موقع متخصص بالشؤون الصينية

تجربة في مقاطعة جيانغشي تُغير مستقبل شابين عربيين للأفضل

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة خاصة:

مر شابان عربيان بتجربة لا تنسى في مقاطعة جيانغشي الصينية ساهمت في جعل مستقبلهما أكثر إشراقا.

وفي رسالة تهنئة أرسلها الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخرا إلى مهرجان الفنون العربية الخامس الذي انطلقت فعالياته في جينغدهتشن بمقاطعة جيانغشي شرقي الصين، أعرب الرئيس شي عن أمله في “أن تغتنم الصين والدول العربية فرصة مهرجان الفنون العربية الخامس لتحقيق نتائج القمة الصينية العربية الأولى، وتعزيز روح طريق الحرير، وتوطيد الصداقة التقليدية، وتقوية التبادلات الشعبية، من أجل ضخ زخم دائم لتعميق الشراكة الاستراتيجية الصينية-العربية والإسهام في بناء مجتمع صيني-عربي ذي مصير مشترك في العصر الجديد.”

وفي هذا السياق، قال مهدي أحمد، شاب مصري بالغ من العمر 30 عاما شارك في مهرجان الفنون العربية الخامس، وهو طالب بجامعة الخزف في جينغدهتشن إنه بالنسبة له، يعني تعزيز التعاون الوثيق بين الصين والدول العربية توفير المزيد من الفرص في المستقبل، مشيرا إلى أن ثقته في مستقبله زادت بعد قراءة رسالة التهنئة التي أرسلها الرئيس شي جين بينغ.

وقد انطلقت فعاليات مهرجان الفنون العربية الخامس يوم 19 ديسمبر في جينغدهتشن بمقاطعة جيانغشي شرقي الصين.

وقبل المهرجان وبعده، قام فنانون من العالم العربي القادمون من بعيد بتصميم وعرض مئات الأعمال الفنية في الصين، مع عرض التمور ومنتجات حليب الإبل وزيت الزيتون وغيرها من منتجات شبه الجزيرة العربية في سوق تاوشيتشوان للإبداع الثقافي بجينغدهتشن. وتُذكر “مزايا الوطن” مهدي بموطنه البعيد، كما يشعر الشاب المصري بارتفاع التبادلات الصينية العربية.

وفي السياق ذاته، قال مهدي إن جينغدهتشن لديها سجلات للتبادلات مع الدول العربية منذ العصور القديمة. لذلك، عندما أتى هنا للدراسة، نادرا ما يشعر أنه في أرض أجنبية.

وفي سبتمبر 2019، انتقل مهدي الذي تخرج من جامعة الفيوم بتخصص علم الآثار، إلى الصين لدراسة تاريخ الخزف. ومن النصوص العربية المنقوشة على الخزف القديم، شعر بالحب المُقدر لطريق الحرير الذي امتد لآلاف السنين بين الصين والدول العربية.

ومنذ مئات السنين، نُقلت “سوماليتشينغ”، وهي صبغة معدنية من المنطقة العربية، إلى الصين عبر طريق الحرير القديم، ودُمجت مع الخزف الصيني، ليولد الخزف الأزرق والأبيض في عهد أسرة يوان الذي أدهش العالم. وفي ضوء ذلك، قال مهدي إن الخزف الأزرق والأبيض هو هدية من الحضارتين العظيمتين الصينية والعربية للبشرية جمعاء، مضيفا أنه رمز للتكامل والتعلم المتبادل بين الثقافتين الصينية والعربية.

ولفترة طويلة، عكست الحضارتان العظيمتان الصينية والعربية ازدهار بعضهما البعض في القارة الآسيوية، وكتبتا قصة عن التكامل بين الشرق والغرب والتعلم والمساعدة المتبادلين. واليوم، من خلال تعلم اللغة الصينية، فتح المزيد من الشباب العرب نافذة جديدة من الفرص، وشكلوا روابط لا يمكن كسرها مع الصين والثقافة الصينية.

من بين هؤلاء الشباب بسنت خليل، معلمة للغة الصينية من مصر، واسمها الصيني شي يو. لقد فازت بمسابقة “جسر اللغة الصينية”، مسابقة اللغة الصينية للطلاب الأجانب. وقد حققت أمنيتها في أن تصبح معلمة للغة الصينية في قسم اللغة الصينية بجامعة القاهرة، حيث ساعدت المزيد من الطلاب في دراسة اللغة الصينية والتعرف على الصين.

ومثل مهدي، كان لشي يو تجربة لا تنسى في جيانغشي. فقبل 4 سنوات، في فترة دراستها بجامعة شاندونغ، عملت كمعلمة مساعدة في أعماق جبل جيآن بجيانغشي، حيث علمت الأطفال في المنطقة الجبلية الأغاني العربية البسيطة، وكانت تجمعها علاقة ودية بالأطفال، حيث كانوا يدعونها بـ”فتاة الشوكولاتة”.

وفي سبتمبر هذا العام، نيابة عن الشباب المصريين، طلبت من ليو يانغ، أول رائدة فضاء صينية تقوم بمهمة في محطة الفضاء الصينية، التحدث عن تجربتها. وحتى اليوم، ما زالت لا تستطيع شي يو إخفاء حماسها، وقالت إن “تحدث مع رواد الفضاء الصينيين” أصبح أحد أهم اللحظات المضيئة في حياتها. ولاحظت شي يو أن العديد من الشباب العرب اختاروا دراسة العلوم والهندسة في الصين، أملا في نقل تجربة التنمية التكنولوجية الصينية إلى بلادهم.

لقد لمس مهدي النبض التاريخي للتبادلات الحضارية الصينية العربية والتعلم المتبادل من خلال علم الآثار الخزفي، بينما شعر شي يو بحيوية التبادلات الثقافية الصينية العربية من حماس الطلاب العرب تجاه “الصين” و”تيانقونغ”.

وفي القمة الصينية العربية الأولى التي لم تنته من وقت بعيد، خطط الرئيس شي جين بينغ مع قادة الدول العربية للمضي قدما في بناء مجتمع صيني-عربي ذي مستقبل مشترك، وإنشاء تصميم عالي المستوى لتنمية العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد. وطرح الرئيس شي جين بينغ أن يعمل الجانب الصيني مع الجانب العربي على تعزيز “الأعمال الثمانية المشتركة”، التي تغطي دعم التنمية والأمن الغذائي والصحة والابتكار الأخضر وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات وتنمية الشباب والأمن والاستقرار وغيرها، مما ساهم في زيادة إثراء وتحسين “الدعامات الأربعة والأعمدة الثمانية” للتعاون العملي بين الصين والدول العربية.

وفي السياق ذاته، قال مهدي إنه يتطلع إلى تطوير وتوسيع التعاون الصيني العربي باستمرار، مشيرا إلى أنه سيبقى في الصين “بحثا عن المزيد من الفرص”. وقالت شي يو إنه في السنوات الأخيرة، يهتم الطلاب العرب بشدة بالتنمية الصينية في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية والفنون وغيرها، مضيفة “أود أن أكون جسرا بين الصين والدول العربية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.