة المركزية للحزب.

وفي عام 2004، وعملا من أجل المصالح الأكبر للتنمية طويلة الأجل لقضية الحزب والدولة، عرض جيانغ التقاعد من منصبيه كرئيس للجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس للجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية، مما أظهر تماما رؤيته العظيمة من أجل تنمية قضية الحزب والدولة.

وبعد تقاعده من مناصبه القيادية، دعم جيانغ بقوة أعمال اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وأظهر اهتماما بالقضية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ودعم بحزم الجهود المبذولة لتحسين سلوك الحزب ومكافحة الفساد.

وفي عام 2006، ترأس جيانغ شخصياً أعمال التأليف والمراجعة لـ (الأعمال المختارة لجيانغ تسه مين) بمجلداتها الأولى والثانية والثالثة، التي تشمل الأعمال التمثيلية والإبداعية الرئيسية للرفيق جيانغ تسه مين في الفترة بين أواخر الثمانينيات من القرن الماضي إلى بداية القرن الـ21. وتعتبر هذه المنشورات بمثابة كتب دراسية مهمة لمساعدة الناس على تعلم وفهم فكر “التمثيلات الثلاثة”، ودفع تقدم القضية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية والمشروع العظيم الجديد لبناء الحزب.

وتقول الرسالة إن الرفيق جيانغ تسه مين كان بعيد النظر، واستطاع تقييم الأوضاع المختلفة بشكل سليم. ودائما ما كان يراقب ويتفاعل مع القضايا آخذاً في الاعتبار الاتجاهات العامة للصين والعالم، إلى جانب العمل الشامل للحزب والدولة، ويدفع باستمرار الابتكار النظري والابتكار في المجالات الأخرى.

كان جيانغ راسخا في قناعاته وحاسما في إجراءاته. ووضع دائما الحزب والشعب في المقام الأول، والتزم بثبات بمثل ومعتقدات الشيوعيين. وفي اللحظات الحاسمة، تحلى بشجاعة عظيمة لاتخاذ القرارات الحازمة والإبداع النظري.

ثمّن جيانغ عاليا الممارسة وحافظ على مواكبة العصر. ودائما ما استوعب اتجاهات وفرص العصر، ولخّص التجارب وسعى وراء طرق جديدة على أساس الممارسة الحية للحزب والشعب، ومن ثم دفع تقدم عمل الحزب والدولة بشكل واقعي وجريئ.

احترم جيانغ الشعب واهتم به، ودائما ما كان يولي اهتماما إلى أمنه ورخائه، ويقيم ويدفع العمل بناء على المصالح الأساسية لأغلبية الشعب الصيني.

إن شخصيته الرائعة وأسلوبه النبيل سيعلمانا ويحفزانا دوما على الطريق قدما، حسبما جاء في الرسالة.

تعتبر وفاة الرفيق جيانغ تسه مين خسارة لا تُعوّض لحزبنا، وجيشنا والشعب الصيني من جميع القوميات. إن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تدعو الحزب كله، والجيش بأكمله والشعب من جميع القوميات لتحويل الحزن إلى القوة، والمضي قدماً بإرث جيانغ والتعبير عن حزننا بأفعال ملموسة.

ينبغي علينا الالتفاف حول اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جين بينغ بحزم وهدف أكبر، والالتزام بالنظرية الأساسية والخط الأساسي والمنهاج الأساسي للحزب.

ينبغي علينا أن نطور فهماً عميقاً للأهمية الحاسمة لترسيخ المكانة الجوهرية للرفيق شي جين بينغ في اللجنة المركزية للحزب وفي الحزب ككل وكذلك ترسيخ الدور التوجيهي لفكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد.

يجب علينا تعزيز الوعي بالحاجة للحفاظ على النزاهة السياسية والتفكير بالمصلحة العامة واتباع النواة القيادية والحفاظ على التوافق مع قيادة الحزب المركزية، ويتوجب علينا البقاء واثقين في المسار والنظرية والنظام والثقافة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ويتوجب علينا التمسك بالمكانة الجوهرية للرفيق شي جين بينغ في اللجنة المركزية للحزب وفي الحزب ككل، والتمسك بسلطة اللجنة المركزية وقيادتها المركزية الموحدة.

ويجب علينا المثابرة على دفع الإدارة الذاتية للحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل، ومواصلة دفع تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب، وتوجيه الثورة الاجتماعية باستخدام ثورتنا الذاتية، وهذا ما سيُمكن حزبنا من البقاء وفياً لغايته الأصلية ورسالته التأسيسية، ويظل جوهر القيادة القوية في قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

لا بد لنا أن نبقى ملتزمين بالماركسية اللينينية، وفكر ماو تسي تونغ، ونظرية دنغ شياو بينغ، وفكر “التمثيلات الثلاثة” والمفهوم العلمي للتنمية، والتنفيذ الكامل لفكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد.

لا بد لنا أن نلتزم بدمج المبادئ الأساسية للماركسية مع الواقع الملموس الصيني والثقافة التقليدية الصينية الممتازة، وأن نواصل تحرير عقولنا، والسعي وراء الحقيقة من الواقع، ومواكبة العصر وتبني نهج واقعي وبراغماتي.

لا بد أن نتحلى بالشجاعة للقيام باستكشافات وإبداعات نظرية، وأن نخترق باستمرار حدوداً جديدة في تكييف الماركسية مع السياق الصيني واحتياجات العصر في الممارسة العظيمة للعصر الجديد، وتمكين الماركسية الصينية المعاصرة من التألق بنور الحقيقة بشكل أكثر إشراقاً.

لا بد أن نتمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني والاشتراكية ذات الخصائص الصينية بثبات لا يتزعزع، كما يجب علينا تطوير بلدنا وأمتنا بقوتنا الخاصة، والحفاظ على فهم قوي لمستقبل التنمية والتقدم في الصين.

ولا بد أن نتحد على قلب رجل واحد لإنجاز تحقيق الهدف المئوي الثاني لبناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل، وندفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط، ونعزز المضي قُدما في بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية وخلق شكل جديد من التقدم البشري.

يجب أن نبقى أوفياء لهدفنا الأساسي المتمثل في خدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص، والحفاظ على عقلية تركز على الجمهور، وتنفيذ الخط الجماهيري. يجب أن نحترم الروح الرائدة لشعبنا ونضمن أننا نعمل من أجل الشعب ونعتمد عليه في كل ما نقوم به. يجب أن نتبع مبدأ “من الشعب، إلى الشعب”، وأن نحافظ على رابطة وثيقة مع الشعب. يجب أن نتنفس نفس الهواء مثل الشعب، ونتشارك نفس المستقبل، ونبقى على اتصال حقيقي معه.

يجب أن ندرس بضمير فكر “التمثيلات الثلاثة”، ونتعلم من روح جيانغ الثورية وسلوكه، فضلاً عن موقفه العلمي وروحه الإبداعية في تطبيق الموقف ووجهات النظر والأساليب الماركسية لدراسة الظروف الجديدة وحل المشكلات الجديدة. يجب أن نسعى جاهدين في وحدة لبناء بلدنا إلى دولة اشتراكية حديثة وغنية وقوية وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة.

إن قضية النهضة العظيمة للأمة الصينية هي بلورة الجهود المضنية ومساعي أجيال من الشيوعيين بما في ذلك الرفيق جيانغ تسه مين. في الرحلة المقبلة، يجب على الحزب كله، والجيش بأكمله، والشعب الصيني من جميع القوميات اتباع القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جين بينغ، ورفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عالياً، والتنفيذ الكامل لفكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد، والمضي قدما بالروح التأسيسية العظيمة للحزب، والحفاظ على الثقة الراسخة، والاتحاد ككيان واحد، والمضي قدما بعزم، والسعي متحدين لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل وتعزيز النهضة الوطنية على شتى النواحي.

المجد الأبدي للرفيق جيانغ تسه مين!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.